انتشرت مؤخرًا ظاهرة «التقديم الغاضب على وظيفة جديدة» (rage applying)؛ وسمٌ جديد من اختراع مستخدمي تك توك، يشارك فيه الموظف الغاضب سيرته الذاتية على الوظائف الأخرى المتوفرة في منصات التوظيف لأجل التنفيس عن غضبه والاحتجاج على جهة عمله.
ووجدت بمروري على بعض المشاركات الموجودة عبر الوسم تبريرات مختلفة لكل موظف غاضب؛ إما تعرّض لإساءة المعاملة أو الاستغلال، تعرّض للظلم في التقييم السنوي، تجاهله رؤساؤه في أحقية الترقية. لكن مهما تعددت الأسباب، يشترك الجميع بالوصول إلى نقطة انهيار، يقررون فيها التقدم إلى عشرات أو مئات الوظائف لتخليص أنفسهم من شركاتهم.
وقد يحصل أن ينال المتقدم ردًّا سريعًا من بحثه الغاضب يواسيه عبر عرض وظيفي مغرٍ يغطي النقص الحاصل من وظيفته القائمة، سواء زيادة مالية، أو بيئة عمل أقل تطلبًا وأكثر اهتمامًا برغباته. والأهم، يمنحه ثقة أكبر في قيمته كموظّف. لكن على الأغلب لن يأتي الرد سريعًا. ومن المفترض -حسب الظاهرة- أن يستمر الباحث الغاضب بالتقديم حتى يجد العرض المطلوب.
شخصيًّا، أفهم أنَّ فعل التقديم بحد ذاته يعطي شعورًا مؤقتًا بالسعادة، لأن المتقدم في لحظة التقديم يحتج بصمت على الشيء الذي أغضبه، لكن ثمة عدم منطقية بالتوقعات. إذ لا يوجد ضمانة بحصول المتقدم الغاضب على ما يبحث عنه عبر اتباع خطوات «الترند». مع ذلك، فهذا الغضب الجماعي المرافق لهذا الوسم يشرح رغبة جيل الألفية وجيل زد في التحكم بمسارهم الوظيفي، وعدم الرضا بمبدأ الصبر والتحمّل.
وليست هذه الظاهرة الأولى التي تنتشر في بيئة العمل منذ الجائحة، وتشجعها مقاطع تك توك ووسومها. ففي خلال عام ظهرت الاستقالة الصامتة (Quiet Quitting) والاستقالة العظمى (The Great Resignation) والتعديل الكبير (The Great Re-shuffle).
يُظهر هذا التصاعد في ظواهر الاحتجاج أنَّ شريحة كبيرة من الموظفين ما عادوا يتقبلون ما كان أساسيًّا أو متعارفًا عليه كطريقة عمل تقليدية ما قبل 2020. وما عاد ثمة تقبّل للثبات في الوظيفة من باب الاستقرار مقابل تحمّل ساعات العمل الطويلة والخضوع لقيادة ضعيفة ونقص إشراك الموظف في قرارات العمل، أو التواجد في ثقافات بيئية تؤثر سلبًا في السلامة النفسية للموظف.
لا أعلم إذا كانت هذه الظاهرة هي الأخيرة في سلسلة ظواهر الاحتجاجات الوظيفية الصامتة، لكني أتوقع أن جيل الألفية وزد سيرغب في قول المزيد في المستقبل، وقد لا يكون الاحتجاج «صامتًا» في وسم تك توك القادم.
مقالات أخرى من نشرة أها!
كيف تشكّل الفلاتر تاريخك
الفلاتر تُشكل اليوم جزءًا من هوياتنا، وكيفية نظرنا إلى ذواتنا. فهي تصفّي الصورة من واقعيتها حتى تصير أقرب إلى الكمال.
إبراهيم خالدالجيل المتفوق في تنظيم المهام
أجد تطبيق «نوشن» يرفع الإنتاجية إذا استثمرت الكثير من وقتك وجهدك في تعلّمه واستخدامه واعتياده، ليصبح «الدماغ الثاني» الذي يساعدك.
أنس الرتوعيستوثق أنت التاريخ كما تشاء
قد لا نحتاج مستقبلًا لوساطة الكتّاب الوثائقيين، ونترك الأمر للذكاء الاصطناعي يأخذ منا المعلومات، ويمنحنا كل الطرق التي ربما أدت إلى الحدث.
أنس الرتوعيصوتنا يتقمص الميمز
نحن نستعير أصوات الآخرين المميزة لنعبّر عن عاطفة ما بأسلوب مُضحك يقربنا من الناس، أو حتى نهوّن على أنفسنا في مواقف صعبة أو مزعجة.
رويحة عبدالربالعودة للمكتب خيرٌ من العمل المرن
في أوّل أسبوع عملنا فيه جميعًا من المكتب، أنجزنا أضعاف المهام التي أُنجزت في آخر أسبوع عمل بالنظام المرن عبر «زووم» و«نوشن» و«سلاك».
أنس الرتوعيوجائزة الأوسكار يفوز بها الذكاء الاصطناعي!
في المستقبل قد لا تكون هناك حاجة إلى مخرج، منتج، محرر، لكن ستبقى الحاجة إلى الكاتب. فهو من سيكتب المشهد ويصفه بشكل مفهوم للذكاء الاصطناعي.
ثمود بن محفوظ