هل تعرف أنَّ واحدًا بالمئة فقط من لاعبي فرق الجامعات المحترفين في الولايات المتحدة ينتقلون للعب في دوري «كرة السلة للمحترفين» (NBA)؟
لماذا هذه النسبة الضئيلة؟ لأن الوصول إلى دوري المحترفين أمرٌ غاية في الصعوبة، ولا يمكن تحقيقه إلا بتطوير المهارات إلى مستوى يعجز 99% من لاعبي السلة الوصول إليه.
المنافسات الرياضية حماسية، ونحن نعلم ذلك. لكننا في الوقت نفسه لا نتأمل سبب الحماس الحقيقي خلفها، وهو عنصر النُدرة. ففي نهاية الموسم يوجد بطل واحد للدوري، في عالم كرة السلة مايكل جوردن واحد، وفي عالمنا الكروي ماجد عبدالله واحد. هذا «الواحد فقط» هو ما يجعل الأمر مثيرًا للاهتمام بالنسبة لنا، مثل إيلون مسك، وورن بافيت، وستيف جوبز. لو كان ثمة نسخٌ كثيرة من أيٍّ منهم، لما كانوا مثيرين للاهتمام.
فالجميع يرغب بالنجاح الاستثنائي، والأغلبية تتوقف عند الرغبة. أمّا النُدرة فتبدأ في التشكُّل لحظة التقاء ما يرغب المرء أن يكون عليه، وبين سعيه إلى إنجاز الكثير من الأعمال التي تحقق هذه الرغبة، وتعجز الأغلبية عن إنجازها.
في الكتابة والغناء وبقية الفنون، فإنَّ الغزارة والعمل المتواصل لفترات طويلة هي الطريق الأقصر (وليس الأسهل) للنجاح. فكما يقول أحد أعظم الروائيين المعاصرين ستيفن كينق:
الموهبة أرخص من ملح الطعام. ما يفصل الموهوب عن الناجح هو الكثير من العمل الشاق.
فإحدى السمات التي يتسم بها الفنانون النادرون أنهم غزيرو الإنتاج، ومنضبطون في أعمالهم، ومثابرون في بلوغ مستوى أعلى من نجاحهم.
كيفن هارت مثلًا، حتى يُصبح استثنائيًا، يقدم أكثر من أربعين «ستاند أب كوميدي» في النوادي الصغيرة، قبل أن يُبهِر الجمهور في الحفلات الكبيرة. يتمرن كثيرًا في الخفاء، يقتنص ما يُضحك الناس بشكلٍ هيستيري، ويركز عليه. إذ لا يمكن الوصول إلى عرض استثنائي دون الأربعين جلسة تمرّن في الخفاء. قد يكون هذا الطريق واضحًا بالنسبة للمراقبين، لكن بالطبع لا يستطيع 99% من الكوميديين إنجازه.
حتى تكون «نادرًا» فاعلم أنَّ النُدرة لا تتطلب فقط مهارات استثنائية، بل جهودًا استثنائية تفوق ما يستطيع معظم الناس تحقيقه. إذ كلما ازدادت ندرتك كلما أصبحت مثيرًا للاهتمام، ومغريًا للتقليد، ومثلًا للاقتداء، ومرشحًا مذهلًا للترقية والتوظيف.
مقالات أخرى من نشرة أها!
الشيف يوتيوب صديقك في المطبخ
أثبت يوتيوب أنه معلّم رائع للطبخ والخَبز، فقد وفّر لي فيديوهات لا نهاية لها، مما جعلني أستغني عن كتبي كالكثير من أقراني.
رويحة عبدالربقتلني غياب الرصيف
غياب الرصيف عن مدننا لم يكن هجومًا على صحتنا البدنية والنفسية فقط، وإنما هجومًا يفتك بعلاقة الفرد بأرضه وطبيعتها، وبنسيج مجتمعنا.
حسين الضوسبوتيفاي لا تحفظ سيرتك الموسيقية
كثيرة هي الأسئلة، وكثيرة هي التجارب الإنسانية التي لا يمكن لقوائم سبوتيفاي وأنغامي أن تختزلها نهاية كل عام.
حسين الضومقاطع «الريلز» لا تغيّر شيئًا
ما تدعونا إليه مقاطع «الریلز» من اعتزال ما یؤذینا، والسعي نحو الثراء السريع، هي نصائح مثيرة؛ إلا إنها، على أرض الواقع، لا تغير شیئًا.
أحمد مشرفلماذا لا أستثمر في تسلا؟
لا أتحمّل أن أكون رهين قرار شخص عبقري لكنه مزاجي، فضلًا عن ذهاب مدخراتي وكدحي إلى حساب شخص حاد المزاج قد يغيّر رأيه في أي حال.
تركي القحطاني«إيرتاق» والوجه المظلم للتقنية
أصبح من واجبنا -نحن الأفراد- إدراكُ الاحتمالية الدائمة بتضمُّن كل تقنية جديدة تخدمنا أبعادًا قد تغيب عن أغراضها المباشرة.
حسين الإسماعيل