ما بين «أوبنهايمر» و «باربي» لمن يتوجه الجمهور؟
لا أظن أن حالة الترقب والحماس لدى الجماهير لمشاهدة فلم بلغت مِن قَبل ما يحدث من توق إلى مشاهدة فلمي «أوبنهايمر» و«باربي».
كونك لا تستطيع إثبات شيءٍ ما لا يعني بالضرورة أنه غير صحيح.
ما بين «أوبنهايمر» و «باربي» لمن يتوجه الجمهور؟
أحمد العيّاد
عادتي في نهاية كل أسبوع أن أتابع جميع تطبيقات السينما في السعودية (فوكس، موفي، أي أم سي). وأسأل: ما الأفلام الجديدة؟ ما الذي سيُعرض قريبًا؟ وبحسب متابعتي البسيطة في منصات التواصل الاجتماعي، منذ إعادة فتح صالات السينما في السعودية عام 2018، لا أظن أن حالة الترقب والحماس لدى الجماهير السينمائية لمشاهدة فلم بلغت مِن قَبل ما يحدث هذا الشهر من توق إلى مشاهدة فلمي «أوبنهايمر» و«باربي».
أتكلم بداية عن فلم «أوبنهايمر» الذي يروي حكاية العالم الفيزيائي والوالد الفعلي للقنبلة النووية، والفلم جرى اقتباسه من كتاب سيرة ذاتية بعنوان «بروميثيوس الأمريكي» (American Prometheus) عن سيرة العالم المثير أوبنهايمر.
عشنا الأشهر الماضية نقاشًا طويلًا حول الفلم وتفاصيل الاستعداد لمشاهدته: هل الشاشة المناسبة لمشاهدة الفلم «دولبي» أو «آيماكس»؟ ما الذي يجب عليك معرفته عن الشخصية الحقيقية قبل مشاهدتك للفلم؟ أي دار فلم ستوفر لك مشاهدة أفضل؟ أين أفضل مقعد للمشاهدة وفق رأي كريستوفر نولان؟
وثمة أسبابٌ عديدة تجعلنا فعلًا نترقب هذا الفلم، أهمها برأيي إيماننا وحماسنا كجمهور بسينما المخرج نولان، ويقيننا بأننا سنشاهد فلمًا سينمائيًا ممتعًا على جميع الصُعُد، وسنشاهد أحد الأفلام التي تستحق منا التوقف والدخول في نقاشٍ طويلٍ عنها.
الفلم بدأ عرضه في أوربا ويُنتظر عرضه هذا الأسبوع في دول الخليج العربية والعالم العربي، مع حالة ترقب وقلق، بخاصة بعد أحاديث عن منعه في اليابان بسبب ماضيها الأسوَد مع القنبلة الذرية التي يدور حولها العمل!
جرى تصنيف الفلم بأنه لمن فوق (18) وبعد ذلك أصبح لمن فوق (15)، وتدور أحاديث عديدة عن وجود مشاهد جريئة فيه؛ وهذا ما جعل البعض يرجحون حذف بعض مشاهده في دول منطقتنا. حتى كتابة هذه الأسطر لا توجد معلومة أكيدة حول هذه النقطة، لكنني سأصاب بخيبة أمل كبيرة أنا وغيري من محبي الأفلام إذا تعرض الفلم لحذف ولو كانت مدته ثواني!
قلقي من هذه التنبؤات والأحاديث عن محتوى الفلم جعلني أراقب حساب «السينما السعودية» في تويتر (الحساب الخاص بهيئة المرئي والمسموع المسؤولة عن فسح الأفلام في صالات السينما)، وأشاهد في «منشن» الحساب ملاحظات كثير من المغردين على الأفلام التي تعرض في صالات السينما حول حذف المشاهد، معظمها مطالبات عديدة ومنوعة بحذف مشاهد أو عبارات من الفلم، أو حتى رفع بعض الأفلام من العرض في السينما.
أتفهَّم ملاحظات المشاهدين، لكن يجب أن يعي المشاهد أنَّ السينما تختلف كليًّا عمّا يُعرض في التلفزيون، وأن الوصاية الأبوية في التلفزيونات تختلف عنها في السينما، بخاصة مع وجود التصنيفات العمرية من الصِغَر حتى سن الثامنة عشر التي تضمن حماية القاصرين. والنقطة الأهم أنَّ مرحلة الحذف في هذا الزمن المفتوح على كل شيء، مع وجود منصات مثل نتفليكس و«أو إس إن»، ليست سوى نوع من العبث. فما دامت تلك المنصات متاحة لنا في المنطقة بكل ما تعرضه من مسلسلات وأفلام في كل بيت، دون رقيب مباشر ودون أي سلطة حذف، فلماذا نطبِّق هذه الرقابة على أفلام السينما؟!
أكتب هذا لأننا للأسف شهدنا منع عرض فلم «سبايدرمان» (Spider-Man: Across The Spider-Verse)، بعد أن شاهدنا إعلاناته في تطبيقات السينما وتحمَّسنا له، فأعلِنَ لاحقًا تأجيله قبل صدور قرار منعه! والآن يحدث الشيء نفسه مع فلم «باربي» مع قرار تأجيل العرض من تاريخ 21 يوليو إلى 31 أغسطس 2023، ولا نعرف هل هذا التأجيل مقدمة لقرار المنع أم لا!
وبصراحة، إن مجرد تأجيله إلى هذا التاريخ حتى إن لم يُمنَع أمرٌ محبط. يحبطك أن تشاهد الفلم بعد أكثر من شهر من عرضه حول العالم، ويُحرم المشاهدون من لحظة سينمائية مهمة هي مشاهدة فلمين من أهم أفلام هذا العام في أسبوع واحد، ومن المشاركة في احتفاء العالم بهذه اللحظة السينمائية التاريخية والنقاش حول الفلمين معًا.
منع مشاهد من الأفلام أو حذفها خسارةٌ كبيرة، فالجمهور عاجلًا أم آجلًا سيشاهد الفلم كاملًا على إحدى المنصات أو أحد مواقع قرصنة الأفلام التي لا بد من محاربتها بتبني الطرائق الشرعية للعرض وليس المنع.
وكل ما أخشاه أنَّ أسلوب المنع والحذف سوف يقودنا إلى طريقة مألوفة لا نتمنى أن تعود، وهي زيارة بعض الدول بغرض زيارة السينما فقط. طريقة اتخذها العديد من محبي السينما السعوديين قديمًا، ومع انتشار صالات السينما حاليًا تبدو تلك الفترة زمنًا سحيقًا لا نتمنى أن يعود، ولكن ما يحصل الآن يقربنا إليه أكثر من أي وقت مضى.
أخبار سينمائية
أعلن المخرج السعودي عبدالعزيز الشلاحي قرب تصوير فلمه الروائي الثالث الطويل «هوبال»، من بطولة مشعل المطيري ومحمد الطويان، وتأليف الكاتب مفرج المجفل.
تدور قصة الفلم حول عائلة سعودية في أوائل تسعينيات القرن العشرين، تعيش في عزلة بالصحراء التي لا يستطيعون مغادرتها بسبب قوانين جدهم الصارمة.
الفلم استمرار لثنائية المجفل والشلاحي الفنية الناجحة، حيث قدما لنا العديد من الأفلام المميزة التي نالت عدة جوائز سواء أكانت محلية أم عربية، بجانب نجاحهما الجماهيري، لذا فالترقب والحماس كبير لهذا الفلم، وسقف التوقعات عال جدًا؛ وهذا يجعل المسؤولية على صناعه كبيرة جدًا.
توصيات سينمائية
خمسة أفلام للمخرج نولان
مع عرض الفلم الجديد «أوبنهايمر»، لا صوت يعلو فوق صوت المخرج البريطاني كريستوفر نولان هذا الأسبوع ، المخرج البريطاني المعروف بأفلامه التي تتميز بأسلوبها المعقّد والغني بالإثارة، والذي حازت أفلامه إعجاب النقاد والجماهير. في هذا التقرير نستعرض خمسة من أبرز أفلام هذا المخرج الكبير:
«ممنتو» (Memento) (2000)
الفلم الأول من إخراج المخرج البريطاني، وهو من التجارب السينمائية اللافتة، فمن خلاله استطاع توجيه الأنظار إلى عبقريته الإخراجية المتفردة.
«إنزومنيا» (Insomnia) (2002)
من بطولة ثلاثي أوسكاري مميز هم آل باتشينو وروبين ويليامز وهيلاري سوانك. تجري أحداث القصة في مدينة ألاسكا، حيث يذهب اثنان من المحققين لمساعدة الشرطة المحلية هناك على التحقيق في جريمة قتل مراهقة في سن السابعة عشر.
«ذ دارك نايت» (The Dark Knight) (2008)
هذا أحد أعظم أفلام نولان وأشدها تكاملًا، من قصة وأداء وحبكة وموسيقا تصويرية. وأعظم ما في الفلم شخصية «الجوكر» التي قدمها هيلث ليدقر بأداء استثنائي جعله أفضل من قدّم هذه الشخصية في تاريخ السينما (بحسب بعض الآراء).
«إنسيبشن» (Inception) (2010)
من تجارب نولان البديعة، حيث قدم في هذا الفلم قصة مثيرة للاهتمام تدور أحداثها في بنية العقل، في وقائع ومشاهد مكررة لا تعرف أهي واقع أم حلم؟ يصنف الفلم على أنه خيال علمي، وهو من بطولة ليوناردو دي كابريو وتوم هاردي.
«إنترستيلر» (Interstellar) (2014)
فلم من التجارب السينمائية المميزة، وعلى رغم أنه يصنف فلم خيال علمي فإن له طابعًا دراميًا جميلًا ومؤثرًا، إذ يجمع بين الفن والحقائق العلمية. الفلم من بطولة ماثيو ماكونهي وآن هاثاوي، ولعل أبرز ما فيه إلى جانب جودته الفنية الموسيقا البديعة التي ألفها الموسيقار هانز زيمر.
يعرض الآن
يبدأ هذا الأسبوع في صالات السينما عرض فلم المخرج البريطاني المنتظر كريستوفر نولان «أوبنهايمر»، وتدور أحداثه حول السيرة الذاتية للعالم الأمريكي أوبنهايمر ودوره في تطوير القنبلة الذرية.
يعرض هذا الأسبوع على منصة نتفليكس الفلم السعودي «أغنية الغراب» للمخرج محمد السلمان، الذي تدور أحداثه في إطار ساخر حول شاب يجد نفسه في مواجهة أفكار ثقافية متعددة. الفلم اختارته السعودية مرشحًاً لها في مسابقة «أوسكار 2023».
يعرض الآن على منصة أبل مسلسل «هايجاك» (Hijack)، من بطولة إدريس آلبا، وتدور قصته حول طائرة تُختطف في رحلة من دبي إلى لندن.
مقالات ومراجعات سينمائية أبسط من فلسفة النقّاد وأعمق من سوالف اليوتيوبرز. وتوصيات موزونة لا تخضع لتحيّز الخوارزميات، مع جديد المنصات والسينما، وأخبار الصناعة محلّيًا وعالميًا.. في نشرة تبدأ بها عطلتك كل خميس.