ماذا لو اختفت اليوم شبكات التواصل؟

تسيطر شبكات التواصل على يوميات حياتنا، ويجادل البعض أنَّها شرٌّ لا بد منه حرمنا السعادة، فماذا سيحل بنا إن اختفت تلك الشبكات اليوم؟

كثيرون عاشوا قبل أن توجد شبكات التواصل. ولعله من المنطقي افتراض أن هذه التطبيقات، بما تشكله من عبء نفسي واجتماعي، تمثل شرًا لا بد منه، حتى أن البعض يتمنى اختفاءها كأن لم تكن. فماذا سيحل بنا لو اختفت كل تلك التطبيقات؟

لا شك بأن مفهوم «الرأي العام» حينها سيتغير. فنحن نعرف نبض الشارع وتعليقه على الأحداث من خلال تفاعل الناس. لكن يوجد من يجادل بأن ما توفره لنا وسائل التواصل هو «وهم جمعيّ» مسيّس وتتحكم به الخوارزميات الذكية المبرمجة لتريك جانبًا محددًا من كل شيء. ناهيك بوجود شريحة هائلة هي الأغلبية الصامتة –تصل إلى 90% من المستخدمين– التي لا تدلي بدلوها وإنما تتابع بخفاء.

من اسمها، فإن تلك التطبيقات توصلنا ببعضنا البعض. وبغيابها قد نفقد هذه الصلات. لكن حتى هذا الرأي قابل للمداولة خاصة وأن تلك التطبيقات قد حجّرت التواصل البشري في شكل افتراضي وعن بعد، حتى بات بعضنا لا يفضل -بل لا يجيد- المواجهة المباشرة مع الناس. 

على صعيد آخر، فإن كثافة التواصل التي تفرضها هذه التطبيقات وصعوبة تفاديها اجتماعيًا ومهنيًا قد صار أحد مسببات القلق والتوتر.

ونعرف أيضًا أن إدمان مراقبة الآخرين، الذين يرسمون صورًا بهيجة لحياتهم عبر تطبيقات التواصل، يسبب أزمات نفسية أخرى من قبيل قلة الرضا والشك بالذات و«الخوف من تفويت آخر المستجدات» (FOMO) والاستهانة بنعم الحياة المتاحة لكل منا. فهل يعيدنا غياب تلك التطبيقات إلى خانة الراضين القانعين؟

سيجادلك المعلمون بأن غياب تطبيقات التواصل سيزيد من التحصيل الدراسي للتلاميذ. وسيصر ُّرجال المرور أنَّ غيابها سيقلل من الحوادث، لكن ماذا عن الذين وفرت لهم تلك التطبيقات فرصًا للوصول لوظائف أفضل؟ أو أولئك الذين وجدوا نصفهم الآخر بواسطتها؟

مما لا شك فيه أن سوء استخدام تلك التطبيقات سبيل للإدمان وهدر التركيز والوقت، ناهيك بفوضى البيانات الشخصية التي تعد السلعة الأولى لمطوري تلك التطبيقات. كما باتت تطبيقات التواصل تتحكم في سلوكنا الشرائي ومستويات إنفاقنا على ما لا نحتاجه، وفي تعريفنا للسعادة وللنجاح.

لكن هل سنصير أسعد حقًا لو اختفت تطبيقات التواصل؟ ما أعرفه أن جيلي لم يكن أقل سعادة حين ظهرت في حياتنا.. لتصير التطبيقات هي الحياة!

التطبيقاتالمجتمعوسائل التواصل الاجتماعيالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+430 متابع في آخر 7 أيام