كيف استطاعت إكس خطف أبوفلَّة؟

«إكس» المنصة الوحيدة التي لا تزال إلى اليوم تحتفظ بوعد الإنترنت القديم، بأن تُتاح للكل فرصة معرفة الخبر والتأكد بأنفسهم من مصداقيته.

في اجتماع إيلون مسك الأول بالمتبقي من موظفي «تويتر سابقًا» بعد استحواذه عليها قبل عام بالضبط، أوصاهم باتبَّاع هذه النصيحة في اجتماع العمل:

«احرص أن يتضمن الاجتماع على خبرٍ سيئ، ولك مطلق الحرية أن تحضر للاجتماع أكثر من خبر سيئ واحد. وإن اجتمعت بي احرص دائمًا أن تنقل لي خبرًا سيئًا واحدًا على الأقل.»

ذكرتني نصيحته بمشهد محمد صبحي الساخر «تشتغل كتير تغلط كتير تترفض! ما تشتغلش خالص ما تغلطش خالص تترقَّى!». واضح أنَّ إيلون مسك يعي أنَّ الخطأ رديف الشغل الكثير، وأنَّ تطوُّر العمل ينطلق من تصحيح الخطأ. وهذا خبر جيد لموظفي «إكس» المتوقع منهم ارتكاب أخطاء كثيرة العام القادم في تحويل «إكس» إلى «منصة كل شيء: تويتر+واتساب+يوتيوب+بنك»!

إيمان أسعد


يوتيوب تمنع حرية الرأي / Imran Creative
يوتيوب تمنع حرية الرأي / Imran Creative

كيف استطاعت إكس خطف أبوفلَّة؟

عبدالعزيز الحبيل

استيقظت صباح الإثنين على صراخٍ من تلفاز الصالة. مهنَّا ابني، ذو التسع سنوات، مُعتاد على أن يبدأ صباحه قبل الذهاب إلى المدرسة على قنوات اليوتيوب، يتناول إفطاره في صحبتها ثم يبدأ الاستعداد لرحلة المدرسة. كان من يعلو صوته في التلفاز الشهير «أبوفلَّة»، وحديثه معترضًا على حذف اليوتيوب لفيديو سابق له عن فلسطين، وإعطائه إنذارًا عليه. 

ثلاثة إنذارات تعني إغلاق القناة نهائيًا، وهذا أمر صعب القبول على شخصٍ مثله عدد مشتركي قناته يقترب من 34 مليونًا. الإنذار لم يمنعه من ظهوره هذا الذي قال فيه لـ يوتيوب صراحةً: افعلوا ما بدا لكم، لا أخطط لتغيير رأيي حول فلسطين، ولكم أن تغلقوا القناة نهائيًا إن شئتم. 

يوتيوب لم يحذف مقطعه الاعتراضي هذا الذي حصد أكثر من أربعة ملايين مشاهدة خلال ثلاثة أيام، على رغم لغة «أبو فلَّة» الساخطة والغاضبة والمؤكدة لرأيه الأصلي الذي لأجله حُذفَ مقطعه الأول. لكن لماذا لم يُكرر يوتيوب حذفه؟ هذا المنشور على «إكس» يوضِّحُ ذلك. «أبوفلَّة» يقول إنه سينقل محتواه من يوتيوب إلى «إكس» ويحيي حرية الرأي التي يضمنها له «إكس» في مقابل ما تعرض له على يوتيوب. 

خسارة يوتيوب لشخصٍ محتواه مُتابَع بشدة تعني خسارة سوق إعلانية جيِّدة يأتي بها والتنازل عنها طوعًا لمنصَّات منافسة، تمامًا كما فعل «أبوفلَّة» مع «إكس». لذا لم يُحذف فيديو «أبوفلَّة» الاعتراضي، بل عاد بعده لقناته بفيديو جديد عن الطفل الشهيد عوني الدوس الذي يتابعهُ من غزة، واستعرض رسائله إليه مع مشاهديه قبيلَ استشهاده. 

حرية التدوين على منصات التواصل الاجتماعي باتت مثار جدَل في الأيام الأخيرة، متا مثلًا باتت منصتها إنستقرام تواجه شكاوى متعددة عن أن المحتوى المناصِر لفلسطين يُحجب أو يُحذف لتعارضه مع ما تريد المنصة نشره على صفحات مستخدميها. 

متا أُتيحت لها فرصة ذهبية لاختراق السوق بعد أن حققت منصتها ثريدز مئة مليون مشترك في أيامها الأولى، المنصة التي كان يُنظَر إليها على أنها البديل المنطقي لـ«إكس» بعد تحولاته المضطربة بسبب استحواذ مسك عليه، إلا أن صُناع ثريدز لا يرون ذلك. آدم موزري المشرف على إنستقرام يرى ثريدز منصةً أقل غضبًا ويقول إن مارك زوكربيرق يرغب في رؤيتها منصةً إيجابية تهيئ بيئة صديقة ومبتسمة لكل ما حولها. 

هذه المقاربة تُلغي فرصة ثريدز في أن تكون منصة بديلة من «إكس» في نقلِ أخبار العالم، لأنك، بوضوح، لا تستطيع أن تصنع وردًا من كل ركام القنابل المتساقط على غزة. 

في المقابل يبدو أن «إكس» يتعامل بواقعية أكثر مع نقل أحداث العالم، فهو يتيح لكل أحد صنع المحتوى الذي يؤمن به، ويتيح لمجتمعه من الحسابات أن تتركَ تعليقاتها حول المحتوى إن لم ينقل الحقيقة أو حرَّفها، وذلك من خاصية (Community Notes). ويكفي دليلًا على نجاح هذه الخاصية أنها تلقت مشاهدات عالية في الأيام الماضية وصلت عشرات الملايين في اليوم الواحد!

عدد مستخدمي تطبيقات التواصل وصل إلى 4.88 مليار مستخدم، والفائزة من المنصَّات هي من تتيح المجال للآراء المختلفة عن رأيها في المنصات التي تملكها وتديرها.

فشلت متا في ذلك بانحيازها وحجبها لموقفٍ لا تتفق معه، وترسَّخ موقفها مع إيقاف تفعيل حساب «@eye.on.palestine» على منصاتها (صرَّحت متا أنَّ الإيقاف لا علاقة له بالمحتوى، لكن لوجود مخاطر أمنية واحتمال اختراق الحساب). يوتيوب فعلت كذلك بسياساتها في حذف الفيديوات التي تُعبر عن رأي أصحابها. في حين أن الفائز من كل هذا الذي يجري هو «إكس» الذي أتاحَ منصته لكل الآراء اتفقَ معها أو اختلف، على رغم انحياز مالك المنصة إيلون مسك للكيان الإسرائيلي، لتفوز المنصة بحضور كل من أراد أن يُعبّر عن رأيه.

هكذا، في الأسابيع الماضية، نجحت منصة «إكس» في الحفاظ على موقعها منصة للأخبار، سواء أكانت حقيقية أم زائفة، ومصدرًا سريعًا لآخر التحديثات لوسائل الإعلام والصحافيين، وساحة مفتوحة لتبادل الآراء بكل أشكالها، حتى السيئة منها. 

والسبب أنَّ «إكس» المنصة الوحيدة التي لا تزال إلى اليوم تحتفظ بوعد الإنترنت القديم، بألا يكون هناك حرّاس على البوابة، وأن تُتاح للكل فرصة معرفة الخبر والتأكد بأنفسهم من مصداقيته. وإيلون مسك فهم أنَّ تمسكه بهذا الوعد الذي تخلَّى عنه غيره يتُرجَم إقبالًا أكبر عليه يرفع إيرادات منصته؛ لأنّه ببساطة استطاع الفوز بـ«أبوفلَّة». 


خبر وأكثر 🔍 📰

وقت العرض / Giphy
وقت العرض / Giphy

تسمع الجريمة اليوم في البودكاست وتشاهدها غدًا في التلفاز!

  •  في التسعينيات انتقل الطبيب الأعزب «بوب» إلى «لاس فيقاس» ليجذب بصفاته وشخصيته عزباوات المدينة، إلا أن سرًا أسود يلحق به من نيويورك ويكشف حقيقته، تبدو هذه القصة شيّقة لمتابعتها في حلقات مسلسل أليس كذلك؟

  • دفع إضراب كُتّاب هوليوود شركة الإنتاج «A24» إلى البحث عن محتوى أصيل من أحداث مر بها أشخاص عاديون، فبدأت العمل على تحويل بودكاست الجريمة الواقعي «The Girlfriends» الذي يحكي قصة عدد من النساء وتقاطُع حياتهن مع «بوب». وستتحوَّل رحلة العدالة التي بدأتها النساء لإيداعه السجن إلى مسلسل من إخراج مايكل شوالتر ليبدأ عرضه هذا الصيف.

  • سبق أن خاض المخرج « مايكل شوالتر» تجارب استثنائية وعمل على مسلسل «The Shrink Next Door» المستوحى من بودكاست يحمل المسمى ذاته

  • في الأعوام الأخيرة لاحظتُ ارتفاع مصداقية محتوى البودكاست بين المستمعين. إذ بإمكان المختص والخبير والضحية أن يقترب من الميكروفون ليروي سيرة حياته بتفاصيلها الدقيقة كشهادة أمام العالم أجمع، يسمعها المتلقي ويعود إليها مرجعًا يستشهد به مثلما يستشهد بصفحة من كتاب أو دراسة علمية.

  • تسبَّب إضراب كتّاب هولييود عام 2007 في لجوء الشركات إلى برامج «الواقع» وبغزارة (لولاه كنا سنعيش في عالم بدون كيم كاردشيان وأخواتها!) ويبدو أنَّ إضراب هذا العام نبَّه شركات الإنتاج إلى صندوق المحتوى المكنوز في آلاف برامج البودكاست، وممكن يأتي يوم تشاهد بودكاست «احتيال» على التلفاز!

🌍 المصدر


سلامة عقلك 🫶🏻

كيف بدأت محادثتك الأخيرة مع صديقك؟ سأخمن: تذمَّر من ضغط العمل وزحام الشوارع! جميعنا نمر بهذه الدائرة من التفكير، فقد تبرمجت عقولنا على اعتياد الأشياء الجيدة والجميلة خلال اليوم. لكن ماذا لو أخبرتك أن يومك بعاديته هو أفضل يوم في حياتك، كيف؟ باختصار مارس الامتنان. 

وللتفاصيل اقرأ معي 😌

  • لا أحد يمكنه التنبؤ بمشاعرك. فعبِّر عن شكرك لبسيط الأفعال قبل كبيرها، وكن سخيًا بابتساماتك. فحين تشكر أحدهم سيسجل عقلك أنك تلقيت شيئًا رائعًا وعليه سيكون في حالة من الرضا. 

  • أطلِق قدميك وتحرك. لا يمكنني إحصاء الأيام التي استيقظت فيها بمزاج سيئ ليتبدل بعد جولة حركية إلى مزاج وردي! والآن، ومع تحسن الأجواء، يمكنك بدء نظام جديد تمشي به في الهواء الطلق لنصف ساعة تتفكر فيها وتتأمل. 

  • اذكر محاسن يومك. تركز عقولنا بشكل غريب على الأحداث السيئة، وقد تتمكن بطرائقها الملتوية أن تقلب أمرًا عاديًا إلى معضلة. بتدوينك للأمور الجيدة في يومك ستتمكن من التركيز على الأفضل، ليحدث التحول بمرور الوقت ويركز عقلك تلقائيًا على الأفضل. 

  • عقولنا تحب المشاركة. فشارك امتنانك لمن تحب، أرسل رسالة شكر لصديق، قدم كوب قهوة لم يطلبه، اصنع له هدية بسيطة، ولا تنتظر مناسبة ما لتقدم امتنانك لأحد، وسيشكرك عقلك في المقابل لأنك تذكره بنعمة الأحباء، ولأن ردود أفعالهم ستخلق بينكم روابط إيجابية ولحظات مبهجة. 

  • عش السيء ولكن لا تعلق به. لستُ أدعي مثالية أو عالمًا زهريًا، فالأحداث السيئة تحصل، والمشاكل تتكرر، والمشاعر الصعبة جزء من إنسانيتنا. عِش الموقف وتقبل شعورك تجاهه، تحدث عنه وحاول حلَّه، ثم تجاوز وكن ممتنًّا. 🙏🏻🪴

🧶 المصدر


لمحات من الويب 


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • كبرت وصرت متفقًا مع أمي. فمن يحب الباذنجان قد نضجت براعم التذوق لديه واكتمل نموه، وما عاد طفلًا لا يعرف «كيف يتذوق». 🍴

  • أجد نفسي متسائلًا: متى بلغتُ هذا التساهل في إفشاء بياناتي؟ وما الذي جعلني لا أتردد بتاتًا في مشاركة بعضها؟ 🗝

إكسالمجتمعوسائل التواصل الاجتماعيالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+670 مشترك في آخر 7 أيام