متى يحق لك أن تكون مسرفًا؟

لكي لا يعتقد القارئ الكريم إنني أُنظِّر عليه، سأشجّعه -قليلًا- على الإسراف في الأمور التي سيكون متأكدًا أنه سيستهلكلها لحدها الأقصى.

الإسراف المادي يعني أن تصرف الأموال في أمور ليست ضرورية، أو في أشياء ضرورية غير مستخدمة تتحول فيما بعد لما نسميه «الهدر». 

فمثلًا، عندما أشتري أكثر مما أحتاج من الخضروات والفواكه والأكلات الصحية الضرورية لحياتي، ولا أتناولها، يُعد ذلك إسرافًا. وعندما أكرر زياراتي للمطاعم والمقاهي الأسبوعية، دون البحث عن بدائل لمزاجي العالي في شرب القهوة، ودون محاولة تعلّم صنع مأكولاتي اللذيذة بنفسي، يُعد ذلك إسرافًا. وعندما أشتري أمرًا أعلى بكثير من قدرتي المادية، يعد ذلك أيضًا… إسرافًا. 

يقول المستثمر المعروف وورن بافيت إنَّ «السعر هو ما تدفعه، والقيمة هي ما تحصل عليه.» وكاتب هذه السطور من الناس الذين يقعون أحيانًا في فخ عدم التفرقة بين السعر والقيمة. 

فما نحتاج إليه دومًا هي القيمة، ولكننا نركز على السعر. لنفترض أنَّ القيمة التي نحتاجها من المشتريات هي خمس أطباق سلطة من ثلاث كيلو خضروات، لكن وجدنا أنَّ سعر العشر كيلوات كان مغريًا.. سنشتريها فورًا. هنا نقع في فخ السعر الأعلى من القيمة، ونهدر السبع كيلوات.

في كتابها «مالك أو حياتك» (Your Money or Your Life)، تعرّف الكاتبة المتخصصة في الإدارة المالية الشخصية فيكي روبين الإسراف بأنه:

شراؤنا لشيء نكتشف فيما بعد أننا لم نستهلكه بشكل منتظم.

شخصيًّا، عندما انتبهت لهذا الأمر، قررت أن أكثِّف تركيزي على المشتريات التي أعلم يقينًا أنني سأستهلكها بشكلٍ منتظم. فأنا أملك أربع نظّارات طبية، موزعة في جميع أنحاء البيت. فأنا استخدمها كلها بانتظام، وأسافر باثنتين على الأقل، لأنني لا أستطيع أن أصرف ساعة من يومي دون إحداها، ولا أود تحمّل مخاطرة أن تنكسر واحدة وأعيش على أطلالها.

أيضًا، فأنا أحب السماعات بكل أشكالها وأستخدمها كلها خلال اليوم بشكلٍ منتظم. وهذه النقطة بالتحديد قد تكون ردًا على أسرتي التي تجدني مسرفًا في شرائها. ولو أنني أعدها «الذنب الذي يجلب لي السعادة» أو كما يسميها الأجانب (Guilty Pleasure). 

ولكي لا يعتقد القارئ الكريم إنني أُنظِّر عليه، سأشجّعه -قليلًا- على الإسراف في الأمور التي سيكون متأكدًا أنه سيستهلكلها لحدها الأقصى دون أن تُهدر، وما دون ذلك.. سأشجعه على العودة إلى بداية التدوينة.

الإنسانالاستهلاكالسلوكالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+640 مشترك في آخر 7 أيام