خرافة أحلام الهجرة الوردية
قصدت الطحاوي أن توضح لكل راغب في الهجرة أنَّ الحلم الأمريكي أو أي حلم آخر بعيدًا عن الوطن ليس ورديًّا كما يُعتقَد.
خرافة أحلام الهجرة الوردية
أصادف في يومي حكايات صادمة ومأساوية لكثير ممن لجأ هربًا من حرب أو مجاعة أو فقر، تعددت أسباب النزوح والخيبات وصبّت كلها في البحر أمامي، يجتمع كل النازحين واللاجئين والمهاجرين على هدف واحد وحلم واحد، أن يجدوا ببلدان الغرب ما افتقدوه في بلدانهم، يأتون مثقلين بحقائب ملأى بحكاياتهم وآمالهم وحلم يعوي فيه جرو صغير هاجسه الفقد.
ميرال الطحاوي في روايتها الخامسة «أيام الشمس المشرقة» التي بلغت القائمة القصيرة لجائزة «البوكر» في دورتها السادسة عشر لهذه السنة، تنتصر لهؤلاء المقامرين بحياتهم ومستقبلهم، وتمنحهم صوتًا وفرصة للتعبير عن وجهات نظرهم، ولو ضمنًا، وتسويغ أسباب نزوحهم وإصرارهم على رسم طموحاتهم بحبر أحمر. تقدّم الكاتبة في روايتها مشهدًا تراجيديًّا للمغترب الآتي من أرض لفظته ولفِظها ساعيًا نحو أرض يشرق منها نور لا يدرك أهو شمس أم سراب.
«أيام الشمس المشرقة»، عنوان أرادت به الكاتبة أن تزيل القناع عن المفارقة التي تجهض الأحلام وترسي الحقائق، أوجَدَت عالمًا متكاملًا جغرافيًا وبشريًا، بعيدًا من أي إسقاط على الواقع، وعلى رغم أن القارئ يدرك بسهولة أنها تقصد الولايات المتحدة ومناطق العبور فيها فضّلت الكاتبة ترك المكان مجهولًا، وهكذا تتمدد الفكرة وتشمل كل مناطق العبور بالعالم، فمهما كانت البقعة فالمصير واحد والمأساة ذاتها.
تنتمي الرواية إلى أدب المهجر، حيث استقت الطحاوي مادتها الأساسية من خبرتها التي كونتها من خلال الملاحظة الثاقبة والتأمل خلال مسيرتها التي امتدت سنوات تجاوزت خمس عشرة سنة في الغربة، رسمت بذلك منمنَمة تجريدية لشخصيات يستحيل أن تجتمع إلا في سياق تغيب عنه مفاهيم الوطن والبيت والذكريات، نِعَم الخباز وأحمد الوكيل وسليم النجار ونجوى وغيرها من شخصيات الرواية، اجتهدت في ترك ماضيها خلفها، وأبصرت مصيرها، واتجهت نحوه بكلِّ جلَد وصبر.
تضع الطحاوي القارئ العربي نصب عينيها وهي تكتب روايتها، قصدت أن توضح لكل راغب في الهجرة أنَّ الحلم الأمريكي أو أي حلم آخر بعيدًا عن الوطن ليس ورديًّا كما يُعتقَد، وأن الفئة الناجية التي تحاول أن تُظهِر للجميع انتصارًا وهميًّا خارج بلدانها ما زالت غارقة في مآسٍ لا تحصى ولا تعد، الحقيقة التي تخرجها الطحاوي من قعر البئر لتواجه بها الجميع تتمثل في نهاية حلم «الأرض الموعودة».
تحاول الفئة الناجية أن تندمج في عالمها الجديد، أن تتواصل مع الآخر الموجود سلفًا ويعاني بدوره من إكراهات اقتصادية واجتماعية. فتُنتِج هذه المحاولات جوًّا من التنافر والارتباك في مشهد سريالي يتخذ من الرصاص والعنف لغة رسمية، وحالة من التفكك والصراعات تضفي على الشتات أسًى بالغًا ورثاء للذات يدفع أصحابه قسرًا نحو القاع لحماية أنفسهم من ويلات الشعور بالذنب والعار.
أجادت ميرال الطحاوي سبك حبكتها بلغة عذبة بسيطة تلامس القراء، لكن هذه الحبكة أراها تعثّرت نوعًا ما برغبة الكاتبة وإصرارها على رسم شخصيات عدة تقفز حكاياهم بين الماضي والحاضر، وهذا الشيء شتّت ذهن القارئ واستبعد أي محاولة لفهم التفاعل بين الشخصيات، وأظهر افتعالًا في مواقع عدة جمعَها فيها مشهد واحد.
تميزت الرواية كذلك بوصفها الخلّاب للمكان، بلدة «الشمس المشرقة» التي تصفها ميرال بالمستعمرة الصغيرة محاطة بتنويعات جبلية وصحراوية وساحلية تتماهى والتنوع البشري والعرقي الذي يعيش فيها، تعلوها «الجنة الأبدية»، الحلم الجديد الذي يطمح إليه المهاجر ويبرز حقيقة حلمه الأول المجهَض، وكأن الإنسان قُدِّر له السعي المستمر نحو سعادة لن يدركها. اجتهدت الطحاوي في اختيار أسماء أماكنها وشخصياتها لتناسب حالتهم وأطماعهم وتبرز المفارقات التي تكشف زيفهم وزيف آمالهم.
تعيش الشخصيات على هامش الحياة، تحاول أن تسرق لحظات سعادة تهوّن عليها شقاء المنفى وحقيقة أن الإنسان متى قرر الرحيل فهو قطعًا قد مزّق أي أمل بالعودة، تظهر الرواية مدى ضياع الشخصيات ومدى تقبّلهم فكرة انعدام الانتماء، لكن الكاتبة استطاعت بذكاء أن تؤكد أنّ كل هؤلاء هم في الحقيقة يشتركون في مصير واحد وانتماء قسري يشبه ذاك الذي وصفه ليون وريبيكا قرينبرق في عملهما «التحليل النفسي للمهجر والمنفى»، فكل المهاجرين هم في النهاية «أشقاء الزورق الواحد».
انطلق يوم الإثنين معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الثانية والثلاثين تحت شعار «بالقراءة نرتقي»، وتعد هذه النسخة أكبر نسخة للمعرض بمشاركة أكثر من 500 دار نشر محلية وعربية وعالمية، وأكثر من 37 دولة تحل بينها السعودية ضيف شرف للمعرض.
أعلنت الروائية الأمريكية إليزابيث قلبيرت مؤلفة الكتاب الشهير «طعام، صلاة، حب» سحب روايتها «غابة الثلوج» (The Snow Forest) من النشر بعد أيام قليلة من إعلان موعد نشرها في فبراير 2024. وأتى هذا القرار بعد ردود الفعل الغاضبة من قرّائها الأوكرانيين لكون أحداث الرواية تدور في سيبيريا، ولخشيتهم من إظهار الرواية روسيا في سياق رومنسي.
رحل عالم الاجتماع الفرنسي آلان تورين عن عمر يناهز 97. وهو من أهم علماء الاجتماع المعاصرين، وعُرف بتطويره مفهوم المجتمع «ما بعد الصناعي»، وعمل على دراسة المجتمعات الإنسانية والمجموعات البشرية والظواهر الاجتماعية.
تستعد جمعية المكتبات الأمريكية ونقابة المؤلفين رفع دعوى قضائية ضد ولاية أركنساس بسبب قانون يجرم أمناء المكتبات إعطاء الأطفال كتبًا ذات محتوى «فاحش»، وذلك بعدما أقرت الولاية قانون المساءلة الجنائية لكل من يقدم مواد فاحشة للأطفال في المكتبات.
أيام الشمس المشرقة، ميرال الطحاوي
تقع أحداث الرواية على الحدود الجنوبية الغربية لأمريكا في بلدة صغيرة متخيلة تدعى «الشمس المشرقة»، بوصفها منفذًا للتهريب غير الشرعي للعمال والمعدمين، وتسلط الضوء على تيه الهجرة وكابوس الحلم الأمريكي وصراع الحياة في المنفى.
لمبيدوزا، عبدالرحمن عبيد
تعالج الرواية مشكلات الهجرة من إفريقيا نحو أوربا مرورًا بواحدة من أهم نقاط العبور بالبحر الأبيض المتوسط: جزيرة «لمبيدوزا»، من خلال مصائر المهاجرين من ثلاث دول: المغرب وتونس وليبيا، يوثق الكاتب الأسباب والهموم التي تدفع المهاجر المغاربي والإفريقي إلى ترك وطنه والتخلي عن طموحاته، والبحث عن وطن بديل يرمم به ذاته ويكفل له إنقاذ فُتات أحلامه.
طشاري، إنعام كجه جي
تعنون الصحافية والكاتبة العراقية إنعام كجه جي روايتها بمفردة «طِشّاري» التي يرمز بها العراقيون إلى التشتت والضياع، لتصور مأساة الشتات العراقي وفرقة الأهل والأحبّة الذين تبعثروا في بقاع العالم وما عاد يمكن لشملهم أن يجتمع إلا في أطلس الخرائط.
التحليل النفسي للمهجر والمنفى، ليون قرينبرق، ربيكا قرينبرق
يعالج الكاتبان معضلة الهجرة، من منطلق قلَّ مَن تناوله، وطَبَّقَا على كل أنواع الهجرة الطوعية أو القسرية بحثًا مرتبطًا بالتحليل النفسي، ومعتمدًا على تجاربهما العِيادية مع مرضى عانوا من ويلات الهجرة ومصائرها المختلفة، ويتجاوز الحديث في هذا الكتاب المعالجة النفسية إلى التطرّق إلى الهجرة كظاهرة تاريخية وحضارية.
لغير المثقفين، الذين لا يربطون بين القراءة واحتساء القهوة، ولا يصوّرون أعمدة كتب تتجاوز أطوالهم نهاية العام. نشرة تصلك كلّ أربعاء تضم مراجعات للكتب، توصيات، اقتباسات… إلخ.