في حلقة لطيفة من بودكاست «فنجان»، سأل عبدالرحمن أبومالح ضيفه سليمان الرميخان «كنت أود أن أبكِّر التسجيل معك لكن لم تتجاوب معي، فجعلناه على نفس الموعد المقرر للتسجيل. هل هناك سبب؟» فأجاب سليمان في لفتة مؤثرة:
عندي عادة يومية ألا أفتح هاتفي بعد ما أستيقظ على الأقل بساعة كاملة، لأني لاحظت لمّا أفتح الهاتف بالصباح ألقى خبر سيء في وسائل التواصل أو أي رسائل يضيق بها صدري، فغير صحي تمامًا أن تبدأ يومك بمثل هذا.
حديث سليمان الرميخان يستحق التأمل، لأنَّ فعلا مشاركة الألم أو المعاناة موجودة وبكثرة، حتى يكاد ينعدم خلو ساعة التصفح من رسائل سلبية. والتساؤل الذي بدأت أفكر به، لماذا أصلاً نشارك معاناتنا أو أخبارنا السيئة، أو بشكل عام الأحاديث السلبية مع الآخرين في وسائل التواصل؟
في ورقة علمية عام 2016، وجد تيمو كينيون وفريقه أنَّ الرسائل السلبية في وسائل التواصل تجلب انتباهًا أكبر ومشاهدات أكثر من الرسائل الإيجابية. بل تأخذ دورة المشاهدات فترةً أطول. وهذا يثبت أن عقولنا تلتفت للمعاناة أكثر من الفرح، وتتفاعل مع الألم أكثر من الرخاء.
ورغم أنَّ الإنسان جُبل على اجتناب الألم قدر الممكن، إلا أنَّ ثمة لذة فيه لا يمكن التغاضي عنها. وإلا لماذا نذهب إلى أشد الأفلام رعبًا، وكلما ازدادت اللقطات المرعبة ازدادت المتعة؟ في كتاب «موقع اللذة» (The Sweet Spot) قدَّم بلوم إجابات رصينة حول الحياة، وأننّا لا نجد حياتنا كاملةً إلا إذا أصابها معاناة أو ألم.
وهذا سبب تفسير الجري المضني في الماراثون ومشاهدة أفلام الرعب ومتابعة أخبار أوكرانيا، أو حتى إنجاب الأطفال.
وعلى ما يبدو، وجدت هذه اللذة طريقها إلى تفاعلاتنا في وسائل التواصل الاجتماعي. وأصبحت مشاركة المعاناة السلبية هي الطعم حتى نتلقَّى تفاعلًا أكثر. فلا تستغرب إن شاركتَ رسالة عن يومك العادي، أو حدثًا إيجابيًّا، ولم يتلق التفاعل الذي أملته مقارنةً بخبر تعرضك في طريقك إلى الدوام لحادث سيارة، لا سمح الله.
مقالات أخرى من نشرة أها!
أنت عدوّ أبل
العقوبات على روسيا ستقودها للتفكير جديًا في إنشاء نظام تشغيل خاص بها. وقد تسوّقه للعالم كمنافس جديد للنظامين الأميركيين والنظام الصيني.
أنس الرتوعيمن عدنان ولينا إلى ماشا والدب
بضغطة زر، يستطيع ابني مشاهدة كل ما يشاء تقريبًا في أي وقت دون الحاجة لانتظار الحلقة القادمة، بل دونما خوف من فوات أي حلقة كذلك.
حسين الإسماعيللا يفهمك إلا أشباهك
عندما أكون مع مجموعة أخرى من الأصدقاء، أحاول إبقاء حيز اللغة في منطقة التجارب الحياتية المشتركة وكل ما تحمله من معجم ثقافي.
حسين الضوجسدك تحت رقابة مديرك
فكرة مراقبة الموظف جزءٌ من بنية الحياة الوظيفية، حيث ثمة ربط بين المراقبة والانصياع. لكن سيُفتح المجال للإنجاز إن انزاحت مراقبة الأخ الأكبر.
حسين الإسماعيلفلنزرع الأرض بيكمن
في إعلان لعبة «بيكمن»، يظهر اللاعبون وهم يتجولون بنشاط في الأرجاء يزرعون بذور نباتات جميلة ويتعرفون على أصدقاء جدد. لكن الواقع غير هذا.
مازن العتيبيالسعادة هي أن تسكن حيث تعمل
لا يجد بعض الزملاء بدًّا من إسداء النصيحة: «ليش ما تسكن في الخبر أقرب لك؟» فيأتيهم ردي: «من قال إني أبغى الدوام يصير محور حياتي؟!»
حسين الإسماعيل