كيف شوّهت سبيستون رؤيتنا للعالم؟

سواء امتنعنا عن مشاهدة كرتون لوجوده في كوكب زمردة، أو عن قراءة كتاب في تطوير الذات؛ فالقضية هي نفسها: فرض التصنيف نفسه علينا.

تصنيفات الطفولة / عمران

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
16 يناير، 2023

لو فتحت صفحة كوكب زمردة السبيستونية، فأوّل ما سيستقبلكم هو اللون الزهري الفاقع مصحوبًا بوصفٍ وجيز: أهلًا بكم في كوكب البنات فقط. 

لا يحتاج أبناء جيلي إلى زيارة الصفحة كي يعرفوا هذا التفصيل، ويتذكروا الغضب المصاحب للحظة انتهاء أفلام كرتون كوكب أكشن الرجولي، والانتقال إلى الكوكب الأنثوي إياه. هذا الانتقال الذي تصدح به أغنية الكوكب قائلةً «زمردة كوكب الفتيات»، ما يضطرهم إلى القيام من أمام التلفاز حفاظًا على رجولتهم.

لا أتذكر أنّي شاهدتُ أي كرتون على زمردة، هذا وأنا الذي شاهدت حتى ما يعرض أحيانًا على كوكب أبجد. فقد كان اندراج الكرتون تحت زمردة سببًا كفيلًا لعدم مشاهدته، بغض النظر عن محتواه، وعما إذا كان فعلًا يستهدف الفتيات. هكذا انقسم عالمي آنذاك إلى كراتين أولاد وكراتين بنات، مع وجود بعض الكراتين المشتركة بين الحين والآخر. ومِن ثَمَّ فلم تكن سبيستون تبني المستقبل هنا، بقدر ما كرّست قيم الحاضر ومفاهيمه آنذاك من خلال تصانيفها.

قد يشير عنوان التدوينة ما إن قرأتَه إلى الدبلجات المحرّفة والمقطّعة للكرتون المعروض، وإلى جعلنا نعتقد أن الخير ينتصر في النهاية (أو أن بوكيمون حرام في حين أن أبطال الديجيتال حلال!) لكن العنوان يشير أيضًا إلى القوة الخفية التي يلعبها التصنيف في رسم توجهاتنا وذائقتنا، لا سيما تلك التصنيفات التي نستقبلها بلا مساءلة أو تمحيص. 

فسواء امتنعنا عن مشاهدة كرتون لوجوده في كوكب زمردة، أو عن قراءة كتاب لأنه موضوع في قسم تطوير الذات؛ فالقضية هي نفسها: فرض التصنيف نفسه علينا، ومنعنا من الخروج من منطقة راحتنا.

ما ينتج عن تقبّل التصنيف -أيًا كان- هو الإيغال في الظاهر، والتعاطي مع العالم بصفته مجموعة من الموجودات الثابتة. فيغذي هذا التقبُّل لدينا نزعة التصنيف بصفته أولوية للفهم، وبالتالي استمرارنا في تنميط العالم. 

لكن بمجرد معارضة هذه التصنيفات ولو بشكل بسيط، سنكتشف أن أسسها أضعف مما نظن، وسنجد أنفسنا أمام عالم أكثر تعقيدًا من إمكانية قولبته بهذه البساطة. ولربما نكتشف أيضًا أن كرتون «لحن الحياة» -في كوكب زمردة- يعيننا على فهم حياة عائلة حقيقية فرَّت من الغزو النازي لبلادها.


مقالات أخرى من نشرة أها!
9 مايو، 2023

معضلتنا مع الناقد المسرحي المنفجع

يحاول المنفجعون والمتلبسون عباءة النقد أن يسيّروا صناعة كاملة بحسب لحظتهم المعرفية. يتعرَّف إلى لون جديد ويطالب الصناعة بأن تنصاع لفجعته.

حسين الضو
29 ديسمبر، 2022

هل ستكون من القلّة في 2023؟

أؤمن أنَّ قارئ هذه السطور سيكون ممن يقولون «لا»، لأن لولاها لكنتَ مستغرقًا اللحظة في تصفح التواصل الاجتماعي دون هدف.

أحمد مشرف
29 مايو، 2022

هل يجب أن يفيدك التعليم في وظيفتك؟

من شأن تعليمٍ في الآداب أن يكون «استثمارًا» ذاتيًا. فمهارات التفكير النقدي والاطلاع الواسع التي سأكتسبها تعود إيجابيًّا على أدائي الوظيفي.

حسين الإسماعيل
7 سبتمبر، 2023

لماذا قررت أبل طباعة ساعتها الجديدة؟

تصنيع القطع داخليًا سيعطي أبل ميزة تنافسية في السوق، وتوافقية أفضل وأعلى متانة لمختلف أجزاء المنتج على مستوى البرمجيات.

حسن علي
5 ديسمبر، 2022

متعة كرة القدم في كل مكان

صحيح أن متعة حضور المباريات أو مشاهدتها مع الآخرين لا تضاهى، ولكنها اليوم خيارٌ من بين خيارات أخرى ولم تعد فرضًا.

حسين الإسماعيل
28 يوليو، 2022

حرية الاختيار لا تسهّل اتخاذ القرار

كثرة الخيارات على الإنترنت في ظل تلاشي القيود قد تؤدي إلى حيرة في اتخاذ قرارات كانت أسهل مع وجود خيارات أقل.

رويحة عبدالرب