ما هي شركات رأس المال الجريء؟

تقف شركات رأس المال الجريء مابين شركات الاستثمار وشركات التشغيل، لكن ماهي الجدوى الاقتصادية منها للشركات الناشئة؟

لا يختلف اثنان أنّ شركات رأس المال الجريء أو ما تعرف بالإنجليزي (Venture Cpital)، واحدة من أهم مقوّمات أي اقتصاد للشركات الناشئة والمتوسطة. تظهر هي لتكمل البيئة الصحيحة التي تنتج لنا شركات ناشئة تجوب العالم. يبينُ هذا في أميركا وفرنسا وفلسطين وغيرها.

هذه الشركات هي شركات يملك أصحابها مليارات الريالات، أو بالأحرى مليارات الدولارات. وكلّ  ما عليهم فعله، هو الاسترخاء، وانتظار مؤسسي الشركات الناشئة والمتوسطة يطلبونهم المال. يقدمونه لهم بعد وضع شروط وقيود، ويجنون الأرباح لحاقًا. كم هو بسيط عملهم، أليس كذلك؟

هذا كلّه غلط. فعمل رؤوس الأموال الجريئة مختلف كليًّا.

أول شيء نحتاج فهمه، هو الفرق بين شركات الاستثمار، وشركات التشغيل. والفرق بينهما كالتالي:

تقف خلف الأضواء تتابع بصمت

تعمل شركات الاستثمار بمفهوم، «اشترِ بسعر منخفض» و «بِع بسعر عالٍ» وتربح من خلال الرهان على تلك الاستثمارات بأن تكون ناجحة. بينما الشركات التشغيلية تقوم على مبدأ تحويل مواد خام إلى منتجات. وتربح عندما تبيع تلك المنتجات. وتجري العادة أنّ هذه الشركات توظّف عددًا كبيرًا من الموظفين، خلافَ الأولى.

في حين أنّ الشركات التشغيلية تبتكر وتنتج، نجد أنّ الشركات الاستثمارية تقف خلف الأضواء تتابع بصمت. وبين شركات الاستثمار، والشركات التشغيلية، تقف شركات رأس المال الجريء في المنتصف بينهما. نستطيع أن نقول، أنّها تفيد الطرفين معًا، وتفيد هي منهما.

شركة رأس المال الجريء الواحدة قد تقابل أكثر من 1,000 شركة ناشئة غضون العام الواحد

فعندما تريد شركات الاستثمار، الاستثمار في شركاتٍ  ذات مخاطرة عالية، كالشركات الناشئة. تلجأ إلى شركات رأس المال الجريء. فشركات الاستثمار لا يملكون الوقت والمقدرة على تقييم كل شركة ناشئة على حدة. فعدد الشركات الناشئة في أميركا مهول، إلى أنّ شركة رأس المال الجريء الواحدة قد تقابل أكثر من 1,000 شركة ناشئة غضون العام الواحد.

شراء الأسهم في البورصة من الشركات العامة، أمرًا سهلاً. خصوصًا، عندما تقارنه بالاستثمار في الشركات الناشئة. وبهذا، فإن مهام شركات رأس المال الجريء صعبة. إذ أن عليها أن تعمل، وتبحث، وتشكل علاقات يومية. لا تستطيع، أن تقف (خلف الأضواء تتابع بصمت.)

ومع ازدياد عدد هذا النوع من الشركات، لن تستطيعوا الحصول على أفضل الصفقات إن تعاملت مع استثماراتها كصندوق استثماري يضخ المال فحسب. هذه الشركات، عليها أن تملك خطة تسويق استراتيجية، وقيمة لذاتها في السوق، وخدمة لعملاءها، وهلمّ جرّا. وبشكلٍ آخر، نجد أن هذه الشركات لا تستثمر في الشركات الناشئة فحسب، بل هم، أيضًا، شركات ناشئة.

إذن، تعد شركات رأس المال الجريء تشغيلية واستثمارية في آنٍ  واحد. وأحد أبرز الأمثلة في أميركا، هي شركة Andreessen Horowitz التي نشأت في عام 2009. يضم موقعهم على 124 شخصًا، مقسمين على إحدى عشرة مجموعة. عمل هؤلاء جميعهم لخدمة مؤسسي شركاتهم.

وليست جميع الشركات على هذا الحال، فتختلف الخدمات والقدرات بناءً على أهداف كل شركة. الأهم، أنّ جميع شركات رأس المال الجريء تهدف لتقديم خدمات ومزايا للشركات التي تستثمر فيها.

أي شركة رأس المال الجريء، يجب أن يكون هدفها الأول مساعدة وخدمة الشركات المستثمَر فيها. وفي أميركا والدول المتقدمة، تتنافس شركات رأس المال الجريء على الظفر بأفضل الصفقات. حتّى، أنّ هذه الخدمات والمزايا التي تقدمها الشركات للمؤسسين، ما هي إلاّ لكسب ودّهم، وجعلهم يختارون هذه الشركة على تلك.

وفي حين أنّ الشركات الناشئة في بعض الدول تتخيّر وتتشرط للحصول على استثمار. لا تزال البيئة للشركات الناشئة غِرّةً. تحتاج البيئة إلى رؤية وأفكار جريئة مع أموال أكثر جرأةً.

الاستثمارالاقتصادرأس المال الجريءالرأسمالية
مقالات حرة
مقالات حرة
منثمانيةثمانية