البط في علاج الاحتراق الوظيفي
من خبرتي الطويلة في فترات نهاية العام هذه، يمكنني القول إن الاستقالات فيها تكثر، نتيجة حالات الاحتراق الوظيفي التي يمر الموظفون بها.


مع اقتراب نهاية العام تبدأ الشركات في الضغط على موظفيها لإنهاء المشاريع المتعثرة، وتحصيل الأموال المعلقة، إضافة إلى جعل الموظفين يبدؤون في التخطيط لمشاريع العام الجديد. ومن خبرتي الطويلة في فترات نهاية العام هذه، يمكنني القول إن الاستقالات فيها تكثر، نتيجة حالات الاحتراق الوظيفي التي يمر الموظفون بها.
في تجربة لمقاومة هذا الاحتراق، اشترى أحد أصدقائي ثلاثمئة دمية صغيرة بأشكال البط، ووزَّعها على مكاتب زملائه في الشركة. كان يأمل أن تغير هذه المزحة الصغيرة من رتابة العمل، وتخفف قليلًا من توتر الموظفين مع نهاية العام.
العجيب أن الكل أصبح يسأل عن البطات وعن سبب وجودها. قال البعض إن من وزعها هو قسم الموارد البشرية، والبعض الآخر قال إن هناك لجنة سرية في الشركة تُعنى بالسعادة أحضرت البطات! أكثر التفسيرات غرابة كان من أحد الموظفين الذي ربط بين وجود البطة على المكتب وجودة أداء الموظف! لكن مهما تعددت التفسيرات، فما حصل أنَّ الكل شارك في هذه التجربة.
نميل نحن البشر بطبعنا لخلق مجتمعات مبنية على التجارب المشتركة. لذلك تجد من يفضّل ممارسة الرياضة، أو تنظيم رحلات السفر، أو الخوض في تجارب جديدة على شكل مجموعات.
فمشاركة التجارب مع الآخرين تمنحنا شكلًا أكثر اكتمالًا للسعادة، وتجعلنا نتذكر الأوقات التي كُنّا فيها سعداء كلما التقينا بمن شارك معنا هذه التجارب. وربما نشعر بالسعادة أكثر عندما نعود ونحكي عن تجاربنا لأحبائنا.
هكذا، فإنَّ صديقي الذي وزع البط، نجح في تغيير أجواء الشركة التي يعمل بها، لأنَّه خلق تجربة جعلت من الجميع شريكًا فيها. بينما لو وضع بطة واحدة على مكتب زميل واحد كان من الممكن أن يتجاهلها، أو أن يضحك وحيدًا. ومع تكوين تجربة لطيفة يشارك فيها الجميع، ويتذكرها الجميع (ربما)، قد تصبح نهاية العام مرتبطة بالبط لا بالاحتراق تحت ضغط العمل!


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.