تريد أن تحافظ على إنتاجيتك؟ تجاهل الرسائل الواردة

قد يخلط كثيرون هنا بين «عدم الرد» وإظهار عدم الاحترام أو الاكتراث، لكني أختلف. فأنا أجد أن التعايش مع عدم الرد أمرٌ علينا جميعًا أن نعتاده.

رسائل واردة / عمران

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
22 مارس، 2023

هل سبق أن شعرت بأنك في عجلة هامستر تدور بلا هوادة ولكنك متسمّر في مكانك لا تنجز شيئًا ولا تتقدم خطوات إلى الأمام؟ يعود السبب غالبًا إلى الانشغال بأمور ثانوية لا تخدم أهدافك ومهامك الرئيسة، وأكثر تلك الأمور إشغالًا لك الرد على الرسائل.

فمن رسائل الحمام الزاجل إلى الواتساب، تغيرت وسائل التواصل كثيرًا، فارتفع عدد الرسائل الواردة، وتغيرت معها توقعات الناس لمدة الرد على الرسائل من أسابيع إلى عدة لحظات. 

لكننا في الواقع لسنا مهيئين للتعامل مع كمية الرسائل -من إيميل وإشعارات ورسائل نصية- التي نواجهها حاليًّا، وفي الوقت نفسه يقلقنا تجاهل الرد عليها. فقد أظهرت دراسة لجامعة جنوب كاليفورنيا (USC) أن 50% من رسائل البريد الإلكتروني يجري الرد عليها في أقل من ساعة، ووصلنا إلى هذا الرقم بسبب ضغط الأقران بأنه يجب الرد فورًا على الرسائل، وهذا ما يحدث غالبًا على حساب مهام أخرى أكثر أهمية.

كما أظهرت دراسة من شركة دسكاوت (Dscout) أنَّ المستخدم العادي يلمس هاتفه يوميًّا 2,617 مرة، ويراجع بريده 74 مرة، ويتلقى 46 إشعارًا. ومع تزايد هذه الإشعارات، يشعر كثيرون بالضغط والإجهاد النفسي، ويتملكهم القلق إذا لم يردوا على هذه الرسائل فورًا.

وإن كنت مهتمًّا برفع إنتاجيتك، فعلى الأغلب مرّت عليك قاعدة معروفة تقول «إن المهام التي تحتاج إلى خمس دقائق من وقتك أنجزها في الحال.» إلا أنني لا أتفق معها إطلاقًا، لثلاثة أسباب رئيسة:

  1. لو كان إنجاز المهمة يحتاج إلى ثلاثين ثانية فقط، فهي كفيلة بقطع حبل أفكارك للمهمة التي تعمل عليها.
  2. صعوبة تحديد المدة التي قد تستغرقها لإنجاز المهمة. ففي كثير من الأحيان تعتقد أن الأمر سيستغرق أقل من خمس دقائق، لكن ينتهي الأمر باستغراقها عشرين أو ثلاثين دقيقة.
  3. ستشعر في النهاية بأنك أنجزت، لكنك في الواقع أنجزت مهامَّ صغيرة ليست ذات أهمية بدلًا من المهام الرئيسة التي تدفعك للأمام.

لذلك، من أجل البقاء منتجًا، عليك معرفة كيفية تحديد أولويات التواصل، بحيث لا تكون مستسلمًا لعادة الرد. ‏وقد اكتشفت أنَّ اختيار وسائل الاتصال المناسبة لكل موقف، وترتيب أولويات الرد يزيد من الإنتاجية كثيرًا.

فالمكالمات الهاتفية من الأفضل التعامل معها في أسرع وقت ممكن، لأنها عادة ما تكون عاجلة. ثم يحتل الرد على رسائل «سلاك» (تطبيق يستخدم للتواصل بين أفراد فريق العمل في الشركات) الأولوية، لضمان سير العملية الإنتاجية. أما رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية فيمكن تأجيلها لوقت لاحق، خاصة إذا كنت بحاجة إلى المزيد من الوقت للتفكير في رد مناسب.

قد يخلط كثيرون هنا بين «عدم الرد» وإظهار عدم الاحترام أو الاكتراث، لكني أختلف. فأنا أجد أن التعايش مع «عدم الرد» أمرٌ علينا جميعًا أن نعتاده في عالمنا اليوم، ومهارة أساسية لزيادة الإنتاجية في وقتنا الحالي، حتى لا يراودنا شعور عجلة الهامستر البغيض. 

لذا في المرة القادمة التي تردك بها رسالة، تجاهلها إلى أن تنجز المهمة الأكبر بين يديك.


مقالات أخرى من نشرة أها!
3 نوفمبر، 2022

هل أنت موهوب؟

لا بأس إن دخلت تجارب جديدة، بل أشجعك عليها، لأنَّ تلك التجارب تعينك على التمييز بين الاهتمام المؤقت أو الجانبيّ، وبين الموهبة الحقيقية.

أحمد مشرف
3 أغسطس، 2022

هل وصلك الإيميل وأنت بصحة جيدة؟

لأنَّ من الصعب نقل مشاعرنا عبر نصوص صماء، نضطر لإدراج بعض العبارات الشكلية، لا لشيءٍ سوى إيحائها بأننا لسنا مشدودي الأعصاب. 

حسين الإسماعيل
10 أبريل، 2023

هل تتخطى مقدمة المسلسل؟

في هذه المقدمات، قد تجد ما يرتبط بالعمل ويضيف إليه، إن لم يكن معرفيًّا فعلى الأقل فنيًّا أو أدبيًّا؛ ما يجعل حضور المقدمة أمرًا مرغوبًا فيه.

حسين الضو
29 سبتمبر، 2022

لا توقفوا البتكوين خوفًا من المجرمين

تنبَّأ ملتن فريدمن أن الإنترنت ستخلق نقودًا تقنية، يجري تحويلها بين نقطتين، دون معرفة الطرف الثاني بهوية الطرف الأول. وهذا سيسهل الجريمة.

تركي القحطاني
29 ديسمبر، 2021

أريد لأجهزتي أن ترعاني

من جوال نوكيا إلى اليوم، تطورت أجهزتي وتعددت مهامها وازدادت ذكاءً. لكنّها عقّدت عليّ مهمة واحدة: الاعتناء بها.

أنس الرتوعي
26 فبراير، 2023

لماذا يتعاطف الذكوري العربي مع أندرو تيت؟

هل يعي الذكوري العربي الذي يبتهج بإهانة امرأة في العالم الافتراضي، أنه يشجع على أذاها واغتصابها وقتلها في العالم الواقعي؟ 

ياسمين عبدالله