هذه حكايتنا مع رمز القلب ❤️
سيظل ❤️ جزءًا أساسيًّا من لغة تواصلنا، ولن يظل لوقتٍ طويل رمزًا للكهولة وموضة قديمة. فقد أثبت الرمز قدرته على البقاء وتطوّر استخدامه.
لا أذكر استخدامي الأول لرمز القلب ♥️. لكني أتصور أنه كان في إحدى الرسائل التي كنت أكتبها بدفتر لصديقتي في المدرسة المتوسطة، لأترك دفتر الأسرار في خزانتنا المشتركة وتقرأ صديقتي عن همومي مع المعلمات بعد انتهاء حصتها.
وحينما انتقل تواصلي مع صديقاتي من الدفاتر الورقية إلى البريد الإلكتروني وبرنامج «إم إس إن» (MSN) في 2006، تطوّر معه استخدامنا للقلب، الذي اتّخذ شكلًا نصيًا: 3>. وحينما أنشأتُ مدوّنتي الأولى على منصة «بكزو» (piczo) في الفترة الزمنية ذاتها، صاحبتني أشكال معقدة من القلوب المرسومة بعشرات من الرموز (تذكرون هذه؟)
في 2010، اعتمد اتّحاد «يونيكود» إيموجي القلب ضمن أوائل الرموز. فبدأتُ أستخدمه من خلال النسخ واللصق، فجوالات نوكيا لم تدعم حينها لوحة مفاتيح للإيموجي. وأثبت الرمز التعبيري جدارته، إذ احتل المركز الثاني ضمن أكثر الرموز استخدامًا حول العالم.
ومع تطوّر شكل القلب كتابيًا، تطوّر استخدامه في الواقع أيضًا. فأصبحت طريقة تشكيل قلب بأيدينا رمزًا سريًا يُشير إلى الجيل الذي ننتمي إليه.
فمع اكتساح المحتوى المرئي في تك توك وريلز إنستقرام، صارت إيماءات اليد تحمل هوية الشخص المتحدث أمام الكاميرا، إضافة إلى تلميحة لعمره. إذ يدلّ تشكيل القلب بجميع الأصابع 🫶 على مواليد التسعينيات، ويدلّ استخدام أربع أصابع للقلب على الجيل زد، في حين يدل تشكيل القلب بالإبهام والسبابة فقط رمزًا للحب في كوريا (🫰🏻).
وليس غريبًا أن تشكّل التطورات في لغة «الإيموجي» تحديًا في فهم أجيال مختلفة للغات بعض، تحديدًا في بيئة العمل التي تجمع الجيل زد ومواليد التسعينيات وجيل الطيبين في مكان واحد.
فمع بداية الجائحة واعتماد الموظفين على منصات العمل المشتركة، ازداد الاعتماد على رموز الإيموجي في التواصل. فمثلًا، شاركت «سلاك» أنَّ المنصة شهدت في بداية الجائحة ارتفاعًا حادًّا ومفاجئًا في استخدام إيموجي القلب. إذ كان الإيموجي وسيلة الموظفين في إظهار تعاطفهم ومساندتهم لبعضهم البعض في تلك الظروف، وحرصهم على تجنب السلبية العدوانية التي قد تنتج عن افتقار النص المكتوب إلى لغة الجسد.
ومع مرور الوقت، تبيّن أنَّ أكثر من يستخدم إيموجي القلب في بيئة العمل هم جيل إكس والألفية، بينما ينأى أغلب جيل زد عن استخدامه. ليحتل إيموجي القلب المركز الثاني في قائمة الرموز المكروه استخدامها لدى جيل زد (بنسبة 22% بعد رمز 👍🏻) لأنها دليل على الكهولة.
برأيي، سيظل ❤️ جزءًا أساسيًّا من لغة تواصلنا، ولن يظل لوقتٍ طويل رمزًا للكهولة وموضة قديمة. فقد أثبت الرمز قدرته على البقاء وتطوّر استخدامه ومعانيه في عالم الإنترنت وخارجه، منذ أن رسمه الطبيب الإيطالي قويدو دا فيجيفانو لأول مرة عام 1345 كرسم تشريحي طبيّ لقلب الإنسان، موطن الحب بكل صوره ورموزه.
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.