التأريخ ما بعد تمبلر

رغم تعنُّت المؤرخين من استعمال العالم الرقمي في أبحاثهم، تظل إشكالية أنَّ التأريخ الذي لا يمكن التحقق من صحة مصادره سيغدو أقرب للحكايا.

أرشيف المحتوى على الإنترنت / Matt Chinworth

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
15 فبراير، 2022

على ذمة «قروث بادجر» (growthbadger)، بحلول عام 2022 بلغ عدد المدونات على الإنترنت أكثر من 600 مليون مدونة، أكثر من 90% منها على تمبلر وحده. 

لو فرضنا أنَّ كل فرد يمتلك مدونة واحدة فقط، فهذا معناه أنَّ 7% من سكان العالم قد أنشأوا مدوناتٍ لأغراض تتفاوت بين مدونات شخصية أو مهنية أو إعلامية أو غيرها. ولو فرضنا أنَّ 10% فقط من هذه المدونات مدوناتٌ شخصية يستخدمها الأفراد في تسجيل أفكارهم اليومية أو آرائهم وما إلى ذلك، فذلك يعني أن هناك 60 مليون صفحة على الإنترنت يُتاح لنا -نظريًا- التعرف من خلالها على ما يدور بخلد أصحابها.

يثير هذا الأمر بذهني سؤالًا لا مناص منه: كيف سيغدو شكل التاريخ مستقبلًا حين يرتهن بهذه المدونات؟ بعبارة أخرى، كيف سيتعامل المؤرخون مع هذا الفيض من المصادر الأولية الرقمية؟

ليس اعتماد التاريخ على اليوميات الشخصية بالأمر الجديد. فقد سبق أن تمكن مؤرخون مثل روبرت دارنتون ولوريل أولرخ من كتابة مؤلفات تاريخية بارزة في مجالها من خلال الاعتماد بشكلٍ رئيس على ما دوَّنه أفراد قبل مئتي عام في دفاتر يومياتهم أو ما أشبه.

فإذا تمكَّن هؤلاء المؤرخون من فعل ذلك عبر مصادر نادرة أحيانًا، فحريٌّ بمؤرخي المستقبل أن يكونوا أكثر حنكة في كتابة تواريخنا في ظل ازدياد أعداد من أخذوا على عاتقهم تدوين عصرنا رقميًا سواء بشكل مباشر أم لا. فما الذي من شأنه إثراء المعاني الاجتماعية لمختلف الظواهر التي نعيشها اليوم أكثر من الاستماع لمن عبَّروا عن أنفسهم خلالها؟

إلا أن مزيَّة وفرة المصادر وإغراء كونها متاحةً خارج سيطرة الأرشيفات القومية ورقابة السلطات يقابلها خطر زوالها بضغطة زر مزاجية، أو بتوقف خوادم مواقع الرفع، أو غيرها من الأسباب. فرغم تعنُّت المؤرخين عمومًا من استعمال العالم الرقمي في أبحاثهم، تظل إشكالية أنَّ التأريخ الذي لا يمكن التحقق من صحة مصادره ومطالعتها سيغدو أساسًا أقرب للحكايا. 
فهل سنشهد في المستقبل انفجارًا في عدد أرشيفات الإنترنت مع محاولة مزيد من الأفراد والمؤسسات تأريخ سرديته الخاصة لتفادي هذا الزوال؟


مقالات أخرى من نشرة أها!
1 يناير، 2023

ضوضاء المقهى تحفّز تفكيرك الإبداعي

يجد البعض تركيزه وزيادة إنتاجيته بالعمل في مستوى معين من الضوضاء. فإذا كنت تنتمي إلى هؤلاء، فأجواء المقهى هي البيئة الإبداعية الأفضل لك.

بثينة الهذلول
15 فبراير، 2023

الانخراط في الوسط الثقافي يجعلك إنسانًا رديئًا

في هذا الفضاء المؤسَّس بصلابة على هذه القواعد الرديئة أخلاقيًّا، تُمارَس «الألعاب» الثقافية بسلطوية، وتجر الممارسة اللاأخلاقية الأخرى.

حسين الضو
2 يونيو، 2022

تك توك يُنعش الدودة الراقصة

أصبح تك توك الصانع الحقيقي لشهرة أي أغنية ووصولها قائمة بِلبورد وقوائم التحميل على المنصات، طبعًا بعد وصول «دودتها الراقصة» إلى أدمغتنا.

إيمان أسعد
11 مايو، 2023

لا تدع البريجيب يؤثر في علاقات عملك الإلكترونية

جميعنا وقعنا في فخ «البريجيب»، إذ كم من مرة كتبتَ تعليقًا ثم مسحته كله بعد قراءته ثانية لأنك تخاف ألّا يفهمه الآخرون جيدًا؟

محمود عصام
20 سبتمبر، 2022

لا ماء في الماء

مطر أمريكا أصبح غير صالح، مطر السعودية غير صالح، مطر غينيا الاستوائية غير صالح، كل المطر غير صالح للشرب مباشرة.

أشرف فقيه
30 مايو، 2023

كل مرة تسأل «جي بي تي» أنت تحرق البيئة

تعريضنا البيئة للحرق لأجل طرح سؤال سخيف على شات جي بي تي يعني أننا حوّلنا الذكاء الاصطناعي من أداة تخفض البصمة الكربونية إلى أداة ترفعها.

ياسمين عبدالله