عدد خاص: في ذكرى ميلادها، لم نقرأ جين أوستن اليوم؟📖
زائد: توصيات بأبرز أعمال أوستن

في أثناء إعدادي لهذا العدد المُخصص لجين أوستن، بمناسبة الاحتفال العالمي بمرور 250 عامًا على ميلادها، شاهدت فِلمًا عُرض هذا العام في السينما بعنوان «جين أوستن أفسدت حياتي» (Jane Austen Wrecked My Life). في البداية اعتقدت أن الفِلم هو احتفاءٌ بأدب هذه الكاتبة ومدى تأثيرها في خيال الحب في زمننا المعاصر، لكنه في الحقيقة يصف علاقتنا القلقة بالأدب الرومانسي. فمنذ مَشاهده الأولى، يضعنا أمام سؤال لافت: ماذا يحدث حين تتحول الكتب التي علّمتنا كيف نحلم إلى عبءٍ يُثقل حياتنا الواقعية؟ يُظهر الفِلم أثر جين أوستن بوصفها أيقونة أدبية، وقوةً ناعمة نجحت في اختراق الوعي الجمعي وإعادة تشكيل التوقعات، وأحيانًا الخيبات.
يتبنّى الفلم نبرةً أقرب إلى الكآبة البريطانية منها إلى الكوميديا الخفيفة؛ نلتقي بالبطلة المنغمسة في عالم الروايات، التي تعاني أعراضًا شبيهة بتلك التي عانتها «إيما» في رواية فلوبير «مدام بوفاري»؛ بطلة تعيش في أحلامها، مؤجِّلةً مواجهة الواقع باسم هذه الأحلام. وبذلك، يتحول الفِلم إلى تأملٍ في تأثير الأدب بالحياة اليومية، وفي الهوّة المؤلمة بين المثال الذي يعدنا به الأدب وما نستطيع بلوغه في الواقع. وفي هذا الإطار، يبدو الاحتفاء بجين أوستن احتفالًا بالماضي، وفرصة لطرح سؤال معاصر: هل لا تزال أوستن تعلّمنا كيف نحب؟ أم إنها، كما يشير عنوان الفِلم، علّمتنا الانتظار أكثر من اللازم، ومن ثَم أفسدت حياتنا؟
لعلّ هذا العدد يتيح بلوغ عدة إجابات ممكنة.
إيمان العزوزي
هل ترغب بإكمال القراءة؟

سواء كنت صديقًا للكتب أو كنت ممن لا يشتريها إلا من معارض الكتاب، هذه النشرة ستجدد شغفك بالقراءة وترافقك في رحلتها. تصلك كلّ أربعاء بمراجعات كتب، توصيات، اقتباسات... إلخ.