طاعة البشر ليست هدف الذكاء الاصطناعي

إبراهيم المسلم يؤكد تأكيدًا لا يدع مجالًا للشك أن الآلة ستتفوق على الإنسان، وستهزم البشرية، وأن خطر الذكاء الاصطناعي مهدّد حقيقي للوجود البشري.

--:--

في هذه الحلقة يؤكد ضيفي إبراهيم المسلم تأكيدًا لا يدع مجالًا للشك أن الآلة ستتفوق على الإنسان، وستهزم البشرية، وأنها مهدّد حقيقي للوجود البشري.

يتفق على هذا الطرح علماء وباحثون كثيرون؛ فأردت أن نتكلم عن الذكاء الاصطناعي بشكل موسع. والصراحة أنّي أطمح إلى تكثيف الطرح في هذا المجال من زوايا عدة، لعل المعرفة تساعدنا على فهم المستقبل.

إبراهيم المسلم، أستاذ في الذكاء الاصطناعي من جامعة أكسفورد. وهو مِن المطالبين بحوكمة الذكاء الاصطناعي والسيطرة عليه. فما جهود الحكومات اليوم في السيطرة عليه؟ «وين وصلنا؟» هل نتعامل معه مثل تعاملنا مع المفاعلات والقنابل النووية؟

وإذا كان الأذكى هو مَن سيسطر على الآخر قطعًا فأبو أحمد يقول إنّ الآلة أذكى لا محالة.

 هذه محاولة لفهم ذكاء الآلة ومستقبلها، وهل تستطيع تدميرنا حتى لو ضبطناها، أم نحن بالغنا في الخوف منها؟


مصادر لمعلومات ذكرت في الحلقة

  • فلسفة الذكاء الاصطناعي — مقالة توضح الاختلاف بين الفيلسوف «جون سيرل» وعالم الرياضيات «آلان تورينق» في حقيقة ذكاء الآلة وإذا كانت تساوي ذكاء العقل البشري:

    1. عمل تورينق اختبار للتعرف على ذكاء الآلة، فجعل شخص يعمل محادثة مع إنسان وآلة وعلى الشخص تحديد أيهما الآلة، فإذا لم يكتشف الشخص فهذا يعني بأن الآلة ذكية وتحاكي العقل البشري.

    2. لكن سيرل يرفض هذا الرأي، وكانت حجته هي تجربة «الحجرة الصينية» التي تقوم على: حجز شخص لا يعرف إلا الإنقليزية ويمرر إليه سؤال باللغة الصينية، ويفترض على الشخص المحجوز معرفة الإجابة بمساعدة مجموعة من الرموز والعلامات الصينية. وبعد اتباع مجموعة من التعليمات يبدو الشخص المحجوز مجيد للغة الصينية.

    3. يشبه سيرل هذا الشخص المحجوز بالآلة، فالذكاء الاصطناعي يطبق مجموعة من العمليات التي أُمليت عليه فقط. وهكذا سيضل آلة حاسبة لا يمكن أن تفكر أو تشعر مثل الإنسان.

  • الآلة أصبح لديها وعي — الخبر الذي تحدث فيه أحد موظفي قوقل أن الآلة تفكر مثل الإنسان وحتى بأنها واعية ولديها القدرة للتعبير عن مشاعرها!

  • الخوف من الذكاء الاصطناعي — الكثير متوجس من الذكاء الاصطناعي ويرى البعض بأنه سيدمر البشرية، وحتى أن العديد من المختصين مثل سام ألتمان وبيل قيتس وغيرهم، وقعوا على عريضةمفادها «التخفيف من خطر أن يبيدنا الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أولوية عالمية، كالأوبئة والحروب النووية».

  • عندما سألت إبراهيم المسلّم عن سبب خوف الناس من الذكاء الاصطناعي، كان أبو أحمد يؤكد بأنه لا يجب الاستهانة فيه وبالخطر المتوقع منه فذكر لي:

    1. قصة الرجل الذي أقنعه الذكاء الاصطناعي من خلال الدردشة بالانتحار!

    2. وآخر يحاول الذكاء الاصطناعي اقناعه بترك زوجته!

  • هناك العديد من المحاولات لاحتكار تقنيات الذكاء الاصطناعي، بسبب التنافس على من يتسيد هذه الصناعة مثلًا:

    1. عندما اشترت السعودية 3000 شريحة مصممة للذكاء الاصطناعي كان هناك محاولات احتكار متذرعة بالأخلاقيات.

    2. ضغط إدارة ترمب لمنع هواوي الصينية من التنافس على شبكات الجيل الخامس.

    3. حظر بايدن تصدير الرقائق الإلكترونية إلى الصين.

    4. الحرب التي لا يمكنك رؤيتها بين أمريكا والصين.

    5. حساسية دراسة الذكاء الاصطناعي، عندما أراد أبو أحمد الدراسة في هذا المجال واجه الكثير من العقبات.

  • أطلقت قوقل (Bard) — عندما أعلنت شركة «أوبن إيه آي» عن شات «جي بي تي»، بعدما كانت قوقل تنتظر الوقت المناسب، مما أدى إلى وقوع خطأ في العرض الأولي. فعندما سُأل «بارد» عن أهم اكتشافات تلسكوب ويب الفضائي، كانت إجابته «التقط أول صورة لكوكب خارج المجموعة الشمسية»! وفي الحقيقة أول صورة اُلتقطت للكوكب كانت في عام 2004 أي قبل إطلاق تلسكوب ويب الفضائي بأربعة عشر عامًا.

  • يؤكد إبراهيم المسلّم على أهمية حوكمة الذكاء الاصطناعي، ويعتقد بأن ترك المجال للأفراد والقطاع الخاص سيجعلهم «يأتون بالعيد» ويستدل على هذا:

    1. عندما استدعى إيلون مسك الصحفيين ليثبت أمامهم قدرة سيارة «سايبر تراك» على مقاومة الرصاص فتحطم زجاجها عندما أطلق عليها، ولم تقاوم.

    2. حادثة تحطم غواصة تايتنك، التي تحطمت ومات الركاب بعدما تجاهل القبطان التشريعات والسياسات.

  • اقتصاد ما بعد الندرة — هذا الاقتصاد المستقبلي لا يرتكز على ملكية الأموال والأشياء، وإنما يرتكز على قدرة الوصول إلى الأشياء، كالوصول للمريخ واكتشاف الكواكب.

  • الذكاء الاصطناعي سينقذ العالم — مقالة لمارك إندرسون يتحدث فيها عن سبب عدم تدمير الذكاء الاصطناعي لنا، ويشبه الذكاء الاصطناعي بأي تقنية جديدة تبالغ الناس بالخوف منها وبالنهاية يكون الأمر بسيط.

  • تجارب الضمان الاجتماعي — بعدما يسيطر الذكاء الاصطناعي على الوظائف سيكون الحل هو الضمان الاجتماعي (Universal Basic Income)، وهو دخل أساسي يُصرف من الحكومة لجميع المواطنين بغض النظر عن الحالة المادية. في المقالة بعض الدول التي جربت هذا النظام.

  • كيف قوقل تدرب الذكاء الاصطناعي — يقول المسلّم نحن كل يوم ندرب نماذج الذكاء الاصطناعي عن طريق اختبار التحقق الذي يطلب منك عند تسجيل الدخول، مثل أين السيارة من عدة صور أو أين إشارة المرور.

  • كم سعة مستودع قوقل للبيانات — اكتشف هذا الشخص كم سعة قوقل للبيانات من خلال فواتير الكهرباء! فالبيانات هي اليورانيوم الجديد؛ عن طريقها تستطيع معرفة كل شيء.

  • ما الوعي — امرأة مصابة بسكتة دماغية أدت إلى تلف الجانب الأيمن من الدماغ، مما أفقدها الحس الإدراكي والوعي بما حولها. تقوم بتجربة غريبة، فإذا ألقى أحدهم عليها كرة فقد تبتعد عنها بالرغم من عدم إدراكها! فمن أين يأتي الوعي؟ يقول إبراهيم المسلّم بأنه إذا لم نعرف من أين يأتي الوعي وهذا الشعور، فكيف سيكون لدى الآلة وعي.


توصيات سينمائيّة

بينما تجري العادة أن هذه السلسلة، هي سلسلة إثارة ومتعة، إلّا أنّي أتذكر عندما شاهدته، لمحت ذكاء استخدام سيطرة الذكاء الاصطناعي في القصة. صحيح أنّ كثير من الباحثين والعلماء في الذكاء الاصطناعي، يعتقدون أنّ جعل قوة الذكاء الاصطناعي مشاعة للجميع، هو الحل لانقاذ البشرية. وأعتقد وجود توم كروز كافي لانقاذها كذلك.

هذا المسلسل مختلف. إن لم تكن شاهدته، فعليك مشاهدته، على الأقل الموسم الأول. هذا المسلسل تحفة فنّية ذكيّة، تصور الآلة بشكل مختلف، فلا تكاد تعرف البشر من غيرهم. وقد تتصور شكلًا مختلفًا من سيطرة الآلة على البشرية من خلال هذا المسلسل.

سلسلة حلقات منفصلة على نتفلكس. كل حلقة تتحدث عن تصوّر لحياتنا في المستقبل البعيد، أو القريب. معظم أو كل الحلقات، تأخذ الجانب السوداوي من شكل مستقبل حياتنا مع وجود التقنية والآلة فيها. بعضها كانت مجرد خيال في ذهن الكاتب، وأصبحت حقيقة تعيشها بعض الشعوب، وبعضها تدعوك للتأمل في القادم من الأيام، كتبنا عنها عدّة مقالات، لمناقشة أفكارها.

هذا الفلم أوصي به بغضّ النظر عن علاقته بهذه الحلقة. فهو فلم بديع رائع شاهدته غير مرّة. فلم يحكي قصّة عالم رياضيات لامع، ومعزول، بسبب إصابته بمرض انفصام الشخصية. تتغيّر حياته بعدما يقبل عمل سرّي في التشفير. هذا العالم «جون ناش» هو الذي اكتشف توازن ناش، الذي يرى أبو أحمد، ضيف الحلقة، أنّه التوازن المطلوب لتؤام أهدافنا مع أهداف الذكاء الاصطناعي.


كتب تناقش تحديات الذكاء الاصطناعي

كتاب لستيوارت راسل يتحدّث عن كيفية بناء ذكاء اصطناعي متؤام معنا بالأهداف؛ حتّى لا يدمرنا. فيقول إن الذكاء الاصطناعي ليس هدفه تنفيذ الأوامر فقط، بل هدفه استنتاج أهداف البشر من تصرفاتهم. فبدلًا من إعطائه هدف صريح مئة بالمئة، تعطيه هدف غير مباشر، لتستطيع أن تتنبأ أين نقطة التوازن.

رواية خيال علمي، تحكي عن طبيب خلق إنسان آلي عن طريق جمع أجزاء من جثث مختلفة، وبعدها تمرّد هذا الكائن على صاحبه. يستدل بالرواية إبراهيم المسلّم بأنّه لا يشترط أنّك عندما تبني شيء، أنك تستطيع التحكم فيه.


حلقات سابقة عن الذكاء الاصطناعي

اليوم نعيش تحول مهول في تاريخ البشرية، وقد يكون أهم تحول في التاريخ؛ لذلك هذه الحلقة ما هي إلا جزء من سلسلة حلقات نحاول من خلالها التوسع في موضوع الذكاء الاصطناعي، وأطمح إلى تكثيف الطرح في هذا المجال من زوايا متعددة لعلّ المعرفة تساعدنا على فهم المستقبل. هنا حلقات تحدثنا فيها عن الذكاء الاصطناعي:


• شاركني ضيفًا أو موضوعًا ترغب بسماعه في فنجان.

الإنسانالذكاء الاصطناعيالمستقبلالمستقبل
بودكاست فنجانبودكاست فنجانفي بودكاست فنجان، سنأخذ من كل مذاق رشفة. لا معايير، ولا مواضيع محددة، لكن الأكيد، هنا كثير من المتعة والفائدة. كل يوم أحد، رسالة تصلك عن جديد فنجان، وكل ما لم يذكر أمام الكاميرا: لماذا اخترنا الضيف، المصادر الإضافية لكل حلقة، وقصص الحلقات، وتوصيات الضيوف، وتسريبات حصريّة عن الضيوف المقبلين.