أبدأ يومي في المكتب -ومثلي الملايين- بفتح متصفح «قوقل كروم»، لذلك من الطبيعي جدًا أن أستخدم محرك بحث قوقل لأتفه الأسباب. فهو سريع وسهل الاستخدام، وأحيانًا أتعمّد الكتابة فيه دون تركيز؛ لأنني أعلم يقينًا أنه سوف يفهم مقصدي ويجد لي المعلومة الضالة ويحوّلني إلى الصفحة المطلوبة. ولم أفكّر خلال تلك السنوات باستخدام محرك بحث آخر، «بنق» مثلًا.
خلال السنوات الماضية، تمكنت قوقل من تطوير منتجها الرئيس (محرك البحث) وترسيخه خيارًا وحيدًا لدى معظمنا عبر ربطه بعالم متكامل من الخدمات والمنتجات الرقمية التي تهدف إلى جعل المستخدم حبيس عالمها. بعض هذه المنتجات طورتها قوقل بنفسها، وبعضها استحوذت عليه وضمّته إلى عالمها مثل يوتيوب.
هذا ما جعل المستخدم العادي يفضّل استخدام خدمات قوقل، حتى إن وجد خدمة فرعية معينة في منصة أخرى تتفوق على إحدى خدماته؛ كل ذلك ليجنب المستخدم نفسه عناء التسجيل والتجربة والتعلّم، وأيضًا عناء التنقّل من منصة إلى أخرى!
على إثر ذلك، طغى على سوق المنتجات الرقمية الجديدة خلال السنوات الماضية التوجه نحو جذب أنظار الشركات العملاقة. بمعنى، أي شركة تقنية ناشئة تطوّر منتجًا جديدًا كان طموحها الأساسي أن تستحوذ عليها قوقل أو إحدى الشركات العملاقة، لتصبح بذلك جزءًا من أحد العوالم التقنية وتتكامل وتنمو معه.
لكن عندما أطلقت شركة «أوبن إيه أي» (Open Ai) الناشئة نموذج المحادثة الذكيّ «تشات جي بي تي» قدّمَت نموذجًا ثوريًّا في عالم محركات البحث. فبدل أن يوجهك المحرك إلى قائمة طويلة من الروابط وعليك أنت أن تبحث فيها عن أجوبة أسئلتك، أصبح «جي بي تي» يعطيك الإجابة مباشرةً وفي سرعة خارقة!
ما فعلته «أوبن إيه أي» فعلته تسلا قبل سنوات قليلة، حين خرجت إلينا بسيارة تسلا الكهربائية التي نافس صانعوها كبار مصنّعي السيارات في نقطة قوتهم الأساسية، وهي محرك السيارة، فاستبدلوا بمحرك البنزين المحرك الكهربائي. واليوم يحاول جميع مصنعي السيارات اللحاق بـتسلا وتصميم سيارات كهربائية.
يقول ساتي أناديلا الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت -المستثمر الأكبر في «أوبن إيه أي»- لدى إعلان محرك «بنق» الذكي بعد دمجه بتقنية «جي بي تي»:
إنه بفضل ابتكارنا سوف ترغب قوقل حتمًا بمنافستنا، وسوف يعلم الناس أن قوقل هي من تحاول أن تنافسنا اليوم، وهذا سوف يكون أمرًا رائعًا.
وأنا أقول: إذا أردت منافسة منتج رقمي رائد ومكتسح السوق فيجب عليك أن تنافسه في مزيّته الأساسية التي يستند عليها، فإذا غلبتَه فيها فلن يصعب عليك التفوّق على بقية المزايا. أما إذا حاولت المنافسة في المزايا الهامشية، فسوف تتمنى أن تلتهمك الشركات العملاقة لعلك بذلك تلفت أنظار بعض المستخدمين إلى منتجك الضعيف!
مقالات أخرى من نشرة أها!
لماذا يحتقر المثقف الإيموجي؟
يفضل المثقف قول «جعلتني أتدحرج على الأرض ضاحكًا» عوضًا عن «🤣🤣🤣»،لئلا تسقط هيبته أمام جمهوره، ولئلا ينزلق عن سلم الحضارة قليلًا.
حسين الإسماعيلوما الحياة سوى سعرات حرارية
العامل الرئيس في تحسين أسلوب حياتي عمومًا كان مُدركات الدائرة الحمراء في ساعة أبل والسعرات المستترة من حولي.
حسين الإسماعيلالنهاية المريعة للنظافة
مع مضينا نحو عصر تقنيات الواقع الافتراضي، هل سنظل نكترث إلى نظافتنا الشخصية وأشكالنا في الحياة الطبيعية، أم سنكتفي بجمال صورتنا الافتراضية؟
أشرف فقيهاللّعب على عواطفنا
تخدع ألعاب الواقع الافتراضي عقولنا نحو تصديق السيناريو المفترض لأحداثها. لكن ماذا لو تجاوز الإقناع ساحة اللعب إلى توجُّهنا في اتخاذ موقف؟
أنس الرتوعيلا تنجرف وراء الاستقالة 🤐
ظاهريًّا، قد تقيك الاستقالة الصامتة من الآثار السلبية للتوتر ومن الإنتاجية السامة، إلا أنَّ لها تأثيرًا سلبيًّا عليك.
بثينة الهذلولمستقبلك في أتمتة ادّخارك
مع انتشار فكرة أتمتة القرارات لم يعد تهيُّب الإنسان من اتخاذ بعض القرارات المصيرية مشكلة، من ضمنها قرار الادخار من الراتب.
تركي القحطاني