«يا رجال، هكذا نرتدي الحذاء والجوارب.» بهذه العبارة، يشرح جون وودن -أحد أعظم مدربي كرة السلة عبر العصور- طريقة لبس الحذاء في يوم التدريب الأوّل، مع كلِّ فريقٍ يدربه.
يُصدم اللاعبون ويشعرون للحظات بأنهم يعاملون معاملة الأطفال. يضطرون إلى الصمت واستقبال هذه التعليمات التي تستغرق دقائق قليلة، كاتمين رغبتهم بالضحك. أما بالنسبة إلى وودن، فالأمر غاية في الجدية: «يستغرق الأمر بضع دقائق فقط، لكنني أظهر للاعبين كيف أريد منهم أن يفعلوها، لأنني لا أريد أن تنفك الأحذية في أثناء التدريب أو المباراة.»
ببساطة، هو لا يريد أن تكون الطريقة الخاطئة في انتعال الحذاء سببًا ليس له داعٍ للإصابة.
يركز وودن أيضًا على نوع الجوارب، وطريقة لبسها، وعلى اختيار مقاس الأحذية. ولا يفعل ذلك من باب التدخّل في شؤون لاعبيه، بل لرغبته بالانشغال في الأمور الأكثر أهمية فيما بعد، وتجنّب تعطّل اللعب بسبب التهاب المنطقة الخلفية من قدم لاعب بسبب سوء مقاس حذائه.
هذه الصدمة التي يتلقاها كل اللاعبين حديثي العهد بأحد أفضل المدربين في التاريخ، ليست إلا ما يحتاجونه بالضبط في حياتهم. فكما يعلّق راين هوليدي على تصرّفات وودن مع لاعبيه، «سنكون مؤهلين للتعامل مع المشاكل الكبيرة فقط إذا فعلنا الأشياء الصغيرة بدقة أولًا.»
وهكذا الحال مع الجميع، فمهما كانت أحلامك وطموحاتك كبيرة، لن تتحرك ما لم تعتد قبلها فعل أبسط الأمور بأقصى درجات الصحة والإتقان.
فمسيرة الشركات في المستقبل تتتعطَّل إن كانت إجراءاتها الحكومية البسيطة غير دقيقة، أو أوراقها المحاسبية غير مراجعة. ومهما كانت رابحة، تتعطل مسيرتها إن كان شركاؤها غير متفقين على الأمور البسيطة قبل الأمور المعقدة. تمامًا كما تتعطل مشاريعنا وأحلامنا ومهامنا العملية ودراستنا إن مرضنا أيامًا عديدة بسبب أكلنا غير الصحي الذي اخترنا وضعه على الطاولة يومًا بعد يوم. أو أهملنا نومنا الذي يجب أن يأخذ حقه كل ليلة، وبدلًا من ذلك نقدِّم عليه السهر.
إتقان هذه التفاصيل الصغيرة هي التي جلبت الرقم التاريخي لـ«ساحر ويستوود» في البطولات على مد أربعين عامًا من مسيرته، قبل أن يتوفى بسن التاسعة والتسعين، وقد حقق الفوز مع فريقه بالمركز الأول سبعة مواسم متتالية.
مقالات أخرى من نشرة أها!
لمن السلطة المطلقة على الإنترنت؟
نضع اليوم حياتنا بأكملها على الإنترنت، فيما تتنازع الحكومات وشركات التقنية الكبرى وضع يدها على بياناتنا وفرض سلطتها المطلقة.
عبدالرحمن أبومالحالجيل المتفوق في تنظيم المهام
أجد تطبيق «نوشن» يرفع الإنتاجية إذا استثمرت الكثير من وقتك وجهدك في تعلّمه واستخدامه واعتياده، ليصبح «الدماغ الثاني» الذي يساعدك.
أنس الرتوعيأريد لأجهزتي أن ترعاني
من جوال نوكيا إلى اليوم، تطورت أجهزتي وتعددت مهامها وازدادت ذكاءً. لكنّها عقّدت عليّ مهمة واحدة: الاعتناء بها.
أنس الرتوعيمعضلتنا مع الناقد المسرحي المنفجع
يحاول المنفجعون والمتلبسون عباءة النقد أن يسيّروا صناعة كاملة بحسب لحظتهم المعرفية. يتعرَّف إلى لون جديد ويطالب الصناعة بأن تنصاع لفجعته.
حسين الضومن عدنان ولينا إلى ماشا والدب
بضغطة زر، يستطيع ابني مشاهدة كل ما يشاء تقريبًا في أي وقت دون الحاجة لانتظار الحلقة القادمة، بل دونما خوف من فوات أي حلقة كذلك.
حسين الإسماعيللماذا نسينا كورونا بهذه السرعة؟
بين إصابتي المتأخرة بكورونا وعدم نيلي التعاطف المتوقع، وبين مرور خبر منظمة الصحة العالمية دون اهتمام، تنبَّهت أننا نسينا كورونا بسرعة!
أنس الرتوعي