تك توك جعلني أشتريه

القاسم المشترك على تك توك أن شخصًا حقيقيًا اهتم بتصوير المنتج وتسويقه، ونحن كمستهلكين نثق في الأشخاص الحقيقيين أكثر من العلامات التجارية.

في بداية فصل الصيف الفائت طلبتُ جهاز عرض كوني من متجر إلكتروني غير معروف بعدما شاهدت إعلانًا لا يتعدى عشر ثوان عبر تك توك. وقتها أعجبتني فكرة عرض أي خلفية كونية على سقف غرفتي فأنام محاطة بالنجوم والمجرات المتحركة. وبعدها بفترة قصيرة طلبتُ قلم «اللاتيه» الذي يسمح لي بأن أتقمص شخصية «باريستا» وأرسم وريقات شجر على سطح القهوة المخفوقة قبل تقديمها للضيوف.

بعدها بشهر تقريبًا لاحظتُ تحولي من شراء المنتجات بعشوائية إلى المنتجات التي تخص البشرة تحت وسم (SkinTok#)، فمن محلول الحلزون الذي يعد ببشرة نقية مثل الزجاجة إلى لصقات حبوب الوجه التي تعد بقتل حبوب الشباب في مهدها وصولًا إلى «ماسك» الشفاه الليلي. وكنتُ أعتقد بصدق أن تلك المنتجات تستحق ثمنها وأسعدني الحصول عليها؛ لأني شعرتُ بأني حصلت على منتجات حصرية لا يمتلكها سوى النخبة.

 لكن ما لم أكن أعلمه أني كنت تحت تأثير الوسم الرائج (TikTokMadeMeBuyIt#) الذي يشجع أي مستخدم على عرض مقطع فيديو قصير لا يتعدى الدقيقة، بحيث تكون عبارة عن مراجعة (review) يتحدث فيها عن تجربته الإيجابية مع أي منتج. وفي حال عزم مُشاهد ذلك المقطع على الشراء سيجد تفاصيل موقع الطلب ورقم المنتج جاهزًا في وصف الفيديو.

برأيي أنَّ الأمر أعمق من مجرد هوس بالمنتجات وشرائها لمجرَّد أنَّ مشهورًا اقتناها، أو لأننا نخاف من تفويت فرصة اللحاق بالهبَّة. فمن خلال تجربتي في تك توك، أكثر الفيديوهات تأثيرًا في المستهلك هي التي تعرض المشكلة وتقترح الحل في الوقت نفسه، مثل الكأس السحرية التي تحل مشكلة العطش الليلي، أو الفوطة التي تتمدد في الماء فتحل مشكلة مساحة التخزين المحدودة لحقائب السفر.

وحاليًا تركز منصة تك توك على تسويق كل نوع من المنتجات على حدة عبر تخصيص وسوم مخصصة لجني أكبر فائدة ممكنة من هوس المتابعين. مثلًا: هناك قسم (GymTok#) لمنتجات الرياضة، و(Make-UpTok#) لآخر تحديثات منتجات المكياج، و(FoodieTok#) لعرض الوصفات المبتكرة التي تصلح لتجربتها بالمنزل، وهناك (BookTok#) لعرض آخر الكتب الرائجة. حتى إن هناك (CleanTok#) لأفضل منتجات التنظيف. وبذلك تمهد تك توك لتحولها المقبل من مجرد منصة تشجع على «تريندات» الرقص على الأغاني و«الميمز» المضحكة إلى متجر قادر على منافسة «أمازون» مستقبلًا.

ولقد افتتحت المنصة بالفعل متاجر مخصصة للتسوق الإلكتروني في بعض دول شرق آسيا مثل إندونيسيا وفيتنام وماليزيا وتايلند، والخطة المقبلة هي أن تقتحم السوق الأمريكية والأوربية وبقية دول العالم. وفي المنصة سيتمكن المستخدمون من شراء المنتج المُشاهد عليها مباشرة أو الذهاب إلى «متجر تك توك» لشرائها من هناك.

 وقتها ستكون تك توك قد دخلت عصرًا جديدًا من التسوق الإلكتروني، أضخم مما شاهدناه من قبل. فالقاسم المشترك في كل مقطع فيديو على تك توك أنَّ شخصًا حقيقيًّا قد اهتم بتصوير المنتج وتسويقه، ونحن كمستهلكين نثق في الأشخاص الحقيقيين أكثر من العلامات التجارية. كما أن الخوارزمية تعلمت ما يحب أن يقتنيه كل مستخدم منّا بناء على التفاعلات التي سجلها من إعجابات وإعادة مشاركات أو تعليقات، فتعرض المنتجات التي تستهدف ذائقته الشخصية، وبالطبع تستغل الشركات هذا الأمر لمصلحتها. 

هذا يعني أن وسم (TikTokMadeMeBuyIt#) هو مجرد البداية، والآتي أعظم. 

التسوقالمنتجاتتك توكالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+310 متابع في آخر 7 أيام