نون التعليمية تقفل جولة جديدة رغم ظروف السوق
أغلقت «نون» التعليمية جولة (ب) بقيمة كلية 41 مليون دولار، بعد إعلان الشركة في عام 2020 جمع الجزء الأول من الجولة بقيمة 13 مليون دولار.
«بيجو» الهندية تواصل مسارها الزلق
تخوض شركة «بيجو» (Byju) الهندية للتقنيات التعليمية أزمة جديدة مع دائنيها في المحاكم الأمريكية. وتأتي هذه المحاكمة لتعمِّق من أزمة الثقة في الشركة ومؤسسيها. ففي يونيو استقال المدقق المالي للشركة وثلاثة من أهم أعضاء مجلس الإدارة، لتأمر الحكومة الهندية بتدقيق الشؤون المالية والممارسات المحاسبية في الشركة. وكانت «بيجو» من أهم شركات التقنية التعليمية في العالم، والأعلى تقييمًا عند 22 مليار دولار قبل انخفاض تقييمها إلى 5,1 مليار.
عبدالله سعيدان:
تبدو قصة «بيجو» حزينة خصوصًا بعد نجاحها الكبير وقت الجائحة ومساهمتها في التعليم الإلكتروني، لكن إذا اطَّلعنا عليها عن قرب فهي قصة منطقية، وهذه المشاكل كانت ستظهر عاجلًا أم آجلًا على السطح. فمن خلال التقارير الصحفية يتضح وجود مشاكل عميقة في الإدارة والجوانب المالية وممارسات البيع والوصول إلى العملاء والضغط غير المناسب بهدف زيادة المبيعات.
على الرغم من ذلك، تظل «بيجو» مسؤولة عن تشجيع المستثمرين على الاستثمار في قطاع تقنيات التعليم، والدفع بالحلول الإلكترونية التي تساعد ملايين الطلبة على مواجهة الصعوبات التعليمية.
محمد الضلعان (شريك مؤسس في «نون» التعليمية ورئيسها التنفيذي):
ساعدت «بيجو» على خلق موجة كبيرة استفادت منها شركات تقنية التعليم في العالم، لكن المشاكل فيها كانت واضحة منذ سنوات، وكانت توجد مؤشرات خطيرة في إدارتها والكل متخوف من انفجارها في وجه الجميع. مشكلة «بيجو» الكبيرة أنها ركزت بشكل بشع على البيع أكثر من تركيزها على خدمة الطالب، مما دفع الشركة إلى استغلال الآباء وتوريطهم في عقود تمويل بنكية تحرم الأب من إلغاء الخدمة وتجبره على استمرار الدفع على خمس سنوات.
هذه الممارسات حبلها قصير، إذ سرعان ما ظهرت المشاكل التي يحاول المستثمرون في «بيجو» الآن التنصُّل منها. وللأسف انعكست أخبار هذه الشركة ومشاكلها سلبًا على حماس المستثمرين للاستثمار في شركات التقنية التعليمية الأخرى، لا سيما إذا لم يأخذ المستثمر الوقت الكافي للتعرف على القطاع واكتفى فقط بما يسمع من أخبار.
وهذا درس للشركات الناشئة في مختلف القطاعات، أن تركز دومًا على حل المشكلة التي يواجهها العميل في حياته من خلال منتجك وتطويره، بدلًا من التركيز على زيادة المبيعات وسبل إقناع المستثمرين.
«نون» التعليمية السعودية تجمع 41 مليون دولار
أغلقت «نون» التعليمية جولة (ب) بقيمة كلية 41 مليون دولار، بعد إعلان الشركة في عام 2020 جمع الجزء الأول من الجولة بقيمة 13 مليون دولار. وقاد الجولة الاستثمارية كل من صندوق «رائد» وصندوق «واعد» من أرامكو.
معاذ خليفاوي:
لا يخفى على أحد وجود عدة عوامل تصعِّب إغلاق الجولة، أولها التوقيت؛ فالعامان 2022 و2023 أسوأ فترة لجمع الأموال. ويتمثَّل العامل الثاني في قطاع التقنية التعليمية ذاته، فهذا القطاع لم يثبت نفسه في دول كثيرة داخل المنطقة وخارجها، ولأنَّ «نون» من رواد هذا القطاع ساعدها على أن تكون الأولى التي تصل الجولة (ب) في المنطقة.
أما العامل الثالث فيكمن في افتقار المنطقة إلى صناديق كافية تموِّل الجولات المتأخرة، مما يجبر الشركة على اللجوء إلى صناديق خارجها ويصعِّب المهمة إلى حد كبير.
محمد الضلعان (شريك مؤسس في «نون» التعليمية ورئيسها التنفيذي):
لم يكن من السهل إقفال هذه الجولة، لكن عدة معطيات ساعدتنا من أهمها وجودنا في السوق السعودي، وتزامُن جمع الجولة مع دخول «واعد» السوق بقوة وتكبيره الصندوق، وأيضًا وجود «رائد» كمستثمر حالي وداعم.
وبالفعل، توجهنا إلى مستثمرين خارج المنطقة لأنَّ من الصعب إقفال جولة من طراز (ب) بدون وجود مستثمرين خارجيين وذلك لعدم وجود مستثمرين كفاية محليًّا لهذه المرحلة من التمويل. وللأسف كان لوضع «بيجو» أثرًا سلبيًّا على رؤية المستثمرين لتمويل شركة في قطاع التقنية التعليمية. كذلك فرضت تحديات المنطقة نفسها على المحادثات، من أهمها انخفاض العملة كما حدث في باكستان ومصر، والمشاكل السياسية في باكستان.
لكن في النهاية، يعود الأمر إلى المنتج والفريق في خلق توازن إيجابي أمام العوامل المضادة، والقدرة على التواصل مع المستثمر المؤمن في منتجك وقدرتك على إيصال هذا المنتج. كذلك ساعد اهتمامنا بالربحية على اتخاذ قرارات لصالح الشركة حسَّن من أرقامها ومعطياتها، وتأقلمنا بسرعة مع معطيات السوق الحالي بعيدًا عن المكابرة والعناد.
موجز أخبار ريادة الأعمال، وقراءة لأهم تحوّلات الأسواق العالمية والمحلية. اشترك فيها الآن.