أعلن الملياردير المثير للجدل إيلون ماسك عن مشروعه لإنتاج رقائق إلكترونية اسمها «نورالنك» (Neuralink). وتُزرَع الرقائق في الدماغ لتضاعف من قدراته وتخزّن الأفكار والأحلام. بغض النظر عن إمكانية تحقق ذلك، يظل التفكير في هذا الشأن خطيرًا ومخيفًا.
إذا خزّنا الأحلام لنسترجعها لاحقًا، فربما ساعد ذلك على تطور الطب النفسي. لكن من يضمن ألا تُستَخدم هذه الأحلام في الدجل والشعوذة؟ ألن تضاعف الفرجة على أحلامنا بتفاصيلها المخيفة من مشاكلنا النفسية؟ وهل يمكن، إذا ارتبط الحلم بسجلك كمواطن، أن تُستغل أحلامك ضدك جنائيًا أو قضائيًا كدليل إدانة؟
تسري المخاوف نفسها على الأفكار المخزَّنة، ولنتذكر فلم «مينورتي ريبورت» (Minority Report). يعني إذا كانت هناك وسيلة مقننة لتخزين الأفكار والذكريات، فهل تصحّ إدانة إنسان لأنه «فكّر» في شيء سيء حتى إن لم ينفذه؟ وإذا لم يُدان، فهل يسعنا تصنيف الناس بناء على درجة «وساخة» أفكارهم، حتى إن كانت أعمالهم جيدة في العلن؟
وما دام سيكون هناك تخزين لمحتوى المخ، سيقودنا هذا إلى حتمية الاسترجاع ثم الإفادة من ذلك «المحتوى». لكن تخزين المحتوى سيجعله عرضة للضياع واللخبطة. تخيل أن تطلب ذكرياتك بتاريخ كذا ساعة كذا فتأتيك ذكريات بنت جارتكم بالخطأ، أو ذكريات راهب بوذي مقيم في التبت.
كيف ستقضي بقية حياتك مع هذه الصور والمشاهد الدخيلة مزروعة في دماغك! ومن يضمن لك خصوصية أفكارك وأحلامك وأسرارك أنت. هل ستكون هذه فاتحة لنوع جديد من الحروب والعمليات الاستخباراتية؟ ولماذا أدفع مالاً كي أستعيد ذكرياتي الشخصية؟
فما الفائدة حقًا من تخزين الذكريات. فالذكريات الجميلة لن تزيدك سعادة، فهي مرتبطة بحدث مضى وولَّى ولا فائدة كبرى من استرجاعها مرارًا وتكرارًا لتعيش أسيرًا للماضي مدمنًا عليه. أما الذكريات المريرة! فيقولون إنَّ نسيان الألم من أكبر دوافع المرأة لتخوض تجربة الولادة، من جديد، بكل آلامها المريعة.
أرجو ألا تحرمنا التقنية حتى من نعمة النسيان العظيمة التي لولاها لما طقنا مرارات الحياة.
مقالات أخرى من نشرة أها!
نازيّون بطبعنا!
اللاجئون والمشردون الذين حرمتهم الحروب من حياتهم، لم يشاركوا في قرار الحرب، لا يريدونها ولا يتمنونها، لكنهم وحدهم من يدفع ثمنها.
عبدالله المزهرلا تتخلَّ عن كتابك الورقي
إن كان لديك الخيار بين الكتاب الرقميّ والورقيّ، فنصيحتي بأن تقتني الورقيّ. فهذا أدعى للفهم وتحصيل العلم وجمع جنتك الكبيرة من الكتب.
تركي القحطانيهل تصحيح تغريدات الآخرين لغويًّا يجعلك متنمّرًا؟
من حقك أن تخشى على اللغة العربية وتبجّلها من بشاعة الأخطاء اللغوية، لكن ليس من حقك أن «تقبِّح» اللغة العربية ببشاعة تنمّرك على الآخرين.
إيمان أسعدلماذا تصرف مئة ريال في محلات «أبو ريالين»؟
نجاح محلات «أبو ريالين» يثبت لنا أن التسويق وفهم طرق الزبائن في الشراء يمكّنك من بيع أي شيء، ولو كانت «قراشيع» عديمة الفائدة.
أنس الرتوعيمرزوقة وكلوبهاوس والحبَّار
نحاول اللحاق بترند الإنترنت مهما كلفنا من الوقت، لنكتشف لاحقًا أنه لم يفتنا أي شيء مهم كما كنا نخشى. فمثلًا، هل تتذكر مرزوقة؟
رويحة عبدالربالسلطة الزائفة لقوائم معرض الكتاب
الـ«لماذا» ستدفعك كقارئ إلى التأمل: هل أنت منساقٌ وراء تيار أو موضة ما في اختيارك للكتاب، أم أنت قادرٌ على رسم خارطة قراءاتك بنفسك؟
حسين الإسماعيل