دوري روشن يعود والإثارة تنتظر عشاقه

بعد توقف 31 يومًا بسبب كأس العرب، تسبقه جولة كأس الملك في ربع النهائي، يعود دوري روشن للدوران من جديد في الفترة الأكثر إثارة للمتابعين والأكثر تأثيرًا على جدول الترتيب؛ 15 جولةً من الجولة الـ11 حتى الجولة 26 ستلعب خلال 79 يومًا متتاليًا. وهذا يعني أن نصف الدوري سيلعب في هذه المرحلة تقريبًا، والفريق الأجهز والأكثر استعدادًا في هذه المرحلة هو الرابح الأكبر في نهاية المطاف.

45 نقطةً أمام كل فريق على أرضية الملعب، وسيلعب الكل -تحت ضغط كبير- مباراةً في أول الأسبوع وآخر الأسبوع، بأوقات راحة قصيرة جدًا. وهذا سيعطي المتابعين إثارةً كبيرةً، مع مباريات كبرى تنتظرنا خلال الفترة الحالية في دوري روشن.

أخطر ما قد يواجه الأندية خلال هذه المرحلة هي الإصابات؛ الإصابات القصيرة التي تأخذ أيامًا أو أسابيع ستعني الغياب عن 3-4 مباريات. فكل إصابة اليوم سيكون تأثيرها كبيرًا على أي نادٍ من أندية دوري روشن بسبب الضغط والفارق البسيط بين كل جولة وأخرى.

كما أن وجود سوق الانتقالات الشتوية خلال هذه المرحلة قد لا يساعد الأندية التي تدور حولها الكثير من الأخبار والإشاعات، مما قد يتسبب في تشتيت تركيز اللاعبين خلال مباريات شهر يناير المقبل. كذلك سيرتفع التوتر من المدربين ومجالس الإدارات، وسيدخل أي نادٍ في أزمة نتائج. وربما تتخذ الإدارة قرارًا بتغيير مدرب أو تغيير اللاعبين الأجانب والدخول في السوق الشتوية، خاصةً مع ضغط الجماهير الكبير الذي يزداد خلال المرحلة.

الأكيد أن الإثارة والتشويق هي عنوان الدوري، وعلى الجميع الاستعداد لليالٍ شتوية غاية في الإمتاع مع الدوري الأفضل في الشرق الأوسط وقارة آسيا.

كيف يُنظَر للتوقف داخل الأندية ؟

لا يوجد أحد يشتكي من ذلك، وأكدت الأندية الـ18 المنافسة في دوري روشن جميعها -بعد أن تواصلتُ بدوري مع مصادر متعددة داخل الأندية- أن الفترة إيجابية. فقد حصلت الأندية خلال الفترة الماضية على وقت جيد جدًا لإعداد معسكر وتأهيل جديد للموسم، وهذا مفيد وسينعكس إيجابًا على مستوى الدوري بشكل عام بسبب حصول المدربين على وقت أكبر مع اللاعبين، وسنشرح ذلك.

تأخرت الكثير من الصفقات خلال الصيف الماضي، وخاصةً الصفقات الرئيسة والمهمة في أغلب أندية الدوري، مما منع المدربين خلال المعسكرات الصيفية من الإعداد الجيد وتقديم حصص تدريبية بتركيز عالٍ. وذلك على عكس فترة التوقف الحالية التي منحت المدربين فرصةً أكبر لإقامة حصص تدريبية مع اللاعبين بشكل مكثف خلال المعسكرات.

لم يذهب غالبية اللاعبين الأجانب -وهم الأكثر تأثيرًا بالدوري- إلى كأس العرب، الأمر الذي منح المدربين وقتًا أكبر مع اللاعبين، وهو ما سينعكس إيجابًا داخل أرضية الملعب خلال الفترة المقبلة.

لا شكوى من التوقف داخل الأندية، ولكن إن تراجعت النتائج بعد التوقف سيبدأ المدربون بلا شك بالحديث عن هذا التوقف بشكل سلبي، أما المستفيد سيتحدث بشكل إيجابي.. هذا هو عالم كرة القدم.

من المستفيد من فترة التوقف ؟

لا نستطيع تحديد مستفيد واحد ولكن هناك أكثر من مستفيد من هذه الفترة. نادي الهلال على سبيل المثال هو أحد المستفيدين بلا شك. فقد حصل على راحة كان بحاجة لها -خاصةً اللاعبين الأجانب- بعد موسم ماضٍ ممتد بسبب كأس العالم للأندية، وحصول سيموني إنزاقي على حصص تدريبية أكبر مع اللاعبين المؤثرين بالفريق من الأجانب.

الأمر السلبي ربما هو غياب اللاعبين السعوديين لذهابهم مع المنتخب السعودي، ولكن حصول سافتش، وروبن نيفيز، وكوليبالي، وبونو، وماركوس ليوناردو على راحة أمر مهم لاستمرار نسق الفريق بالقادم، وعيادة النادي الآن أصبحت فارغةً من اللاعبين المصابين.

أحد الأندية المستفيدة أيضًا هو نادي نيوم الذي حصل مدربه قالتييه على وقت أكبر مع لاعبيه وفريقه المكون حديثًا، على الرغم من خسارة الفريق عباس آل حسن بالرباط وإصابة عبدالملك العييري المؤثرة. لكن استعادة سلمان الفرج وحصول اللاعبين على فرصة أكبر للتدريب معًا عامل إيجابي للفريق.

وربما يكون نادي الرياض أيضًا من المستفيدين بعد تغيير طاقمه التدريبي وحصول المدرب الجديد كارينيو على فرصة أكبر لتدريب اللاعبين. ونادي القادسية أيضًا الذي استغل فترة التوقف لمراجعة موسم الفريق واتخاذ قرار بتغيير الطاقم التدريبي.

بشكل عام، الكل مستفيد. وربما أكثر المتضررين هو نادي النصر الذي عاد إلى الدوري مع غياب قلبي الدفاع سيماكان ومارتينيز بسبب الإصابة، ونادي التعاون الذي سار في فورمة رائعة وربما تؤثر فترة التوقف سلبًا على الفريق.

القياس صعب، ولكن سيتضح لنا قريبًا من المستفيد الأكبر ومن الخاسر الأكبر من هذا التوقف الذي تكرر الموسم الماضي وسيتكرر الموسم المقبل، ليصبح عادةً من عادات الموسم الرياضي السعودي.