لماذا تصرف مئة ريال في محلات «أبو ريالين»؟
نجاح محلات «أبو ريالين» يثبت لنا أن التسويق وفهم طرق الزبائن في الشراء يمكّنك من بيع أي شيء، ولو كانت «قراشيع» عديمة الفائدة.
ذهبت لمتجر «ميني سو» (MINISO) الصيني الذي يبيع منتجات أقل ما يقال عنها «ما لها أي ستين لزمة»: علب تنظيم، ملصقات، زمزميات بأشكال مختلفة، دببة قطنية، حاملات أكواب وغيرها. كل هذه منتجات عادية جدًا، لا ميزة تنافسية فيها، وإذا لم أشتر أيًا منها فالحياة سوف تستمر دون شك. مع ذلك، كانت محصلة زيارتي للمتجر إنفاقي ما يقارب ستين ريالًا على منتجات لا أتذكرها الآن.
لدى متجر «ميني سو» أكثر من خمسة آلاف فرع متوزعة على قرابة المئة مدينة، وتجاوزت مبيعاته 435 مليون دولار في الربع الأخير من العام الماضي (2021). وحقق المتجر هذه المبيعات العالية رغم أنه لا يبيع أي منتج ضروري أو أساسي يؤثر في حياتنا اليومية.
ويذكّرني «ميني سو» بمحلات البضاعة الرخيصة، أو ما يعرف بـ «أبو ريالين» أو «كل شيء بخمسة»، التي كانت منتشرة في طفولتي. تلك المسميّات وغيرها كانت ترمز للمنتجات الرخيصة أو ذات الأسعار المخفضة عمومًا. كُنّا في السابق نزور هذه المحلات بهدف التوفير وشراء منتجات نستخدمها دوريًا، وإن حالفنا الحظ، فقد نجد بعض المنتجات بأسعار «لقطة»، فنشتري كميات كبيرة منها.
اليوم تبتعد هذه المحلات، ولنسمّها محلات «القراشيع»، بشكل عام عن بيع المنتجات الضرورية والمواد الاستهلاكية، وتركز بشكل مباشر على استهداف الزبائن للشراء بطريقة اندفاعية. فهي توفر لهم منتجات كثيرة بتصاميم جذابة، ولكن بأسعار رخيصة نسبيًا. فتستطيع زيارة هذه المحلات وشراء كم كبير من المنتجات ترضي بها حبك للشراء، وتخرج محملًا بالأكياس مقابل مبلغ بسيط. ولكن يجب ألا تنسى أن كل ما ستشتريه ليس له «أي ستين لزمة».
لو بحثت اليوم عن أفكار لمنتجات تتاجر بها على الإنترنت، لوجدت معظم المقالات والمقاطع تركز بشكل رئيس على أهمية أن يكون المنتج ضروريًا، أو أن يكون منتجًا ذا فكرة إبداعية تحسن من جودة حياة الزبائن. ولكن نجاح محلات «أبو ريالين» يثبت لنا أن التسويق وفهم طرق الزبائن في الشراء يمكّنك من بيع أي شيء، ولو كانت «قراشيع» عديمة الفائدة.
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.