شتاء الكريبتو يشهد ملحمة تاريخية

منصة الكريبتو (FTX) تعلن إفلاسها بعد أسبوع من التهاوي المتسارع

أعلنت منصة الكريبتو «أف تي أكس» (FTX) إفلاسها مع عجز يقدّر بمبلغ 8 مليار دولار بعد أسبوع من الأحداث المتسارعة، أهمها إعلان عن صفقة غير ملزمة باستحواذ باينانس على «أف تي أكس»، ومن ثم إلغاء الصفقة بعد نحو اثنتي عشرة ساعة. وبعد وصول تقييم المنصة في يناير 2022 إلى 32  مليار دولار، يصل تقييمها اليوم إلى صفر. 

معاذ خليفاوي ووليد البلّاع:

القصة لم تنته بعد؛ فبعد بلوغ تقييم «أف تي أكس» (FTX) في قمته إلى 32.5 مليار دولار، يعتقد أنَّ المبلغ الذي كانت ستباع به المنصة إلى بينانس في الصفقة الملغية زهيد جدًّا. وحاليًا جزء كبير من عملاء المنصة الدولية غير قادر على الوصول إلى حساباته. وتذكرنا هذه الورطة الكبيرة بقصة «ليمان براذرز» (Lehman Brothers) التي وقعت في 2007، والعامل المشترك بينهما حجم الشركة. فشركة «ليمان براذرز» حين وقعت في المشكلة كانت تقّيم بنحو 65 مليار دولار، ولهذا أرى أنَّ تطورات مخيفة تنتظر منصة «أف تي أكس». وقد تكون القشة التي تقصم ظهر سوق الكريبتو لفترة طويلة. 

من جهة أخرى، مع مرور السوق بألم كبير على المدى القصير، قد نجد أملًا على المدى الطويل بعودة الكريبتو إلى أصوله. فحين قدّم ساتوشي الكريبتو ما بين (2006-2008) كان احتجاجًا على وول ستريت والرافعات المالية والمضاربات الجشعة. ومما يثير السخرية اكتشاف أنَّ كل تلك العيوب انتقلت بصورة أكبر وأضخم إلى ساحة الكريبتو مع تحوّل المنصات إلى مركزية. 

«بيبل» (Pyypl) الإماراتية تغلق جولة السلسلة (ب) بعشرين مليون دولار

أغلقت شركة «بيبل» الإماراتية للخدمات المالية المقدَّمة عبر «البلوك تشين» الجولة (ب) بـ 20 مليون دولار، وشارك في الجولة عدة مستثمرين دوليين. ومع هذه الجولة، تكون الشركة قد جمعت 40 مليون دولار منذ تأسيسها في 2017. وتطمح الشركة إلى التوسّع في أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا، إضافةً إلى الاستثمار في تطوير منتجها. 

معاذ خليفاوي وعبدالله سعيدان:

ما يثير الاهتمام أنَّه من النادر رؤية شركة تجمع جولتين (أ) و(ب) في العام نفسه -بفاصل ثمانية أشهر تقريبًا. خصوصًا أن الشركة تنتمي إلى قطاع التقنية المالية الذي يعاني على مستوى عالمي من ناحية التقييمات وثقة المستثمرين. لكن ما يميز هذه الشركة تركيزها على الجغرافيات الناشئة التي لم تنل الاهتمام الكافي من بقية اللاعبين، مثل كازخستان وموزمبيق وسيراليون. 

لكن إن كانت الشركة تنمو أربعة أضعاف في سنة واحدة؛ فلا بد أنَّ لديهم ما يكفي للتوجه إلى المستثمرين، مع وضوح في خطة التوسّع والاحتياج إلى مبلغ التمويل الإضافي. 

«بلنك» (Blnk) المصرية تجمع 32 مليون دولار 

أعلنت شركة «بلنك» المصرية للتقنية المالية عن جمع تمويل بقيمة 32 مليون دولار من خلال عدة مراحل وآليات: (12.5 مليون دولار) للبذرة وما قبلها، (11.2 مليون دولار) دين مال جريء، و(8.3 مليون دولار) سندات. وتقدّم الشركة خدمة الإقراض الفوري للعميل عند نقطة البيع عن طريق التطبيق، وأقرضت الشركة حتى اليوم 20 مليون دولار إلى 60 ألف عميل، من خلال 300 بائع. 

عبدالله سعيدان:

لدينا هنا عدة نقاط مثيرة للاهتمام؛ فنادرًا ما نرى تقسيم الجولة بين سندات ودين والتمويل الرأسمالي، ومُلاحظ زيادة سوق الدين الجريء في المنطقة. لكن أعتقد أنَّ الضغط على التقييمات يساعد على نمو هذا السوق سريعًا، لأنه أرخص للمؤسسين.

ويثير استخدام الشركة لنقاط البيع في إنهاء معاملات الإقراض الإعجاب؛ فمن أهم تحديات البنوك التقليدية، في خدمة الأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة، صعوبة توظيف العدد الكافي لخدمة هذا العدد الكبير من العملاء. وما تفعله «بلنك» أنها توظّف البائعين بطريقة غير مباشرة. وفيما يخص نسبة الفائدة الشهرية (2.6%) قد تكون مرتفعة وقريبة من نسبة الفائدة في البطاقة الائتمانية. لكن قد يكون هذا الرقم مناسبًا للسوق المصري حيث معدلات الفائدة أعلى بكثير نتيجة التغيّرات الحاصلة مع العملة. 

التضخم في أمريكا يسجل تراجعًا عند 7.7%، والتفاؤل يرتفع في الأسواق

تراجع معدل التضخم في أمريكا إلى 7.7%، الأدنى منذ يناير 2022، ومتجاوزًا توقعات المحللين بانخفاضه إلى 7.9%. وأثّر هذا الخبر إيجابيًّا على الأسواق، إذ ارتفع مؤشر «أس آند بي» 5.5%، وارتفعت ناسداك 7.35%. ورغم الانخفاض، فلا يزال معدل التضخم عاليًّا، لكن ثمة تفاؤل في الأسواق بنجاح خطة البنك الفدرالي في كبح التضخم. 

وليد البلاع وعبدالله سعيدان:

السؤال الكبير: هل الانخفاض الآن سيساعدنا على تفادي الاصطدام بركود؟ هناك أجواء متفائلة بين الاقتصاديين؛ فالتوقعات بحصول ركود انخفضت عن 50%، لكن لا نزال في مزيج من التفاؤل والتشاؤم. وجواب هذا السؤال يعتمد إلى حدٍّ كبير على أرقام الشهر القادم في تقرير نوفمبر؛ إذ سيتضح إن كان الانخفاض على خط مستمر. 

يعتمد كذلك على أسعار الطاقة، كونها جزءًا مهمًّا من مؤشر التضخم، لكن هنا أيضًا يأتي السؤال: هل أثّر القرار الأمريكي بإطلاق المخزون الاستراتيجي من النفط على انخفاض التضخم؟ فإذا قرأنا أرقام قطاع الخدمات، ففعليًّا ارتفع التضخّم في هذا القطاع، بينما انخفض في قطاع الطاقة. ولهذا سيركز الأغلب على قراءة أرقام قطاع الخدمات في تقرير نوفمبر. فإذا انخفض التضخم في قطاع الخدمات في نوفمبر، هنا سيكون التفاؤل أقوى بكثير بتفادي الركود. 

وهنا ننتظر خطوة البنك الفدرالي القادمة، الذي لا يزال يحاول التعويض عن التأخر في قرار رفع نسب الفائدة. فهل سيجد الرقم 7.7% كافيًا، أم سيأخذ قرارًا بالقضاء على هذا التضخم بضربة واحدة؛ إذ يظل الرقم 7.7% غير مقبول في السياق العام. 

«يسير» (Yassir) الجزائرية تجمع 150 مليون دولار

جمعت «يسير» 150 مليون دولار من الجولة (ب) بقيادة «بوند» (Bond)، وبمشاركة «صندوق ستانفورد للخريجين» (Stanford Alumni Ventures). وجمعت الشركة حتى اليوم 193 مليون دولار، وتهدف من تمويل الجولة الجديدة إلى التوسّع في سوق شمال إفريقيا. وتأسست «يسير» عام 2017، وتجمع أنشطتها كتطبيق «سوبر آب» بين حجز المشاوير وتوصيل المقاضي وتقديم الخدمات المالية.

وليد البلاع ومعاذ خليفاوي:

ساعدت صفقة «يسير» أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على تجاوز سقف 3 مليار دولار من ضخ رأس المال الجريء لأوّل مرة. فجيّد أن نرى هذا الإنجاز في عام 2022، رغم تباطؤ النمو، والذي يدل على أننا ما زلنا بعيدين عن مرحلة التشبّع. 

والرقم الذي حققته هذه الصفقة استثنائي جدًّا؛ فقد تحقق في منطقة لم نتوقع حصول صفقة فيها بهذا الحجم. فإن أخذنا أرقام سوق المنطقة عامةً، فصفقة «يسير» تمثّل خامس أكبر صفقة لهذا العام، ما يأخذنا إلى نقطة مهمة. فشركة «كريم» لم تستطع دخول ثلاث دول رئيسة في سوق شمال إفريقيا، رغم استحواذها في 2015 على شركة للنقل التشاركي في المغرب ضمن خطة توسّع. ويدل هذا على خطأ الإشارة إلى سوق «الشرق الأوسط» بصفته سوقًا واحدًا، بل إنَّ الأسواق المحلية لدينا أسواق جدًّا متفرقة ومختلفة تمامًا بعضها عن بعض. وهنا تتبيّن الحساسية في هدف «التوسّع» إلى الدول المجاورة عند المؤسسين لدى جمع الجولات الاستثمارية، لأنَّه في الواقع ليس بالسهولة التي نتخيلها. 

الموجز:

• أمازون أول شركة تفقد تريليون من قيمتها السوقية. 🫣💸

• متا تسرّح 11 ألف موظف، أي (13%) من حجم الشركة. 😰📦

• تويتر تسرح 3,700 موظف وتشهد خروجًا ملفتًا لقيادات مهمة. 📨🚪

• «أوبن إيه آي» (OpenAI) تقود جولة استثمارية في تطبيق الملاحظات «ميم» (Mem) المعتمد على الذكاء الاصطناعي . 🧠📝