«يا رجال، هكذا نرتدي الحذاء والجوارب.» بهذه العبارة، يشرح جون وودن -أحد أعظم مدربي كرة السلة عبر العصور- طريقة لبس الحذاء في يوم التدريب الأوّل، مع كلِّ فريقٍ يدربه.
يُصدم اللاعبون ويشعرون للحظات بأنهم يعاملون معاملة الأطفال. يضطرون إلى الصمت واستقبال هذه التعليمات التي تستغرق دقائق قليلة، كاتمين رغبتهم بالضحك. أما بالنسبة إلى وودن، فالأمر غاية في الجدية: «يستغرق الأمر بضع دقائق فقط، لكنني أظهر للاعبين كيف أريد منهم أن يفعلوها، لأنني لا أريد أن تنفك الأحذية في أثناء التدريب أو المباراة.»
ببساطة، هو لا يريد أن تكون الطريقة الخاطئة في انتعال الحذاء سببًا ليس له داعٍ للإصابة.
يركز وودن أيضًا على نوع الجوارب، وطريقة لبسها، وعلى اختيار مقاس الأحذية. ولا يفعل ذلك من باب التدخّل في شؤون لاعبيه، بل لرغبته بالانشغال في الأمور الأكثر أهمية فيما بعد، وتجنّب تعطّل اللعب بسبب التهاب المنطقة الخلفية من قدم لاعب بسبب سوء مقاس حذائه.
هذه الصدمة التي يتلقاها كل اللاعبين حديثي العهد بأحد أفضل المدربين في التاريخ، ليست إلا ما يحتاجونه بالضبط في حياتهم. فكما يعلّق راين هوليدي على تصرّفات وودن مع لاعبيه، «سنكون مؤهلين للتعامل مع المشاكل الكبيرة فقط إذا فعلنا الأشياء الصغيرة بدقة أولًا.»
وهكذا الحال مع الجميع، فمهما كانت أحلامك وطموحاتك كبيرة، لن تتحرك ما لم تعتد قبلها فعل أبسط الأمور بأقصى درجات الصحة والإتقان.
فمسيرة الشركات في المستقبل تتتعطَّل إن كانت إجراءاتها الحكومية البسيطة غير دقيقة، أو أوراقها المحاسبية غير مراجعة. ومهما كانت رابحة، تتعطل مسيرتها إن كان شركاؤها غير متفقين على الأمور البسيطة قبل الأمور المعقدة. تمامًا كما تتعطل مشاريعنا وأحلامنا ومهامنا العملية ودراستنا إن مرضنا أيامًا عديدة بسبب أكلنا غير الصحي الذي اخترنا وضعه على الطاولة يومًا بعد يوم. أو أهملنا نومنا الذي يجب أن يأخذ حقه كل ليلة، وبدلًا من ذلك نقدِّم عليه السهر.
إتقان هذه التفاصيل الصغيرة هي التي جلبت الرقم التاريخي لـ«ساحر ويستوود» في البطولات على مد أربعين عامًا من مسيرته، قبل أن يتوفى بسن التاسعة والتسعين، وقد حقق الفوز مع فريقه بالمركز الأول سبعة مواسم متتالية.
مقالات أخرى من نشرة أها!
اُدرس معي على يوتيوب
يكمن الفرق بين ظاهرة «ادرس معي» والظواهر الأخرى أنها تقلل الحد الفاصل بين الجدية والترفيه. وتعطي دافعًا لصانع المحتوى للتركيز في مهمته.
أنس الرتوعياستنسخ الناجح ولا تبتكر الجديد
الغاية من تشابه المنصات الرقمية في ضمان معرفة المستخدم المسبقة بالهيكلة العامة. فحين يدخل منصة جديدة لن يتعب في البحث عن أيقونة التسجيل.
أنس الرتوعيمن سيربّي روبوتك؟
إن حصلت معجزة ما وقررت الآلة الذكية أنَّ الإطار الأخلاقي البشري غير مناسب لها، هنا سنعيش في عالم يربّينا فيه عيالنا الآليون.
أشرف فقيهأنت عدوّ أبل
العقوبات على روسيا ستقودها للتفكير جديًا في إنشاء نظام تشغيل خاص بها. وقد تسوّقه للعالم كمنافس جديد للنظامين الأميركيين والنظام الصيني.
أنس الرتوعيمستقبلك في أتمتة ادّخارك
مع انتشار فكرة أتمتة القرارات لم يعد تهيُّب الإنسان من اتخاذ بعض القرارات المصيرية مشكلة، من ضمنها قرار الادخار من الراتب.
تركي القحطانيمزاجيَّة التقييم الرقمي
انحسرت الجائحة، وما زلت أفضّل التواصل مع زملائي في العمل عن بعد رغم وجودنا في الشركة. فهل اعتدنا مع التواصل الرقميّ على الانفصال عن بعضنا؟
أنس الرتوعي