ماذا وجدت حين زرت حيّ نوتنق هل؟

قد يكون حي نوتنق هل عاديًا في أصله، لا شيء فيه مبهر. لكنه أصبح جميلًا في نظري، وفي نظر الكثير من السياح؛ لأننا نراه ونتفاعل معه بمشاعرنا.

النظرة الخيالية إلى الواقع / عمران

اشترك في نشراتنا البريدية

يمكنك أن تختار ما يناسبك من النشرات، لتصلك مباشرة على بريدك.

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
11 يناير، 2023

زرت حي «نوتنق هل» (Notting Hill) في غرب العاصمة البريطانية لندن، الحي الذي اكتسب شهرته لأنه كان موقع تصوير فلم «نوتنق هل» في عام 1999. والفلم عن قصة حب جمعت بين ممثلة أمريكية شهيرة (جوليا روبرتس) وصاحب متجر كتب محليّ (هيو قرانت). منذ ذاك، أصبح الحي مقصدًا للسياح الذين يتزاحمون من أجل التقاط صورة أمام الباب الأزرق الشهير للمنزل، أو أمام متجر الكتب، حيث دارت أحداث الفلم الرئيسة.

لكن ما وجدته لدى زيارتي الحي لم يكن سوى باب عاديّ جدًا، بل مهترئ وعليه الكثير من العبارات الوقحة والرسوم التخريبية. ولم أتأكد أنه نفسه باب المنزل الذي ظهر في الفلم إلا عندما رأيت بعض المراهقات يصطفون من أجل التصوير في المكان!

المضحك أنني قبل زيارة الحي بيوم واحد، وقفت فيه عندما أردت تبديل الحافلة في محطة النقل. وتوقفت أمام الباب الأزرق الشهير مباشرةً، ولم أعرف أنه الباب الذي ظهر في الفلم. فأنا لم أجد فيه أي شيء ملفت أو مختلف، ولأن الوقت كان متأخرًا، لم يكن هناك سياح متجمّعون عنده.

تقول المدونة الأمريكية ماريا نوين، التي انتقلت للعيش في لندن منذ حوالي ثلاث سنوات، واختارت السكن في حي نوتنق هل «أظهرت أفلام هوليوود الحي على أنه مكان خيالي ووردي يمكن أن تعاش فيه قصص حب مجنونة وحالمة، لكن الواقع مختلف كثيرًا على ما يبدو!»

فشوارع الحي مزدحمة جدًا، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع. والمكتبة التي ظهرت في الفلم ما هي إلا متجر صغير يبيع التذكارات للسياح وليس فيه كتابٌ واحد! أضف أيضًا أنَّ سُكان الحي المحليين يظهرون امتعاضهم بشكل غير مباشر للسياح عبر كتابة بعض التعليقات الساخرة على الباب الأزرق، الذي تمتد الصفوف أمامه من أجل التقاط صورة.

قدوم السياح ليس الأثر الوحيد لشهرة الحيّ الهوليودية، بل أسعار العقارات في الحي أصبحت جنونية جدًا. فمتوسط سعر المنزل في نوتنق هل يبلغ 1.95 مليون جنيه إسترليني! مما ينهي أي أمل في أن يتمكن الشباب والفتيات من شراء منزل في الحي، ومحاولة عيش قصة حب أمريكية الطراز في بيت رجل أقل من عاديّ.

قد يكون حي نوتنق هل عاديًا في أصله، ومثل بطل الفلم، لا شيء فيه مبهر. لكنه أصبح جميلًا في نظري، وفي نظر الكثير من السياح؛ لأننا لا نراه بأعيننا، بل نراه ونتفاعل معه بمشاعرنا، بعد أن ارتبط اسمه بذاكرتنا، واعتقادنا أنَّ لقصة حب خيالية أن تقع حتى أمام بابك العاديّ.


اقرأ المزيد في الرأي
مقال . الرأي

متعة كرة القدم في كل مكان

صحيح أن متعة حضور المباريات أو مشاهدتها مع الآخرين لا تضاهى، ولكنها اليوم خيارٌ من بين خيارات أخرى ولم تعد فرضًا.
حسين الإسماعيل
مقال . المستقبل

النهاية المريعة للنظافة

مع مضينا نحو عصر تقنيات الواقع الافتراضي، هل سنظل نكترث إلى نظافتنا الشخصية وأشكالنا في الحياة الطبيعية، أم سنكتفي بجمال صورتنا الافتراضية؟
أشرف فقيه
مقال . الرأي

الدّاجون في الأرض!

بعد أن قلبت بصري بين المستشارين، عقدت العزم على أن أصبح مستشارًا، ولكني لم أقرر بعد في أي مجال سأقدم استشاراتي للعالمين.
عبدالله المزهر
مقال . الرأي

هل نحتاج التأنيث في خطاب تويتر؟

بشَّرت تويتر المغردات العربيّات بإضافة خاصيّة التحدُّث بالمؤنث سعيًا نحو مخاطبة المرأة خارج تعميم المذكر، لتثير من جديد جدليّة تأنيث اللغة.
رويحة عبدالرب
مقال . الرأي

القرار الأسهل عوضًا عن التفكير

تحقيق الأمور الأهم في حياتنا لا يجب أن يأخذ منّا حيزًا كبيرًا من التفكير. لهذا ركّز محاولاتك على اتخاذ قرارات تسهّل عليك تحقيق أهدافك.
أحمد مشرف
مقال . الرأي

لماذا نحتاج إلى بعض الأوهام؟

تمسُّكنا بالأوهام شكلٌ من أشكال استحضار الصبر. نتدرب من خلاله على الإمساك بالطرق الطويلة التي توصلنا إلى نتائج غير متوقعة.
أحمد مشرف