الشيف يوتيوب صديقك في المطبخ
أثبت يوتيوب أنه معلّم رائع للطبخ والخَبز، فقد وفّر لي فيديوهات لا نهاية لها، مما جعلني أستغني عن كتبي كالكثير من أقراني.
كثيرًا ما يكون تحضير الطعام وتناوله نشاطًا اجتماعيًا نشاركه مع الآخرين كما كنت أشارك الكيك مع صديقاتي. فقد بدأت أخبز الكيك حينما كنت طالبةً في المدرسة الثانوية لأشاركه معهن وقت الفسحة، وجمعت تشكيلةً من كتب وصفات الخَبز تعينني على تجريب الوصفات الجديدة.
كان ارتكاب الأخطاء ومحاولة تقليد صور الكتب الطريقة الأمثل للوصول إلى كيكة جميلة شكلًا وطعمًا. لكن تلك الآلية كانت بطيئة، وبعض نتائجها غير صالح للأكل، إلى أن اكتشفت صديقي المفضّل في المطبخ: يوتيوب.
أثبت يوتيوب أنه معلّم رائع للطبخ والخَبز، فقد وفّر لي فيديوهات لا نهاية لها، مما جعلني أستغني عن كتبي كالكثير من أقراني، والشباب منهم تحديدًا. وأتجه نحو شروحات مرئية تجذب انتباهي وتقدّم لي خيارات يوتيوبية أكثر وضوحًا وتنوعًا من الكتب؛ كوصفات من ثقافات مختلفة، ووصفات صحّية ومرنة تسمح لي أن أتحكّم في المكوّنات وطرق الطبخ، إضافةً إلى الاستمتاع بالأسلوب المميز لكل صانع محتوى.
مع ازدياد شعبية محتوى الطبخ في يوتيوب، تحوّل الطبخ من مهمة يومية إلى طريق للترفيه والشهرة. ظهر مشاهير طبّاخون وخبّازون على المنصة، ونمت القنوات اليوتيوبية المختصة بالطعام بمعدّل 280% عام 2014. وبالطبع تضاعفت مشاهدات مقاطع «اطبخ معي» (Cook With Me) أثناء الجائحة.
وإن كان يوتيوب الصديق المثالي لتحضير الطعام، فإنستقرام المنصة المثالية لمشاركته، إذ جعلت صناعة محتوى الطبخ في متناول الجميع، على نقيض كتب الطبخ. فظهر مؤثرون يقدّمون محتوى متخصصًا، كأن ينشروا محتوى وصفات الكيتو أو الأكل النباتي.
ولعل أكبر تغيير أثارته منصات التواصل الاجتماعي أنها جعلت مشاركة الوصفات وصور الطعام أمرًا تفاعليًا يستطيع المتلقي أن يسأل الخبير فيها. فخصائص كالوسم (الهاشتاق) وذكر حساب صانع المحتوى تسمح لطبّاخي الإنترنت بالاطلاع على إبداعات متابعيهم. كما أنه يتيح الرد على أسئلة المتابعين، ليساعدهم صاحب الوصفة على حل ما يواجههم في المطبخ من مشكلات.
لا تزال كتبي عن الطبخ مركونة فوق ثلاجتنا، لكنها مغطاة بالغبار. فما حاجتي إلى تجريب الوصفة المكتوبة، إن كانت فيديوهات الطبخ في قائمة الحفظ على إنستقرام، وصفحة الوصفات اليوتيوبية في تطبيق الملاحظات، تدلني على الطريقة الصحيحة من أول مرة.
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.