لما حان وقت نزول الجيل القادم من أجهزة ألعاب الفيديو الرقميَّة، قررتُ للمرة الأولى في تاريخي «الڤيديوگيمي» العدول عن اقتناء ما ستنتجه شركة سوني، مفضلًا عليه جهاز خصمها مايكروسوفت: «إكس بوكس سيريس إكس» (Xbox Series X).
قراري ليس متعلقًا بتفضيلٍ تقني أو أدائي لا من قريبٍ أو بعيد، إذ لم تكن «الگرافيكس» وما جاورها على قائمة أولوياتي. ولستُ أفقه أصلًا في تفاصيل الفروقات بين الجهازين.
بل يعود قراري لخاصيتين رئيستين يتفرد بهما الإكس بوكس عن نظيره فيما يتعلق بي بوصفي «گيمرًا». الأولى وفرة ألعاب الأجيال السابقة من الأجهزة عليه. والثانية خدمة الـ«الگيم باس» (Game Pass) التي تصفها وسائل الإعلام المختلفة بأنها «نتفلكس الألعاب الرقميًّة».
شكْلُ خدمة «گيم باس» مألوفٌ للمنخرطين في عالم ما بعد نتفلكس: اشتراكٌ شهري ثابت، وقائمةٌ ضخمة من الألعاب متعددة التصنيفات، مع فرصة متاحة لتجربة العشرات منها دون رسوم إضافية. هذا النموذج النتفلكسي الذي يرجح كفة اللاعبين ويزودهم بقدرة انتقائية أكبر وفق ذائقتهم (دون أن يكون عبئًا إضافيًا على جيوبهم بالطبع) باتَ أحد أسباب البيع الرئيسة لأجهزة الإكس بوكس.
فكما أتاح نتفلكس فرصة مشاهدتنا أفلامًا ومسلسلات لم نكن لنشاهدها لولا وجودها أمامنا دون إضاعة الوقت في البحث عنها أو تحميلها، كذلك بات بإمكان اللاعبين ولوج عوالم وألعاب خارجةً عما يألفوه لأنها صارت في متناولهم.
تُبنى الخدمة على هذا التمكين الانتقائي لتمنح المشتركين فيها إحساسًا بالسيطرة. كل ما على اللاعب فعله دفعُ مبلغ الاشتراك، ثم يغدو قبال عناوين لا يجمع بينها في الأغلب إلا انضواؤها جميعًا تحت خدمة «گيم باس».
قدرات الجهاز التقنية والأدائية ليست كافية اليوم لبلوغ قاعدة جماهيرية أكبر، لا سيما مع التيسير المتزايد لبناء حواسيب ذات قدراتٍ تفوق نظائرها «الكونسوليّة». لذا فإنَّ انصباب التركيزِ على تمكين اللاعبين وتوسيع نطاق خياراتهم أمرٌ طبيعي، بل وحتميّ، في ظل تفشي نموذج نتفلكس ليشمل برامج الحواسيب أو حتى الكتب الصوتية.
واليوم إذ نشهد هذا التفشي، ليس لي إلا أن أتساءل: أين ستحط النتفلكسة رحالها مجددًا في حياتي؟
مقالات أخرى من نشرة أها!
أشتهي طبق فول بالبستاشيو
غيَّر الإنترنت، وإنستگرام بالذات، من علاقتنا مع الطعام. فمع هوسنا بالتصوير، تحوَّل الطعام إلى نوع من الفنون البصرية التي تمتِّع الناظرين.
ثمود بن محفوظفلنزرع الأرض بيكمن
في إعلان لعبة «بيكمن»، يظهر اللاعبون وهم يتجولون بنشاط في الأرجاء يزرعون بذور نباتات جميلة ويتعرفون على أصدقاء جدد. لكن الواقع غير هذا.
مازن العتيبيمعبد الأدباء هدمه أصدقاء الإنستگرام
أصبحت دور النشر تتابع حسابات القرّاء، وتبني علاقة مباشرة معهم تأخذ فيها جديًّا بآرائهم. وهنا يأتي عمل النواة الفاعلة في رحلتي.
إيمان أسعد«المنيماليزم» ترفٌ لا يمتلكه الجميع
في حين يدرك المتخففون مدى تغلغل الاستهلاكية في كل تفاصيل حياتنا، تتوجه أصابع اللوم دائمًا لمن لا يستطيع مقاومة المد الاستهلاكي.
حسين الإسماعيلالحل اليدويّ في زمن التطبيقات
جرّبت العديد من التطبيقات لتساعدني على أتمتة مهمة الترتيب، ووجدتُ في كل منها تحديات. وكان الحل الذي يطلب جهدًا يدويًا مني أفضل.
رويحة عبدالربهل سنتحوَّل إلى هيكيكوموري؟
هناك عادات كثيرة جدًا بدأت بالتغيُّر في حياتنا اليومية بسبب وجود تقنية تستبدل العادة التي كنّا نمارسها لقضاء حاجة أساسية.
أنس الرتوعي