في يناير المنصرم، نزلت في الأسواق لعبة «بوكيمون ليجيندز: آركيوس» (Pokemon Legends: Arcues)؛ لعبة فرعية لسلسلة ألعاب بوكيمون الرئيسة. وما انقضى أسبوعٌ من نزولها حتى بدأت أرقام مبيعاتها تشير باحتمالية كونها إحدى أكثر الألعاب مبيعًا على جهاز «نينتندو سويتش» (Nintendo Switch)، إذ سرعان ما حطَّمت أرقام المبيعات في المملكة المتحدة.
اللافت في الأمر أنَّ اللعبة نزلت بعد ثلاثة أشهر وحسب من نزول الجزئين «بوكيمون بريلينت دايموند» (Pokemon Brilliant Diamond) و«شايننق بيرل» (Shining Pearl) على سويتش أيضًا. والنسختان محدَّثتان من نظائرهما التي نزلت على جهاز «ثري دي إس» (3DS) قبل ستة عشر عامًا. وقد حصلتا أيضًا على أرقام مبيعات مبهرة مبدئيًا رغم خيبات أمل عشاق السلسلة على مدى العامين السابقين.
ما يجعل هذه الأخبار مثيرةً للاهتمام ليس تربُّع سلسلة بوكيمون على عرش الأفضل مبيعًا على الإطلاق رغم صدورها حصريًا على أجهزة نينتندو، بل قدرة السلسلة على توليد إصدارات جديدة فيها من الإبداع ما يبهر عشاقها القديمين ويجذب عشَّاقًا جددًا.
وتجلَّى هذا الأمر حين اكتسحت لعبة «بوكيمون قو» (Pokemon Go) أجهزة الهاتف المحمول صيف 2016 وتربَّعت على عرش أكثر الألعاب تحميلًا. إذ حقَّقت اللعبة أحلام جيلٍ بأن تكون البوكيمونات حقيقية. كما لامست أجيال لاحقة اعتادت أمورًا كالهجمات الجماعية على زعماء اللعبة، علاوةً على استخدام «بوكيمون قو» للعالم الحقيقي في بناء عالم اللعبة ومميزاتها.
وقد جاءت «بوكيمون ليجيندز» لترفع سقف الطموحات رغم كل الاعتراضات من سوء القرافيكس ومحدودية اللعبة. فمثلًا، لا تحتوي اللعبة إلا على 292 بوكيمون من أصل 898 إجمالًا. كما يمكن إنهاء قصتها الرئيسة فيما يقارب خمس وعشرين ساعة (الوقت نفسه المستغرق لإنهاء أولى ألعاب بوكيمون قبل عشرين عامًا).
مع ذلك، كان أسلوبها الشبيه بلعبة «مونستر هنتر» (Monster Hunter) وبوكيمونات الألفا ومهامها الجديدة كفيلةً بجعل اللاعبين يسارعون لطلبها مسبقًا واقتنائها بمجرد نزولها.
هكذا يكون الإبداع في جوهر الشيء رغم التكرار الظاهر. فليس الإبداع محض استحداثٍ لما هو خارجٌ عن المألوف وحسب، بل قدرة على التقاط ما يجعل الشيء يرتبط بالواقع المتغير، ثم تطويره بناء على ذلك. هذا ما يُسهم في إبقاء الإبداع الأصليّ طويل الأمد رغم الظروف.
مقالات أخرى من نشرة أها!
ماذا لو عاش عنترة في الميتافيرس؟
الشواهد على حياتنا قد تختفي باختفاء مالكيها، آخذةً معها جزءًا من تاريخنا البشري وأحداثه، تمامًا كما حدث في قصتي مع المرحوم إكسبلورر.
ثمود بن محفوظلماذا كنسلت اشتراك ميديم؟
بفضل الإنترنت، انهارت حواجز دخول عالم الكتابة، وأصبح بمقدورك حجز عمودك في منصات مثل ميديم والكتابة فيها مثل أكبرها صحفي.
ثمود بن محفوظأشتهي طبق فول بالبستاشيو
غيَّر الإنترنت، وإنستقرام بالذات، من علاقتنا مع الطعام. فمع هوسنا بالتصوير، تحوَّل الطعام إلى نوع من الفنون البصرية التي تمتِّع الناظرين.
ثمود بن محفوظازدواجية «الألمان في خبر كـان»
يجب ألا نتخلى عن حقيقة وجود أوجه متعددة اليوم لفرض حضور الثقافات وتباينها، دون الارتكان لمنظور الغرب الشمولي وتعريفاته عن الحياة الفاضلة.
حسين الإسماعيلحجة الرافعي في رأيك بالشاورما
هناك من لا يستطيع إبداء رأي أو عرض فكرة أو طرح حجة دون أن يجد لها أصلًا في التاريخ، أو مجرد ذكر لها في أي مدونة سابقة.
حسين الضواللّعب على عواطفنا
تخدع ألعاب الواقع الافتراضي عقولنا نحو تصديق السيناريو المفترض لأحداثها. لكن ماذا لو تجاوز الإقناع ساحة اللعب إلى توجُّهنا في اتخاذ موقف؟
أنس الرتوعي