كل صباح أقفل باب منزلي عند خروجي للعمل وأنتظر ثانية، لينطق القفل ويقول بصوت أنثوي (Locked). يُشعرني هذا الصوت أنَّ منزلي ومقتنياتي بأمان.
حياتي اليوم مليئة بأصوات الآلات الذكية، فصوت تطبيق خرائط قوقل الذي يرشدني يوميًّا في زحمة الرياض، وصوت «سيري» التي تذكرني بمواعيد اجتماعات العمل؛ كلها أصوات مألوفة ومتكررة في يومي، وتشعرني أن حولي أصدقاء يهتمون بأمري.
معظم الشركات التقنية الكبيرة لديها تقنية المساعد الصوتي، فهذه التقنية أداة اختصار ووصول سهل إلى عدد غير منتهٍ من الأوامر والمعلومات التي تستطيع أن تنقلها إليك الآلة. وتختار الشركات صوت آلاتها بعد عدد كبير من التجارب والاختبارات، لكن اللافت أن معظم تلك الأصوات أصوات أنثوية.
أجرى كارل ماكدورمان، الأستاذ المساعد في كلية المعلوماتية والحوسبة بجامعة إنديانا، والمتخصص في التفاعل بين الإنسان والحاسوب، تجربة جعل فيها مجموعة من الرجال والنساء يستمعون إلى أصوات ذكورية وأنثوية. بينت التجربة أن غالبية المشاركين يرون أنَّ الصوت الأنثوي أكثر وضوحًا ودفئًا؛ فكل النساء المشاركات في التجربة فضّلن الصوت الأنثوي، بينما انقسم الرجال حول تفضيلها.
بناء على هذه التجربة، نستطيع القول إن الطبيعة البشرية عامّةً تفضل الصوت الأنثوي. لكن لو أسقطت هذه النتيجة على التعاملات اليومية، فسوف أجد أنَّها ليست صحيحة دائمًا. فعندما أدخل إلى متجر معين فأنا أبحث عن بائع، وأتجنب البائعة، لأن تجاربي كلها أن الرجال أسرع في عملية الحساب من النساء.
أعتقد أن تفضيلنا للتعامل مع «جنس معين» عائد إلى نوعية هذا التعامل، وإلى تجاربنا السَّابقة. فالتي كانت تذكرني بمواعيدي وترتب لي حياتي سابقًا أمي، واليوم زوجتي؛ لذلك من المنطقي بالنسبة إليّ أن يكون صوت المساعد الشخصي الذي يساعدني في مهام شبيهة صوته صوت «أنثى». ومن الطبيعي بالنسبة إليّ أيضًا أن يكون صوت موظف خدمة العملاء «ذكوريًّا»، لأنني تعودت على أن يكون البائع أو مقدم الخدمة رجلًا، ولأن معظم المحلات في السعودية كان العاملون بها رجالًا في طفولتي.
مع طغيان الصوت الأنثوي، بدأت بعض الشركات مؤخرًا بإضافة خيار الصوت الذكوري إلى تقنيات المساعد الصوتي التي توفرها، بعد أن واجهت حملات شرسة من بعض الجماعات النسوية التي اتهمت الشركات بالانحياز الجندري وتنميط المرأة. وهذا ليس بالأمر السيء، إذ أصبحنا نستطيع الآن اختيار صوت الآلة الذكيّة بحسب ما تعود عليه كل واحد منّا في تجاربه البشرية.
مقالات أخرى من نشرة أها!
بين ميزاني ودوائر أبل
منذ اقتنيت ساعة أبل وأنا سعيد بإقفالي دوائرها الحركيَّة بنجاح. لكن ما لم تخبرني به ساعتي أنَّ الرقم الأهم على ميزاني لا يعتمد عليها.
ثمود بن محفوظما يتمناه المثقف من إيلون ماسك
إن كان إيلون ماسك مصرًا على تركيب الشرائح في أدمغتنا، أتمنى أن تكون الترجمة الفورية سمعًا وبصرًا وكلامًا هي التطور التقني القادم.
حسين الإسماعيلهل تتذكّر شعور الدهشة؟
استحضار الدهشة سيغدو أصعب وأصعب. فماذا لو أصبح بمقدور التقنية أن تشاركك رائحة عطرٍ ما في إعلاناتها؟ أو مذاق طبق في صفحة المطعم؟
فيصل الغامديتك توك يُنعش الدودة الراقصة
أصبح تك توك الصانع الحقيقي لشهرة أي أغنية ووصولها قائمة بِلبورد وقوائم التحميل على المنصات، طبعًا بعد وصول «دودتها الراقصة» إلى أدمغتنا.
إيمان أسعدمجموعات التنزه في الطبيعة ليست مجرد «ترند»
يندر حل تعقيدات الصحة العقلية من خلال تغيير نمط واحد في الحياة، لكن أظهرت العديد من الدراسات أن رؤية الطبيعة تهدئ أنظمتنا العصبية.
سحر الهاشميمهنتي لاعب رقمي
لم يعد الربح من الألعاب الرقمية يقتصر على الشركات، فقد طوَّر أبناء جيل الألفية مفهومًا آخر للعب. وينظر حاليًا إلى «القيمرز» كأصحاب مهنة.
شيماء جابر