لماذا نجح موقع حراج رغم واجهته البدائية

إن أردت تصميم تجربة مستخدم لموقع يستهدف جمهورًا محددًا، ينبغي عليك تجربة الموقع على هذا الجمهور والتأكد من قدرتهم على التعامل مع الموقع.

قررت عرض سيارتي للبيع، والطريقة الأسهل والمتعارف عليها وضعُ إعلان في موقع «حراج»، الموقع الأشهر وربما الأسهل في الإعلان عن السلع المختلفة. 

تجد في حراج إعلانات السيارات، أدوات الرحلات، وحتى إعلانات عن حيوانات نادرة! ولكي أكون منصفًا، فما إن وضعت إعلان سيارتي في الموقع حتى وصلتني أكثر من عشرة اتصالات في أقل من نصف ساعة لمشترين راغبين في الحصول على سيارتي مع ما فيها من عيوب.

بالرغم من سهولة موقع حراج وسلاسته، فإن واجهته أقل ما يقال عنها أنها صُممت في عام 2000. فألوان الموقع باهتة، وتصنيفات السلع تنقل العشوائية من أسواق الحراج الحقيقية إلى منصة رقمية دون أن تطوّر من تجربة البائع أو المشتري.

لكن الصادم في موقع حراج هو طريقة تحقيقه الأرباح، فحراج يعتمد على أن يحوّل المعلن عمولة مقدارها 1% عن كل منتج يبيعه عن طريق الموقع. ولا يجبر الموقع أحدًا على التحويل، بل يترك ذلك وفقًا لأمانة الناس، فلا طريقة تقنية تتابع المعلنين وتحويلات النسب المالية المطلوبة. فقط يُطلب من المعلن أن يقسم -بينه وبين نفسه- قبل التسجيل في الموقع! 

وعلى الرغم من تجربة واجهة المستخدم هذه -التي قد يراها البعض بدائية- تصل مبيعات الموقع إلى ملايين الريالات سنويًا.

هناك الكثير من المواقع الناجحة التي تُبنى عمدًا على تجربة مستخدم بدائية و«سيئة» بمعايير تجربة المستخدم الحديثة، مثال على ذلك موقع «كرقزلست» (Craigslist) الأمريكي لعرض الخدمات. ويكمن السبب في أنَّ تصميم هذه المواقع يعتمد على نوعية المستخدمين وطريقة تعاملهم مع واجهات الموقع.

فموقع حراج على سبيل المثال يعتمد التسجيل وتوثيق الحساب بناء على رسالة تصل إلى رقم الجوال وليس إلى البريد الإلكتروني، لأن معظم البائعين في الموقع ليس لديهم بريد إلكتروني من الأساس.

هنا نتعلّم أنَّ القاعدة الأهم في تصميمك تجربة المستخدم أن تصمّم بناء على نوعية المستخدمين الفعليين للموقع أو التطبيق، وليس بناءً على ذوق الجمهور العام الذي قد يزور الموقع مرات معدودة فقط. فالمستخدم الفعلي هو الذي سيجلب الأرباح لموقعك وليس الزائر العابر.

لذا إن أردت تصميم تجربة مستخدم لموقع يستهدف جمهورًا محددًا، ينبغي عليك تجربة الموقع على هذا الجمهور والتأكد من قدرتهم على التعامل مع الموقع، فمن دونهم قد يصبح موقعك جميل الشكل ومبهرًا، لكن بدون فائدة بالنسبة إلى المستخدمين، وبدون أرباح لك.

الإنترنتتجربة المستخدمالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+640 مشترك في آخر 7 أيام