مسوَّدة: في حال حدثت كارثة القمر

بعد وصول رواد الفضاء الأميركيين إلى القمر، تنفّس الناس الصعداء حول العالم، لكن المهمة لا تتوقف هنا وقابلة حدوث كارثة القمر لا تزال واردة.

“هذه الخطوة الصغيرة لبشري، هي قفزة عملاقة للبشرية”

مع هذه الجملة، تنفّس مئات ملايين الأشخاص الصعداء. أول رحلة بشرية للقمر هبطت بنجاح، ومشى الإنسان الحديث على آلهة أقوام مضت. وصل الإنسان للقمر، معلومة سيستخدمها بعض البشر للإعلان أن لا مستحيل بعد الآن، بينما يستخدمها البعض الآخر كسياطٍ يجلدون بها أنفسهم إلى الأبد.

بيد أن المهمة لم تنته بعد. بينما كان عامة الناس يحدّقون في الشاشات مدهوشين، يتبادلون التهاني والنكات، كانت مَعِدَات المسؤولين عن الرحلة تنقبض بقلق، لا يكفي أن يمشي رواد الفضاء الأميركيين على القمر قبل السوفييت، عليهم أن يعودوا بسلامٍ أيضًا، وإلا لتحول هذا النصر إلى كارثة مأساوية متلفزة.

وبينما كان العلماء في وكالة ناسا يعملون جاهدين لتفادي هذه الكارثة، كان السياسيون في البيت الأبيض يستعدون لاحتمالية حدوثها، لا شيء أسوأ من فشل مهمة بهذا الحجم سوى أن يظهر رئيس الأمة -الرئيس ريتشارد نيكسون- بعدها متلعثمًا مكسورًا. وكانت واحدة من أكبر المخاوف لدى العلماء والسياسيين على حد سواء هو أن تفشل محاولات الإقلاع عن القمر، ويعلق روّاد الفضاء، نيل أرمسترونق وإيدوين “بز” ألدرين، على القمر دون القدرة على إنقاذهما.

لهذا قام كاتب الخطابات الرئاسية، ويليام سافاير، بكتابة خطبة قصيرة يلقيها الرئيس في حال لم يستطع الرائدان أن يقلعا عن القمر. عنوّن سافاير هذه الخطبة عندما أرسلها إلى مدير مكتب الرئيس: “في حال حدثت كارثة القمر”، نرى فيها عالمًا محتملًا كان من الممكن أن يكون.

التالي ترجمة المذكرة كاملةً، الخطبة والتعليمات المرافقة لها:

  • إلى: إتش أر هالدمان

  • من: بيل سافاير

  • 18 يوليو 1969

في حال حدثت كارثة القمر:

شاء القدر أن الرجلين اللذين ذهبا لاستكشاف القمر بسلام، سيبقيان على القمر ليستريحا بسلام.

هذان الرجلان الشجاعان، نيل أرمسترونق وإيدوين ألدرين، يعلمان ألا أمل في إنقاذهما. إلا أنهما يعلمان أيضًا أنهما أعطيا البشرية أملًا بتضحيتهما.

هذان الرجلان خاطرا بحياتيهما من أجل هدف البشرية الأسمى: البحث عن الحقيقة والفهم.

سترثيهما عائلتاهما وأصدقاؤهما، سترثيهما أمتهما، سترثيهما كل شعوب العالم. سترثيهما أمنا الأرض التي تجرأت على إرسال اثنين من أبنائها إلى المجهول.

باستكشافهما، حركا سكّان العالم ليشعروا بأنهم جسد واحد، وبتضحيتهما، وثّقوا أواصر الأخوة البشرية.

في العصور السالفة، تأمل البشر النجوم ورأوا أبطالهم في التشكيلات المختلفة.

في عصرنا الحالي، نفعل كما فعلوا، إلا أن أبطالنا رجالٌ حقيقيون من شحم ولحم.

سيتبعهما آخرون، وسيعودون بسلام أيضًا. لن يتوقف بحث الإنسان. لكن هذين الرجلين هما الأولان، وسيظلان الأولين في قلوبنا.

وكل إنسان سينظر إلى القمر في الليالي القادمة، سيعرف أن جزءًا من عالم آخر أصبح بشريًا للأبد.

قبل خطاب الرئيس:

على الرئيس أن يتصل في مكالمة فردية مع كلٍ من الأرملتين المستقبليّتين

بعد خطاب الرئيس، في لحظة قطع الاتصال مع القمر:

يستخدم قسيسً نفس إجراءات التأبين في البحر، مستودعًا روحيهما “لأعمق الأعماق”، منهيًا حديثه بصلوات الرب.

أميركاالفضاءالوثائقالسلطة
مقالات حرة
مقالات حرة
منثمانيةثمانية