اعمل في شركة تنتمي إلى قيمها

من البداية، اختر العمل في مؤسسة تؤمن بقيمها بحيث لا تضطر لمخالفة قيمك الشخصية، أو انتقل إلى مؤسسة تشاركك قيمك.

أسعى دومًا أن يكون لدى الموظفين الذين أستقطبهم إلى فريقي القدرة على التكيف والتأقلم مع القيم والأسس العامة للجهة التي أعمل فيها، لأنَّ تفضيل الموظف العمل بقيمه الشخصية قد تتعارض مع تلبية أهداف الشركة. 

فمثلًا، أحد أصدقائي أجرى مقابلة وظيفية مع سيدة منقبة، وبيئة العمل التي ينتمي إليها يندر فيها وجود الموظفات المنقبات. عند انتهاء المقابلة، سألت المتقدمة صديقي إن كانت لديه مشكلة بكونها منقبة، فأخبرها بأنَّ هذا اختيارها الشخصي، ولا علاقة لذلك بقبولها أو رفضها في الوظيفة.

وظّف صديقي السيدة المنقبة. وبعد عدة أيام أخبرني سرًا أنها لم تكن الأفضل من بين المرشحين للوظيفة، لكنه خشي أن يظلمها لأن قناعتها تخالف قناعاته، وأراد أن يثبت لنفسه أنه قادر على تقبل جميع الاختلافات.

ما فعله صديقي هو السبب وراء حرص كل شركة على وجود سياسة مبادئ وقيم لديها، وتطالب الموظفين بالالتزام بها لدى اتخاذ القرارات. فالهدف منها خلق بيئة عمل إيجابية وضمن ثقافة مشتركة، إذ ترتفع إنتاجية الفريق كلما كان أعضاؤه متجانسين في القيم. لكن ما العمل إذا تعارضت إحدى قيم الشركة التي تعمل بها مع إحدى قيمك الشخصية؟

أحمد فاخوري، المذيع السابق لبرنامج «تريندينق» (Trending)، اختبر هذا التعارض، حين ظهر عبر قناته على يوتيوب للتعليق على الانتقادات التي وجهت له بسبب انتقائه لتغريدات ضد موقف اللاعب المصري السابق محمد أبو تريكة من قضية «المثلية الجنسية». إذ لم يعرض برنامجه حينها أي تغريدة مؤيدة لموقف أبو تريكة، رغم أن غالبية الجمهور العربي يؤيد موقف اللاعب. 

رد فاخوري وقال:

لا أحد في بي بي سي ينتقي على كيفه، فهناك معايير محددة للتغريدات التي تعرض على الشاشة تتعلق بقوانين البلاد وقيم المجتمع البريطاني والدليل التحريري للمؤسسة.

فاخوري، رغم كونه يتحدث عبر قناته الخاصة، لم يستطع التعبير صراحةً عن رأيه الشخصيّ، والتزم بمصطلحات بي بي سي في دليلها التحريريّ. لأنَّ برنامجه، وإن كان موجهًا أساسًا للجمهور العربي، فهو خاضعٌ لقيم المؤسسة التي يعمل لصالحها، والمنتمية أساسًا إلى المجتمع البريطاني. 

من أسس نجاح المؤسسات القوية مثل بي بي سي أنَّ لديها قيمًا وأسسًا ثابتة -حتى لو كانت قيمها خاطئة بالنسبة لنا- وأنها لا تحيد عن قيمها لصالح قيم الموظف. لهذا يحترمها الموظفون، ويسيرون وفق ضوابطها. 

لذا فمن البداية، اختر العمل في مؤسسة تؤمن بقيمها بحيث لا تضطر إلى مخالفة قيمك الشخصية، أو انتقل إلى مؤسسة تشاركك قيمك.

الإنسانالشركاتالعملالرأي
نشرة أها!نشرة أها!نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.