في بداية تطوعي في المكتبة كنت لا أعرف الموظفين في المكاتب من حولي، ولكي أتغلب على شعوري بالغربة والخجل كنت أوزع شوكولاتة على كل مكتب أمر به. كان غرضي الأساسي تبادل تحايا صباح الخير مع ابتسامة ودودة مُرحبة، وأن أترك ذكرى طيبة كونها بيئة عمل مؤقتة. لكن ما حدث أنَّ الأحاديث الودودة تطوّرت إلى عرض أفكاري بشكل عفوي تمامًا، لأجدها وقد أُخذت بالفعل بعين الاعتبار.
بناء شبكة علاقات مهنيّة والتسويق الذاتي الذكي واحدة من نصائح رواد الأعمال الناجحين. فنبيل نور، أحد رواد الأعمال الملهمين في السعوديّة، استطاع أن يبدأ علاقات عمل مثمرة من خلال حبة دونات يقدمها ببشاشة لتكون سببًا لحوار مع العاملين في قطاعٍ كان لا يعرف فيه أحد. وكأنه كان يمرّر مع الدونات حقيقة أنك إن كنت واعيًا كفاية فيمكنك خلق مناسبة من لا شيء تسوق فيها نفسك وتبني علاقات عمل جيدة.
إذ لن يلاحظ أحد عملك وقدراتك ما لم تتحدث أنت عنها، ولهذا فإن المناسبات فرصة رائعة للترويج الذاتي وبناء شبكة علاقات طيبة قد تخدمك في المستقبل. فهي وقت طيب يكون فيه مديرك أو رئيس الشركة التي تطمح للعمل بها في أقصى حالات الأريحية النفسية، وخارج ضغوطات العمل التي قد تحجب عن ذهنه جودة ما تحاول إقناعه به. وعلى الأرجح سينتبه لمواهبك وبراعتك إن أجدت (تمرير) تقديم نفسك كما ينبغي دون أن تطغى على المناسبة أو صاحبها.
كذلك كن حاضرًا بالتبريكات والمساندة والدعم والتشجيع. فاحتفاؤك المخلص بقدرات رؤسائك في المناسبات، أو إشادتك الصادقة دون تكلّف ولو بتعليق على مواقع التواصل الاجتماعي بترقية زملائك أو نجاح مدرائك، طريقة تسويق ذكية تثبت صحتها خوارزميات لنكدإن. فكل تعليق منك على حساب الآخرين تضاعف احتمالات أن تكون «مرئيًا» في المنصة.
مجرد التعليق الطيب فرصة رائعة لتوطيد علاقتك بمدرائك وزملائك إنسانيًا. فنحن في النهاية بشر تؤثر فينا اللفتات الطيبة والأحاديث الودية الصادقة. ومهما بلغت مهنيتنا، لا نحب أن نكون مجرد اسم على بطاقة عمل.
وشهر رمضان الفضيل أكثر أوقات العام روحانيةً وصفاءً، وفيه يتسابق الناس في المباركة وتزداد لديهم الرغبة الحقيقية في المساعدة. فبادر بالتحية الجميلة الشخصية الموجهة بالاسم لصاحبها «عساك من عواده، كل سنة وأنت طيب، رمضان كريم»، ليرتد عليك كرمك في التحية بتحيّة أجمل منها، على الصعيدين الإنساني والمهنيّ.
رمضان كريم وكل سنة وانتوا طيبين ❤️🤲🏻
مقالات أخرى من نشرة أها!
لماذا أصبحتُ مناصرًا للروتين؟
أنا اليوم مناصرٌ للروتين والرتابة، أي لكل ما يتيح لي تصوُّر مختلف المسؤوليات والهوايات في علاقتها بساعات أيامي وتعاقبها دون تغيرات فجائية.
حسين الإسماعيلتك توك يُنعش الدودة الراقصة
أصبح تك توك الصانع الحقيقي لشهرة أي أغنية ووصولها قائمة بِلبورد وقوائم التحميل على المنصات، طبعًا بعد وصول «دودتها الراقصة» إلى أدمغتنا.
إيمان أسعدمن لول إلى الصوابيَّة
كما أدخلت التقنية كلمات جديدة على كلامنا، فهي تدفعنا أيضًا إلى تغيير طرقنا في التعبير. ليس بهدف الابتكار، بل هروبًا من الحظر والرقابة.
ثمود بن محفوظموت المؤلف بالضربة القاضية
حتى تحافظ منصات المشاهدة على أرباحها الخيالية، وتضاعف إنتاجها بمحتوى جديد يحافظ على اهتمام المشاهد واشتراكه، لن يعود المؤلف البشري كافيًا.
أشرف فقيهلا تسلبوني مشترياتي الرقميَّة
وفَّرت المنصات مثل آيتونز وكندل وبلاي ستيشن سهولة شراء المنتجات الرقمية عبر خدماتها. لكن ما يغيب عنَّا أنَّ الشراء منها شراءٌ وهميّ.
ثمود بن محفوظالبط في علاج الاحتراق الوظيفي
من خبرتي الطويلة في فترات نهاية العام هذه، يمكنني القول إن الاستقالات فيها تكثر، نتيجة حالات الاحتراق الوظيفي التي يمر الموظفون بها.
أنس الرتوعي