أعيد في كل رمضان مشاهدة حلقات من مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، بطولة الراحل نور الشريف، على يوتيوب. عُرض المسلسل منتصف التسعينيات، وأقل ما يقال عن جودة التصوير وطريقة الإخراج بمقاييس الإنتاج اليوم إنها «تفشّل!»، ورغم ذلك تحقّق حلقات المسلسل على يوتيوب مشاهدات مليونية!
في أيّام جيل الطيبين، كنا نشاهد المسلسل الذي يختاره أحد الوالدين في تلفاز صالة المنزل، اختيار من ضمن خيارات محدودة أصلًا. وبهذا تشكّلت ذائقتنا الفرديّة اعتمادًا على ذائقة الوالدين، وعلى ذائقة المحطّة التلفازية المحليّة أيضًا.
ثم جاءت منصات البث الرقمي مثل نتفلكس وأخواتها لتغيّر طريقتنا في المشاهدة تغييرًا جذريًا، عبر إتاحتها آلاف المسلسلات والأفلام التي نستطيع الوصول لها متى شئنا ومن أي مكان.
تَعدُنا تلك المنصات -نحن المشاهدين- بأنها تُمكننا من صناعة أذواقنا الخاصة بمنتهى الحريّة ودون اعتماد على أحد. لكن واقع الأمر أنها قد تكون هي من يصنع لنا أذواقنا دون أن ندري!
إذ تستخدم منصات البث العديد من الخوارزميات التي تحلل حركتنا داخل التطبيق، ومع الوقت تبني لنا أذواقنا عبر اقتراحها ما يجب أن نشاهده. وما إضافة نتفلكس مؤخرًا لخاصية «الإبهامين المرفوعين» (Double Thumbs Up) إلا تكريس إضافيّ لعمل تلك الخوارزميات ومقترحاتها.
لكن التصنيفات التي تحددها المنصّات للمسلسلات والأفلام لها دورها أيضًا. فهذه التصنيفات تساعد منصة البث في اقتراح الأعمال التي تطابق تصنيفات الأعمال التي شاهدتها سابقًا أو تشابهها، من غير أن تماثلها في القيم أو الرسائل أو التوجهات بالضرورة!
لنأخذ مسلسل «سكويد گیم» (Squid Game) مثالًا. فرغم كثرة التصنيفات الموجودة على نتفلكس، فقد صنفت المسلسل الكوري على أنه (مسلسل تلفزيوني، درامي، كوري). هذه التصنيفات عامة جدًا، ما يعني أنَّ الخوارزميّات ستقترح المسلسل على نطاق أوسع من المستخدمين. وهكذا نتج عن التصنيف أنْ تجاوز عدد المشاهدين 111 مليون مشاهد للمسلسل!
أخبرت نتفلكس الذين شاهدوا «سكويد گيم» أن المسلسل سوف يعجبهم قبل أن يشاهدوه. لكن ملايين المشاهدين الذين ما زالوا يشاهدون مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» على يوتيوب اختاروا بأنفسهم البحث عنه لمشاهدته.
ولعل الذي حقَّق هذه المشاهدات المليونية للمسلسل هم نحن -جيل الألفية- الذين أحببنا المسلسل في وقتها. وربما كانوا مشاهدين من جيل زد يبحثون عن محتوى راقٍ يشاهدونه باختيارهم دون أن يخبرهم أحد أنه سيناسب أذواقهم!
مقالات أخرى من نشرة أها!
زمن العطالة الروبوتية
تنبئنا الأخبار بحلول الروبوتات في الكثير من الوظائف، ما يهدد بمستقبل تحكمه البطالة البشرية. لكن كيف سيستفيد السوق من اختفائنا كمستهلكين؟
أشرف فقيههل يجب أن يفيدك التعليم في وظيفتك؟
من شأن تعليمٍ في الآداب أن يكون «استثمارًا» ذاتيًا. فمهارات التفكير النقدي والاطلاع الواسع التي سأكتسبها تعود إيجابيًّا على أدائي الوظيفي.
حسين الإسماعيلالنبات الروبوت
مع أننا نستشهد بخضرة الزرع كرمز لنقيض حضارتنا الصناعية، إلا أن إخوتنا النباتات ليسوا بمعزل عن أفكار العلماء وخططهم.
أشرف فقيهحتى تواصل أدمغتنا الجري
عادت أدمغتنا للتعلُّم المستمر، لا التعلُّم فقط عن البتكوين وتسلا، بل حتى التعلُّم الاجتماعي، والتعلُّم المهاريّ لاستخدام التطبيقات. كأننا عدنا إلى المدرسة!
إيمان أسعدلا تلغِ النسيان يا إيلون
ماذا لو زُرِعت الرقائق في الدماغ لتضاعف من قدراته وتخزّن الأفكار والأحلام؟ بغض النظر عن إمكانية تحقق ذلك، يظل التفكير في ذلك خطيرًا ومخيفًا.
أشرف فقيهبنت الحسب ومخابرات واتساب
أتصور أن يصبح تبادل حسابات الشبكات الاجتماعية و«اليوزرات» جزءًا من عادات الخطبة لتكوين صورة أفضل عن ابن الحلال، ولعله يدفع الشباب للتأدب.
ثمود بن محفوظ