كيف تمحو الذكريات السيئة؟

في صناعتي لذكريات جديدة استطعت التخلص من تأثير الذكريات السيئة، وبدأت أخرج من الدوامة النفسية التي علقت بها.

صناعة الذكريات / عمران

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
19 ديسمبر، 2022

واجهتني خلال الفترة الماضية بعض التحديات في وظيفتي وفي حياتي الخاصة، ومع الوقت زادت المصاعب وقلَّ تركيزي معها، إذ دخلت في دوامة من الذكريات السيئة التي أحاطت بي، وجعلت أفكاري حبيسة حولها. وبسبب ذلك، قلَّت إنتاجيتي، وساءت حالتي النفسية جدًّا.

يحفظ دماغنا بعض الذكريات بشكل مفصل جدًّا، ويخرجها فجأة إلى السطح عند أول مؤثر يرتبط بها، مما يؤثر سلبًا على نوعية حياتنا الشخصية والمهنية. هذا المؤثر يكون عادة مرتبطًا بإحدى حواسنا الحيوية، فمثلًا لو شممت رائحة عطر يذكرك بحبيب فقدته، فسوف يستحضر دماغك الذكرى السيئة بكامل تفاصيلها!

فكيف لنا أن نمحو هذه الذكريات السيئة من دماغنا، ونستعيد اتزاننا؟

في كتابه «فن صنع الذكريات» (The Art of Making Memories)، ذكر مك ويكينق -الرئيس التنفيذي لمؤسسة أبحاث السعادة في الدنمارك- دراسةً طُلب فيها من ألف شخص من سبع وخمسين دولة أن يكتبوا أول ذكرى سعيدة تخطر في أذهانهم. 23% مِن الذكريات كانت عن خوض تجارب جديدة مثل السفر إلى مكان جديد، و37% كانت مرتبطة بالأحداث الكبيرة في الحياة مثل الزواج أو الإنجاب، أما 62% من الذكريات فكانت تتضمن استخدام الحواس الحيوية مثل الذكريات المرتبطة بتذوق طعام أو شم رائحة معينة.

لذا، من أجل أن أخرج من حالتي النفسية المضطربة أو القلقة -إذ لا أعرف حقيقةً ماذا أسمي الحالة التي مررت بها- قررت الانخراط في تجربة أستخدم فيها حواسي كلها. تجربة أصنع فيها ذكريات جديدة وجميلة، لتكون هي التي تذكرني بهذا العام.

طلبت إجازة، وسافرت في رحلة قصيرة إلى العاصمة لندن بصحبة زوجتي؛ فالمدينة زرتها عدة مرات، ولي فيها ذكريات سابقة جميلة. حرصت أن أسكن في الفندق نفسه الذي أعجبني في زيارتي السابقة، كذلك زرت المطاعم والأماكن التي أعجبتني سابقًا.

ولكي أعزز من صناعة الذكريات الجميلة، كان كل ما أفعله في يومي مختلفًا عمَّا اعتدته في يومي العادي في مدينة الرياض. فتوقفت تمامًا عن قيادة السيارة، واستخدمت الباصات وقطارات الأنفاق في تنقلاتي كلها، كذلك اشتريت ملابس جديدة، وتعطرت بعطرٍ جديد رائحته نفّاذة وقوية.

 وفعلًا، في صناعتي لذكريات جديدة استطعت التخلص من تأثير الذكريات السيئة، وبدأت أخرج من الدوامة النفسية التي علقت بها. فالحاسة التي تجلب لك ذكرى سيئة استخدمها فورًا، واصنع بها، مع بقية حواسك، ذكرى جميلة تعيش عليها اليوم، وتنسيك الذكرى السيئة التي احتفظ بها دماغك من الأمس.


مقالات أخرى من نشرة أها!
2 أبريل، 2023

كيف رفعت لنكدإن رغبتنا في الإنجاز رغم إرادتنا

عندما أشاهد إعلانًا لدورة تدريبية أو اختبارًا يؤهلني للحصول على شهادة احترافية، أبدأ مباشرة بالتفكير بكيفية استعراض هذا الإنجاز على لنكدإن.

أنس الرتوعي
11 أغسطس، 2022

أنا أنام إذن أنا أفكّر

تعلمت أيضًا درسًا لن أنساه: حين تستفحل المعضلة وتستغلق أبوابها، فالنوم جزءٌ رئيس من أي محاولة لإدراك خيوط حلها.

حسين الإسماعيل
5 أبريل، 2022

كيف تشكّل الفلاتر تاريخك

الفلاتر تُشكل اليوم جزءًا من هوياتنا، وكيفية نظرنا إلى ذواتنا. فهي تصفّي الصورة من واقعيتها حتى تصير أقرب إلى الكمال.

إبراهيم خالد
20 نوفمبر، 2022

هل اجتهدت في عملك؟

لا يوجد طريق أجدى لك من «التعلم خلال الممارسة» حتى تتعلّم فنيّات العمل وتتطور، والتي تعني بلغة دوجن بذل المجهود من طرفك.

أحمد مشرف
24 مايو، 2023

صندوق بريدك المزدحم دليل على بؤسك الوظيفي

يُعَدُّ الحق في قطع الاتصال البريدي إحدى أولويات بعض دول العالم لحماية الصحة الجسدية والعقلية ورفاهية العاملين وتحصينهم من المخاطر النفسية.

سحر الهاشمي
7 أغسطس، 2022

هل سيرسم دالي غلاف أها!

تثير قدرة برنامج دالي على إنتاج صور بنوعية عالية وفي ثوانٍ معدودة المتعة لدى متابعي وسائل التواصل الاجتماعي، وتطرح أيضًا تساؤلات أخلاقية.

ثمود بن محفوظ