في بداية شهر سبتمبر، تأثرتُ بحساب مدرّبة لياقة على إنستقرام، وبدأت أسجّل السعرات الحرارية التي أتناولها. كانت الخطة بسيطة: إمّا تناول 1700 سعرة حرارية إن أردتُ الحفاظ على وزني، أو أتناول أقل من هذا الحدّ حتى أحقق عجزًا في السعرات الحرارية وأخسر وزني، إضافةً بالطبع إلى ممارسة التمارين الرياضية والمشي اليومي.
قررتُ أن أجرّب خطّة المحافظة على وزني الحالي. وكأي شخصٍ آخر، انطلقت بحماس في تطبيق خطة جديدة أنوي بها تغيير حياتي. اخترت، مثل حسين، تحميل تطبيق «ماي فتنس بال» (MyFitnessPal)، وسجّلت كل ما أكلته لمدة أحد عشر يومًا.
رؤية ما آكله بصورة بصرية في التطبيق كانت أداة رائعة لمعرفة «ميزانيتي» للغذاء خلال اليوم. ففي بداية التجربة، تصوّرت أن لديَّ مبلغًا يساوي 1700 ريال لأصرفه بعناية على ما أريد. وثمرة «الادّخار» في هذه الحالة ليس مالاً يفيدني بالغد، بل انخفاضًا في الوزن. لكن على نقيض الادخارات، انخفاض الوزن قد لا يفيدني بالغد.
فقد تعلّمت أنَّ اكتمال دائرة السعرات الحرارية داخل التطبيق لا يعني اكتمال متطلباتي الأساسية للغذاء. إذ ظلَّ هناك نقصٌ في دائرة البروتين خلال أيام التجربة. كما لاحظتُ نقصًا في المعادن والفيتامينات مثل الحديد والصوديوم، وأجزم أنَّ هذا النقص كان سبب شعوري بالدوخة التي انتابتني حينذاك.
كما تعلّمت أنَّ السعرات الحرارية ليست متساوية أساسًا. فمئة سعرة حرارية من تفاحتين تحتوي على ألياف وفيتامينات، بينما المئة نفسها من مشروب غازٍ لا تحتوي على أية قيمة سوى الماء والسكّر.
إن كان تحقيق العجز في السعرات الحرارية وانخفاض الوزن معيار نجاح الخطة، فقد نجحت الخطة بامتياز. إذ واجهتُ صعوبةً في استكمال تناول 1700 سعرة حرارية يوميًا -رغم اختياري ذلك هدفًا- وبدأ وزني ينخفض دون إرادة مني. وبعد هذه الفترة التجريبية، توقفت عن تسجيل السعرات الحرارية.
فالافتراض بأن الطعام مجرَّد سعرات حرارية -أو مبلغ يُصرف- ناقصٌ وسطحي. علاقتي مع الطعام أعمق بكثير من مجرّد تناوله. الطعام هو ما يرافقني حينما أخرج مع صديقاتي حتى «نتقهوى»، وهو الذي يُشعرني بالأُنس والإنجاز حينما أطبخ طبقًا من إنستقرام و«يطلع زي الصورة بالضبط».
واختزال هذه العلاقة إلى تطبيق يقيس قيمة الطعام بالسعرات الحرارية، كأنها اختبار بدرجات تُحسب بالرسوب أو النجاح، وتّرت علاقتي مع الطعام، بينما كل ما أريد هو تكوين علاقة صحيّة وممتعة معه.
مقالات أخرى من نشرة أها!
مرزوقة وكلوبهاوس والحبَّار
نحاول اللحاق بترند الإنترنت مهما كلفنا من الوقت، لنكتشف لاحقًا أنه لم يفتنا أي شيء مهم كما كنا نخشى. فمثلًا، هل تتذكر مرزوقة؟
رويحة عبدالربلماذا علينا التحرّر من الكيس البلاستيكي؟
بعد عدة أشهر من قراري التحرّر من الكيس البلاستيكي، بدأت أتكيف على أسلوب حياتي الجديد بالحفاظ على البيئة من خلال البدائل المتاحة لي.
بثينة الهذلولستوثق أنت التاريخ كما تشاء
قد لا نحتاج مستقبلًا لوساطة الكتّاب الوثائقيين، ونترك الأمر للذكاء الاصطناعي يأخذ منا المعلومات، ويمنحنا كل الطرق التي ربما أدت إلى الحدث.
أنس الرتوعيالأفكار رزق فلا تطيِّرها من يدك
للأفكار حياة خاصة بها، وعندما نرحِّب بها ونعمل عليها فهي تكبر وتنضج. في المقابل، إذا استقبلناها بالتأجيل والتسويف ستذهب إلى من يقدِّرها.
ياسمين فكاكصندوق بريدك المزدحم دليل على بؤسك الوظيفي
يُعَدُّ الحق في قطع الاتصال البريدي إحدى أولويات بعض دول العالم لحماية الصحة الجسدية والعقلية ورفاهية العاملين وتحصينهم من المخاطر النفسية.
سحر الهاشميالانخراط في الوسط الثقافي يجعلك إنسانًا رديئًا
في هذا الفضاء المؤسَّس بصلابة على هذه القواعد الرديئة أخلاقيًّا، تُمارَس «الألعاب» الثقافية بسلطوية، وتجر الممارسة اللاأخلاقية الأخرى.
حسين الضو