قبل ثمانية أعوام، حين شاهدت حلقة «ريهاش» (Rehash) من مسلسل «ساوث بارك» (South Park)، لم أكن أعرف بعد مدى انتشار ظاهرة متابعة «الستريمرز»، ولذا لم أفهم أساسًا ما الذي قد يدفع بشخصٍ إلى مشاهدة آخرين يلعبون ألعابه المفضلة بدلًا من لعبها بنفسه.
ولحسن حظي لم أدل بآرائي حول الأمر علانية آنذاك، وإلا كنت طالعتها اليوم متكرنجًا. فأنا اليوم أحد أولئك الذين يستمتعون بمشاهدة ألعابهم المفضلة على الستريمز، ويقضون وقتًا أكبر في المشاهدة بدلًا من اللعب. بل لا أدري كيف صرت ممن يبشرون أيضًا ببعض الستريمرز، وممن يتحينون الفرصة للحديث عن ذلك على الطالعة والنازلة.
بدأ الموضوع حين التقيت مجموعة من الأصدقاء القدامى، وانجرَّ الحديث إلى لعبة «بلودبورن» (Bloodborne)، والمصاعب التي واجهها كل واحد منا لما لعبناها أوّل مرة. حينها عبّر أحدهم عن إحباطه لمشاهدته لاعبًا في يوتيوب ختم اللعبة في أقل من ساعة. احتجت وقتًا لاستيعاب الصدمة، إذ لم أستطع تخيل كيف يمكن ذلك، وأنا الذي احتجت قرابة خمسين ساعة لإنهائها.
وقتها تعرفت على عالم «السبيدرنز» (speedruns)، على الناس الذين يقضون آلاف الساعات محاولين إنهاء الألعاب بأسرع وقت ممكن، وباستخدام كل الحيل والثغرات الممكنة، سواء كانت مشروعة ضمن عالم اللعبة أم لا. وعرفت أن أغلب ما أعرفه عن ألعابي المفضلة ليس إلا السطح الخارجي لعالم أكثر تعقيدًا، لعالم تشرف العزيمة البشرية فيه على بلوغ قدرات الآلة.
وفي حين صرت ممن تهكمت عليهم حلقة «ريهاش»، فإني فهمت على الأقل المتعة المصاحبة لمشاهدة آخرين يلعبون ألعابي المفضلة. بل واكتشفت أنها قد تعيد لي حماسي، أو تحفزني لتجربة ألعاب جديدة لم أكن لأجربها في ظروف أخرى. ولعل الاكتشاف الأكبر الآخر هو مدى ما كنت أجهله في ألعاب قضيت فيها مئات الساعات، وذلك لأني اعتدت على لعبها بطرائق معينة، فلم أتساءل عما سيحدث لو تغير أسلوب لعبي.
بطبيعة الحال، لعبت الجائحة دورًا رئيسًا في تضخم عدد المشاهدين واللاعبين، إذ بات الناس يسعون وراء كل ما يعوض نقص التخالط الاجتماعي في أوج الجائحة؛ لكن الأمر تعدّى ذلك. فمن جانب، تضخَّم سوق الألعاب الإلكترونية والبث الترفيهي، إلى حد تشير فيه التنبؤات إلى إمكانية تضاعفه أكثر من ثلاث مرات خلال السنوات العشر القادمة.
ومن جانب آخر، اتسع نطاق مشاهدة بثٍّ حيّ لآخرين يمارسون هواياتهم لتشمل حتى مشاهدة أناسٍ يقرؤون كتبًا. فهل ثمة حلقة أخرى من «ساوث بارك» تتناول حالة الرضا التي نشعر بها لدى مشاهدتنا استمتاع الآخرين بهوايتنا، حدًّا نتقاعس فيه عن ممارستها؟
مقالات أخرى من نشرة أها!
أتقن الأمور الصغيرة أولًا
هكذا الحال مع الجميع، فمهما كانت أحلامك وطموحاتك كبيرة، لن تتحرك ما لم تعتد قبلها فعل أبسط الأمور بأقصى درجات الصحة والإتقان.
أحمد مشرفمتى يحق لك أن تكون مسرفًا؟
لكي لا يعتقد القارئ الكريم إنني أُنظِّر عليه، سأشجّعه -قليلًا- على الإسراف في الأمور التي سيكون متأكدًا أنه سيستهلكلها لحدها الأقصى.
أحمد مشرفبالنسياقا تقود عجلة التفاعل بامتياز
وراء كل إعلان يتلقاه الجمهور فريقٌ يقضي أيامًا في التخطيط. وهذا ما يجعلني أجزم أن حملة «بالنسياقا» كانت مدروسة بحذافيرها لإثارة الجدل.
رويحة عبدالربحرروا الرواية العربية من قبضة النازيين
يوجد احتقان ضد اللهجات المحكيّة في الأدب، ودعاوى بأنها ليست كفئًا لأن تكون لغة أدبية. وكلما ظهر عمل جديد باللهجة المحكية برز معه الاحتقان.
حسين الضوسناب شات تصنع مستقبلي
نقطةٌ حمراء صغيرة على مبوبة الذكريات في سناب شات كفيلةٌ بإثارة اهتمامنا وتهييج نوستالجيّاتنا: أين كنا في مثل هذا اليوم قبل عام؟
حسين الإسماعيلكيف تثري ألعاب الفيديو حصيلتي اللغوية
نظرًا إلى جهلي بأي لغة عدا العربية، لم تكن اللغة التي ألعب بها مهمة جدًا، وكانت الأولوية للاستمتاع وليس لمعرفة تفاصيل قصة اللعبة وخياراتها.
حسين الإسماعيل