كم دقيقة تضيعها على جوالك؟

نعتقد أن الصباح سيكون طويلًا بما يكفي للقيام بكل ما نريد، فنستسهل الدقائق العشر المصروفة على الجوال والتي في الواقع تمتد إلى ساعات متفرقة.

في نشرة أها! من ثمانية

كان اليوم أحد الأيام التي أستطيع الاعتراف بجودة ما أنتجته في صباحها، وأسبابٌ كثيرة ساهمت في هذا، منها أخذي للقسط الكافي من النوم، ونفسيتي المستقرة بعد الاستيقاظ وكوب القهوة. لكنني سأتطرق إلى سببٍ رأيته بالذات شديد التأثير: ابتعادي عن  الجوال وعدم تصفح  أي من منصات التواصل الاجتماعي. 

فقد دفعت نفسي دفعًا لعمل جلسة الإطالة والتأمل اليومي، ثم مباشرة مسؤولياتي العملية على الكمبيوتر، دون الاقتراب من الجوال.

مشكلتي مع الجوال إنني لا أستوعب إلا متأخرًا أنني في واقع الأمر أصرف ضعفيّ الوقت المفترض بي أن أقضيه في تصفحه. فما إن أمسكه أخبر نفسي، مثل بقية الناس، أنني سأتصفح لخمس دقائق قبل النوم. وفي عقلي أعتقد أنني صرفت بالفعل خمس دقائق، لكن مع مراقبة النفس ومراجعة وقت الشاشة على الآيفون، أكتشف أنني  قضيت ما يزيد قليلًا عن العشرين دقيقة.

تُشير الكاتبة النفسانية لوري قوتليب في كتابها «ربما عليك أن تُكلم أحدًا»، أن إحدى طُرق تشخيص العلاج النفسي للمرضى المدمنين أن تبالغ في وصف الإدمان الذي يشاركك إياه المريض.

بمعنى، إن قالت المريضة مثلًا «شربتُ كأسين من النبيذ ليلة البارحة»، فهي في الواقع شربت أربع كؤوس، وإن أخبرك شخص معروف بشراهته في التدخين أنه يدخّن علبة سجائر واحدة في اليوم، فأغلب الظن أنها علبة ونصف إلى علبتين. وإن قال لك أحد المسرفين المعروفين في عائلتك إنه لم يصرِف سوى قليل من المال في إجازته، ففي الواقع هو صرف ضعف المبلغ الذي أفصح عنه. 

وعلى الأغلب، في كل تلك الأمثلة، لا يعي المدمن أساسًا أنه يقلل من وصف إدمانه؛ فالنفس البشرية تميل إلى الدفاع عن نفسها عند أي محاولة لانتقادها أو الحكم عليها. فإما نبالغ في تقدير مواهبنا وما نحبه فينا، أو نقلل من سلبياتنا أمام الآخرين.

وفي هذا الصباح، أدركت كيف يتبعثر جزءٌ كبير من التركيز اليومي الصباحي مع «مسكات الجوال» التي ليس لها داعٍ. فنحن نعتقد أن الصباح سيكون طويلًا بما يكفي للقيام بكل ما نريد، فنستسهل الدقائق العشر المصروفة على الجوال والتي في الواقع تستهلك منا ساعات متفرقة على مر اليوم.

الإدمانالإنسانالتقنيةالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+370 متابع في آخر 7 أيام