على قدر ما يحيط بي اليوم من ذكاء اصطناعي أعرفه أو أجهله، إلا أن انطباعي لا يتجلى إلا في تلك الصغائر التي تجعلني بمرور الأيام أكثر كسلًا وتقاعسًا. ليست هذه تدوينة أخرى عن خصوصيتي في زمن تطبيقات التوصيل، بل عن أمر أكثر تفاهة، عن أمر أعتقد أنه جزء من الحياة اليومية لكل من يمتلك أكثر من لغة في لوحة مفاتيح هاتفه أو حاسوبه. يتجلى الأمر في أجزاء الثانية التي يتباطأ فيها الجهاز عن تغيير اللغة بالسرعة التي تكتب بها، فينتهي بك الأمر -مثلي- باحثًا عن «لخخيقثشيس».
لو حدث ذلك قبل بضع سنين، لاحتار قوقل فيما تريد البحث عنه، ولاضطرَّك إلى إعادة كتابة ما تود في صندوق البحث كي يعرض عليك النتائج المرغوبة وكان الله غفورًا رحيمًا. لكن قوقل اليوم ليس قوقل الأمس، فهو يفهم رغباتك أكثر منك ويحرص على تتبع نشاطك البحثي لتقديم ما يتلاءم معك. ولذا لن يجد صعوبة في أن يعطيك النتيجة التي كنت تبحث عنها من البداية: «Goodreads».
ليست المصيبة في تسهيل حياتي، بل في أنني صرت أكثر كسلًا من التدقيق وراء ما أكتب حتى في المنصات التي لا تعرفني أكثر من نفسي. فمن صناديق البحث، صرت أستثقل تصحيح رسائل الواتساب غير الرسمية، ولم أعد أصحح الكلمات التي أخطئ في كتابتها برسائل منفصلة، مستعيضًا عن ذلك في أكثر الحالات بكتابة الحرف الذي أخطأت فيه وحده، وتاركًا لقارئ الرسائل مهمة فهم ما أريد. المهم أنني أرسلتها.
لمّا أردت تدارك الأمر، بدأت بالإقرار بوقوعي في فخاخ عصر السرعة، وقررت إجبار نفسي على التباطؤ في كل مرة أجد نفسي فيها ملحوقًا. بعبارةٍ أخرى، كان عليَّ تعلم التركيز دون ربطه بوقت، أو ربطه بما يجب إنجازه. ولم يكن الأمر سهلًا في بادئه، إذ ظل انتقالي من النظام التعليمي إلى الوظيفة مصحوبًا بتسلسل «الديدلاينات» والمهام التي كرست بذهني تصورًا محددًا للكيفية التي ينبغي ترتيب الأمور وممارستها.
لكن حين انتهى بي الأمر مُسوِّفًا متباطئًا، يقدِّم كمال الشيء على ما سواه، وجدت مشوار إعادة التعلم طوال السنتين الفائتتين يستحق كل خطوة. صرت أعطي نفسي حقها دون اكتراث فعليّ لأي فرص ضائعة. وهو ما انعكس عليَّ بنوعٍ جديد من «الرواق» واللامبالاة، ليس آخر نتائجها أني صرت أكثر حرصًا على إتقان الشيء، وأني ألزم المسار الأوسط في زحمة الصباحات على الطريق السريع.
مقالات أخرى من نشرة أها!
يوتيوب ترميك من الطائرة
ما يزعجني حقًّا النظرة العامة إلى من يقدم على رمي نفسه من طائرة على أنه شخص مغامر وجريء. وفي المقابل، يصبح من لا يجرب ذلك شخصًا مملًا.
أنس الرتوعيبالنسياقا تقود عجلة التفاعل بامتياز
وراء كل إعلان يتلقاه الجمهور فريقٌ يقضي أيامًا في التخطيط. وهذا ما يجعلني أجزم أن حملة «بالنسياقا» كانت مدروسة بحذافيرها لإثارة الجدل.
رويحة عبدالربهل أنت موهوب؟
لا بأس إن دخلت تجارب جديدة، بل أشجعك عليها، لأنَّ تلك التجارب تعينك على التمييز بين الاهتمام المؤقت أو الجانبيّ، وبين الموهبة الحقيقية.
أحمد مشرفالحرب العالمية الثالثة لن تندلع في أوكرانيا
تصاعد هاشتاق «الحرب العالمية الثالثة» مع أحداث الغزو الروسي لأوكرانيا. لكن أوكرانيا لن تكون فتيل الحرب العالمية الثالثة، بل تايوان.
نايف العصيمياحذف تطبيق الأسهم من جوَّالك
بعد إحباط تجاربي الأولى مع الأسهم، اتجهت إلى معرفة سر أسطورة الاستثمار في الأسهم وارن بافيت، والسر بسيط لكن قد يراه الكثير صعب التنفيذ.
تركي القحطانيهل تنافس قهوتك بنك ستاربكس؟
إن كنّا كمستهلكين مستعدّين لضخ أموالنا في تطبيق ستاربكس، هل سيقدر المتجر السعودي على جلب إيداعات هذه القاعدة الكبيرة جدًا من العملاء؟
تركي القحطاني