السلطة الزائفة لقوائم معرض الكتاب

الـ«لماذا» ستدفعك كقارئ إلى التأمل: هل أنت منساقٌ وراء تيار أو موضة ما في اختيارك للكتاب، أم أنت  قادرٌ على رسم خارطة قراءاتك بنفسك؟

سلطة قوائم القراءة / عمران

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
4 سبتمبر، 2022

أسابيع قليلة تفصلنا عن معرض الرياض الدولي للكتاب. ولكونه أحد أهم المعارض وأبرزها في المنطقة، فإنه يجتذب الآلاف لاقتناص مؤونة من الكتب، أو الالتقاء بأصدقاء تفصل بينهم المسافات، أو حتى أمثالي الذين يستغلون الفترة لتجربة المطاعم التي يقسم أصدقاء الرياض على «رهابتها».

لكن حد التوصيات لا يتوقف على شاورما «ماما نورة» وبروست «الكوخ». فالمعرض فرصة يستغلها الراغبون بفرض عضلات وعظهم القرائية، وحيث تتوالد توصيات تويترية لعناوين ومؤلفات يقال إن على رواد المعرض اقتناصها لئلا يفوتهم نصف عمرهم.

ولست أعني هنا جهد دور النشر أو الأفراد في إعلان ما سيتوفر في المعرض، فهذا جهدٌ مشكور في ظل ضعف علاقة كثير من دور النشر بالإنترنت وشبكات التواصل أساسًا. بل أشير إلى الظاهرة المتمثلة في إرفاق قوائم كتب يُلحِق واضعوها أو مروجوها قيمةً مطلقة بها، فتصبح العناوين بحد ذاتها هي الغاية والمُنى. وإن لم يغتنمها القارئ فوّت على نفسه اكتساب هذه القيمة.

ليس من الصعب إدراك الافتراضين الإشكاليين في هذه الفكرة: الافتراض بأنَّ القارئ خامل، وافتراض سموّ الكتاب المقترح على غيره من الكتب. ذلك أن ربط قيمةٍ مطلقة بكتاب يعني عزله عن أي سياقات نشأ فيها،  كما أن ربط اكتساب القيمة بالقراءة يعني افتراض علاقة أحادية بين النص وقارئه. وهذا يؤدي إلى تهميش أمر أساسي في أي قراءة معرفية: عملية خلق المعنى التفاعلية بين القارئ والكتاب.

وأهم ما يغيب عن قوائم التوصية هذه أسئلة «لماذا؟»، مثل: لماذا أقرأ هذا الكتاب؟ هل وقعتُ عليه عن طريق اهتماماتي الخاصة، أم اطلعت عليه بناء على توصية لا أدرك دوافعها؟ لماذا تضمنت القائمة عنوان كتاب الفلسفة هذا دونًا عن غيره؟ لماذا يفترض بي أن أشعر تجاه الكتاب كما قيل؟ 

والحقيقة أن هذه الـ«لماذا» ستدفعك كقارئ إلى التأمل: هل أنت منساقٌ وراء تيار أو موضة ما في اختيارك للكتاب، أم أنت  قادرٌ على رسم خارطة قراءاتك بنفسك؟

فإعداد القائمة لا يقتصر على قبول سلطةٍ معرفية يصعب الفرار منها، بل يتجاوزه لتصورات مثالية عن القراءة. وهذه التصورات تسلب القارئ ثقته وفاعليته في الإمساك بزمام اطلاعه، وتحرمه تولد المعرفة عن طريق التفاعل المستمر بينه وبين محيطه.

لذا، قبل ذهابك إلى المعرض، ضمّن ما تريده أنت في قائمة الكتب التي تود قراءتها قبل أن تموت.


مقالات أخرى من نشرة أها!
27 أكتوبر، 2022

رصيدي البنكي يحوّلني للقراءة الإلكترو-ورقيّة

أنا نشأت على الطريقة التقليدية في التعلُّم الورقيّ، ولم تفلح محاولاتي في إقناع دماغي بأنَّ القراءة من على الشاشة ليست مؤقتة وسريعة. 

حسين الإسماعيل
3 أغسطس، 2022

هل وصلك الإيميل وأنت بصحة جيدة؟

لأنَّ من الصعب نقل مشاعرنا عبر نصوص صماء، نضطر لإدراج بعض العبارات الشكلية، لا لشيءٍ سوى إيحائها بأننا لسنا مشدودي الأعصاب. 

حسين الإسماعيل
9 نوفمبر، 2022

لا تكتب بلغة «بطتنا بطّت بطتكم»

كلما زاد مستوى تعليم الشخص، زاد الحشو الذي يستخدمه في الكتابة، ولعل ذلك يفسّر كثرة الزوائد بالأبحاث العلمية.

رويحة عبدالرب
26 أكتوبر، 2022

تمسَّك بالملابس التي تحبّك

الملابس التي نرتديها مثل اللغة، تتكلّم عنك وتتكلّم إليك، حتى إن لم نفهم كل معانيها. لهذا علينا أن نكون أكثر وعيًا بتأثيرها وعلاقتنا بها.

بثينة الهذلول
2 يوليو، 2023

محمد عبده يربح كل مرة يغني «بيلا تشاو»

ومن يعلم؟ قد تكون ثقافة إعادة مزج الإبداعات هي التوجه المقبل في عالم منصات الموسيقا، وحينها لن يستنكرها أحد.

سحر الهاشمي
1 مارس، 2023

تأمَّل ما أنجزته حتى الآن

الإنسان يبحث عن تحقيق ذاته من خلال ما يمكن له إنجازه في سباقٍ مع الزمن، فلا نكترث كثيرًا بالماضي قدر انشغالنا بهموم المستقبل.

أحمد مشرف