حقيقة استهداف نيوم للاعبين الفرنسيين

يأخذ نيوم خطوة استباقية على عكس الأندية الأخرى


حقيقة استهداف نيوم للاعبين الفرنسيين

نواف العقيّل

«هذا الفريق فرنسي، جايب كل لاعبينه فرنسيين» جملتان من أكثر الجمل ورودًا عندما يتوجه الحديث إلى نادي نيوم. ولو زرت صحيفة «ليكيب»، أشهر الصحف الفرنسية، لوجدت الحديث عن نادي نيوم السعودي أكثر من أي نادٍ سعودي آخر، بالرغم من غياب النجوم الكبار عن صفوفه. 

ويعود هذا إلى الهوية الفرنسية التي كوّنت النادي خلال الصيف استعدادًا لظهوره الأول في «دوري روشن»، حتى أن ظهور نيوم الأول في مدينة تبوك أمام نادي الأخدود شهد حضورًا صحفيًّا فرنسيًّا لتغطية اللقاء؛ بسبب الطابع الفرنسي الموجود في الفريق والذي لا يمكن إنكاره.

أي مطّلع على كرة القدم السعودية يعلم أنها ليست المرة الأولى لنادٍ سعودي تغلب فيه جنسية ما على طابعه. ففي الموسم الماضي وُجِّه السؤال ذاته لنادي القادسية الذي استهدف الجنسية الإسبانية في تحركاته الصيفية؛ بدءًا من المدرب واللاعبين، ومرورًا بالأطقم الفنية المساعدة، وانتهاءً بالطاقم الإداري. فكانت هذه التجربة التي عُدّت ناجحة الموسم الماضي مرجعًا مهمًا لأهمية التركيز على هوية موحدة في الأندية التي تحولت إلى شركات.

لكن نيوم اختار الفرنسيين، فعيَّن المدرب الفرنسي كريستوف قالتييه، الفائز بلقب الدوري الفرنسي مرتين متتاليتين (عام 2021 مع نادي ليل الفرنسي، وعام 2022 مع باريس سان جيرمان). بالإضافة إلى تسع صفقات أجنبية، فإنَّ ثلاثة منهم يحملون الجنسية الفرنسية: المهاجم لاكازيت، وقلب الدفاع ناثان زيزي، وصانع الألعاب سيمون بوابري.

وثلاث صفقات من جنسيات أخرى نشؤوا وتأسسوا في الدوري الفرنسي، وهم الجزائري سعيد بن رحمة، والدولي العاجي أمادو كوني، والحارس البولندي مارسين بولكا، والمالي عبدالله دوكوري. بينما جلب النادي صفقتين لم يسبق لهما المرور بالدوري الفرنسي: صفقة الأورقوياني لوتشيانو رودريقز، والحارس الأسباني لويس ماكسميانو.

الأمر الذي دفع الوسط الرياضي السعودي لتساؤلات عدة حول استهداف نيوم للدوري الفرنسي والجنسية الفرنسية. فلماذا هذا الاستهداف للدوري الفرنسي دون غيره؟ وماذا ينوي نيوم في مشروعه الرياضي؟ وهل أصبح نيوم نادٍ فرنسيّ؟ 

مصدر مسؤول يجيب عن التساؤلات

تحدثت مع مصدر مطّلع حول صناعة فريق نيوم الحالية، وطرحت عليه الأسئلة أعلاه، فردَّ بالاستغراب نفسه عن إطلاق اسم نيوم «الفرنسي» على الفريق. ثم أجاب بكل جدية حول الاستراتيجية التي تبناها الفريق خلال الصيف الماضي، قائلًا: «ننظر إلى الدوري الفرنسي والدوري البلجيكي كمصدر غني باللاعبين، فنستطيع استقطاب اللاعبين بمبالغ أقل وبرواتب معقولة، على عكس الدوري الإنقليزي المكلف جدًّا.»

يكمل: «بعض اللاعبين فرص واعدة كالذين جلبناهم، مثل ناثان زيزي (20 عامًا) وسيمون بوابري (19 عامًا) وأمادو كوني (20 عامًا). ولو اتجهوا إلى خطوتهم التالية في مسيرتهم الكروية ستكون تكلفتهم عالية جدًّا ولن نستطيع جلبهم إلى نيوم.»

«لو نظرنا إلى معدل الانتقالات على مستوى العالم في الصيف الماضي والصيف الحالي سنرى أن الأعمار تتراوح ما بين (23 - 24 عامًا). ويعد هذا تغيّرًا على مستوى سوق الانتقالات. أكبر لاعبينا الذين رأينا فيهم فرصةً لنا هو حارس المرمى البولندي مارسين بولكا (25 عامًا) -القادم إلينا من نيس الفرنسي- ويمتد عقده إلى أربع سنوات. أما اللاعبون الثلاثة تصل عقودهم إلى خمس سنوات، وعقود لاعبينا الكبار عمريًّا مثل سعيد بن رحمة ولاكازيت لمدة سنتين.»

«هذا النموذج موجود في فرنسا بكثرة، ونتبعه في نيوم. في نادي ستراسبورق الفرنسي مثلًا، معدل أعمار لاعبيه (22-23 عام). ومعدل أعمار لاعبي باريس سان جيرمان (22-23 عام)، لو استثنينا المدافع ماركينوس والحارس دوناروما».

يضيف المصدر: «تطبيق النموذج لا يعني النجاح والفوز بالبطولات، لكنه نموذج مستدام ويساعدنا على بيع اللاعبين في السنوات القادمة. وأعتقد أن هذا ما يفترض أن تفعله الأندية الصاعدة التي تقوم الآن ببناء فريقها، خاصة مع تواجد الأكاديميات. فلدينا في نيوم رودريقو ماقلهايش، القادم من أكاديمية «بنفيكا» إحدى أنجح الأكاديميات عالميًّا في إنتاج اللاعبين. سيعمل ماقلهايش على جعل أكاديمية نيوم نموذجًا عالميًّا في إنتاج اللاعبين السعوديين واللاعبين الأجانب.»

وينهي حديثه قائلًا: «ما نفعله لن تظهر نتائجه سريعًا، ولن ننجح خلال سنة أو اثنتين. ولكننا خلال ثلاثة مواسم أو أربعة سنكون من الأندية المستقرة والمنتجة للاعبين محليًّا وعالميًّا. ولدينا طريقتنا في ذلك.»

يعمل نيوم بخطوة استباقية على عكس الأندية الأخرى 

استهدف نيوم ثلاثة لاعبين من جيل زد بالتشكيلة الأساسية التي شارك بها في دوري روشن، ناثان زيزي (20 عامًا) وسيمون بوابري (19 عامًا) وأمادو كوني (20 عامًا). هذا الثلاثي أساس فريق نيوم، والهيكل الذي سيبني عليه النادي للمواسم الثلاث المقبلة.

ربما نجد نيوم يبيع لاعبًا من اللاعبين الثلاثة ويعيد استثمار المبلغ في الفريق، فالمبالغ التي دفعت ليست ضخمة. ومن أسهل الطرق وأكثرها منطقية تحقيقُ ربح على الاستثمار وإعادته للفريق من جديد. وإن ازدادت رواتب اللاعبين بشكل مضاعف لن تصل إلى الضخامة التي وصل إليها بعض اللاعبين غير القابلين للبيع.

الحقيقة أن نادي نيوم قدم نموذجًا مختلفًا لكرة القدم السعودية؛ نموذجًا غير موجود في أندية الصندوق الرباعية أو نادي القادسية. وتنوع أساليب العمل هو المتوقَّع مستقبلًا في دوري روشن؛ فكل نادٍ لديه قدرات يعمل عليها وأهداف استراتيجية يريد تحقيقها.

وربما يصبح نموذج نيوم في يوم من الأيام هو السائد في الدوري بسبب استدامته. ولكن هذا الأسلوب بحاجة إلى نجاح يتحقق على أرضية الملعب خلال الموسم الحالي، وبيع مربح خلال الصيف المقبل في سوق الانتقالات.

الأكيد أن نادي نيوم ليس ناديًا فرنسيًّا، بل إن نيوم ألزم مدربه الفرنسي بالحديث باللغة الإنقليزية في المؤتمرات الصحفية وهو لا يجيدها بشكل كامل. بل وضع النادي معايير داخلية بالتواصل جعلت اللغتين الإنقليزية والعربية لغتين رئيستين في بيئة النادي الداخلية.


البيت الذي تظنّه بعيد المنال صار بين يديك، وبخيارات متنوعة.
لأن «سكني» حوّلت مخطط البيت الذي يشغل ذهنك كل يوم إلى واقع،
وجمعت جميع المشاريع في منصة واحدة، وسهّلت عليك البحث، والمقارنة، والاختيار.
تصفّح الوحدات السكنية الآن ولا تضيّع فرصة العمر


الرياضةالدوري السعوديكورةثمانية
مصدر مطّلع
مصدر مطّلع
يومية منثمانيةثمانية

نشرة صباحية تقدِّم أهم خبر في الكرة السعودية وتحلّله من جميع الزوايا. مع قصص حصرية من شخصيات مُطّلعة تبقيك على اطلاع دائم بعالم الكرة أولًا بأول.

+120 متابع في آخر 7 أيام