بعد سنتين تقريبًا من تدريب الفريق والصعود من دوري يلو إلى دوري روشن، والحصول على مركز متقدم في الدوري والنجاح بالوصول إلى نهائي كأس الملك، قرر نادي القادسية إقالة المدرب الإسباني ميشيل قونزاليس وتعيين المدرب الأيرلندي بريندان رودجرز بدلًا منه لقيادة الفريق.

وتأتي الإقالة بعد مراجعة شاملة للفريق بالجزء الأول من الموسم، حيث خسر الفريق لقبي السوبر والكأس وانطلق بشكل بطيء في بطولة الدوري مع شكل فني غير مقنع بالنسبة لمسيِّري النادي. ليتخذ مجلس الإدارة قرار التغيير مستغلًا توقف الدوري خلال الفترة الحالية لكأس العرب.

لم يأخذ تعيين البديل وقتًا طويلًا. فقد قرر القادسية منذ مدة إقالة المدرب الإسباني والبحث عن البديل المناسب خلال الأسابيع الماضية، حتى توصل إلى اتفاق نهائي مع الأيرلندي رودجرز بعقد لمدة سنتين ونصف، ليصبح بذلك أحدث المدربين المضافين لدوري روشن، ويستمر الدوري برفع مستوى المدربين القادمين إلى الأندية.

لماذا أُقِيل ميشيل قونزاليس من تدريب الفريق ؟

يعود السبب الرئيس لإقالة المدرب الإسباني إلى أدائه وليست نتائجه. ووفقًا للمعلومات التي لدي فإن التقرير الذي أُعِد حول الجزء الأول من الموسم غير جيد حسب معايير الأداء التي يستهدفها النادي، خاصةً بعد صيف كبير أضاف النادي خلاله عناصر جديدة توقَّع منها صناعة فارق أكبر في شكل الفريق.

كما يريد نادي القادسية تقديم كرة قدم هجومية وسريعة قائمة على الهيمنة والاستحواذ وخلق الفرص، ولم يتحقق هذا الأمر تحت قيادة المدرب الإسباني ميشيل. ولا شك أن خسارة كأس الملك والابتعاد بفارق عشر نقاط عن المتصدر في الدوري سببان آخران للإقالة التي حصلت.

ولم يظهر الكثير من نجوم الفريق بالشكل المطلوب سواءً في الصفقات المحلية الجديدة أو حتى الأجنبية، ولم يتحوَّل هيكل الفريق وطريقة اللعب بالطريقة الصحيحة من المدرب الإسباني. لذلك اتُخِذ القرار في هذا التوقيت لرحيل المدرب، والبداية مع مدرب آخر يخدم الأهداف والتطلعات التي يريدها النادي.

يُعتقَد أن المدرب الإسباني قونزاليس بعد أن أكمل 779 يومًا في تدريب القادسية قد وصل إلى السقف الأعلى لما يستطيع تقديمه للفريق، ولن يستطيع المدرب الإسباني الذهاب بالنادي إلى المرحلة القادمة المطلوبة منه.

نادي القادسية يختار بريندان رودجرز لتدريب الفريق

بعد أن قرر النادي إقالة المدرب قونزاليس، بدأ النادي بالتحرك سريعًا للبحث عن الخيارات المتاحة ودراستها، وذلك بتكليف الثنائي جيمس بيسجروف الرئيس التنفيذي وكارلوس أنتون المدير الرياضي. وهي أول عملية تعيين يقودها الثنائي في القادسية منذ تعيينهما.

ووفقًا للمعلومات التي لدي، أنه خلال عملية اختيار المدرب شارك أعضاء مجلس الإدارة مع الرئيس التنفيذي والمدير الرياضي في فرز قائمة المرشحين واختيار المدرب المناسب. واتفق الجميع أن بريندان رودجرز هو الأنسب لتقديم كرة قدم هجومية يبحث عنها النادي ويريدها على أرضية الملعب.

وأيضا وفقًا للمعلومات لدي فإن خبرة المدرب ونظام اللعب الذي يفضله وتاريخه الناجح في إنقلترا وإسكتلندا كان مغريًا للنادي، حيث تنطبق على رودجرز المعايير التي وضعها القادسية كلها للبديل الذي يبحث عنه لقيادة النادي.

وساعد تقبُّل المدرب وانفتاحه السريع على مشروع القادسية عملية تسريع الاتفاق بين الطرفين، ليصبح بريندان رودجرز أحدث المدربين المميزين المضافين إلى الدوري السعودي.

يُنظَر داخل نادي القادسية إلى تعيين بريندان رودجرز كبداية مرحلة جديدة ستدور حول كرة القدم الهجومية والسرعة في الأداء. وهذا ما يبحث عنه النادي كهوية للفريق عند الانتقال للملعب الجديد قريبًا.

من هو بريندان رودجرز ؟

بدأ رودجرز مسيرته التدريبية مع فرق الشباب في نادي تشيلسي الإنقليزي بين عامي 2004 و2006 بعد أن جلبه المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو، قبل أن يتولى تدريب الفريق الرديف حتى عام 2008.

وبعدها قاد الأيرلندي نادي ريدينق ثم سوانزي ستي. وقد نجح رودجرز في قيادة الأخير من خلال تقديم كرة قدم هجومية جذبت اهتمام العديد من الأندية به ليفوز نادي ليفربول بخدماته، ويتولى تدريبه خلال الفترة من 2012 إلى 2015، قدم خلالها كرة قدم هجومية وخسر لقب الدوري بفارق نقطتين فقط مع مانشستر ستي.

ثم خاض المدرب تجربةً أولى ناجحةً مع سيلتيك الإسكتلندي لثلاثة أعوام، قدم خلالها كرة قدم هجومية رائعة، ليغادر ثم يعود مرة أخرى ويقضي سنتين مع سيلتيك. وخلال خمسة مواسم قضاها في سيلتيك فاز رودجرز بثلاثة ألقاب في الدوري الإسكتلندي، وثلاثة كؤوس إسكتلندية، وكأس الدوري،.أما اللقبان اللذان خسرهما فكانا بفارق نقطة واحدة وهدف واحد.

وبعد أن غادر سيلتيك في المرة الأولى عاد بعدها إلى الدوري الإنقليزي عبر ليستر ستي بين عامي 2019 و2023 ليحقق النجاح أيضًا في هذه الفترة، ويقدم مرةً أخرى كرة قدم هجومية فاز خلالها بكأس الاتحاد الإنقليزي، وكأس الدرع الخيرية، بالإضافة إلى مراكز متقدمة في الدوري الإنقليزي.

الأكيد أن مسيرة المدرب الأيرلندي في إنقلترا أو في إسكتلندا دارت دائمًا حول الكرة الهجومية والنجاحات.

بريندان رودجرز اسم جديد من النخبة في دوري روشن

لا يمكن أن نصف بريندان رودجرز بالمدرب غير النخبوي أو بالمدرب غير المناسب للدوري. يستطيع المدرب الأيرلندي في أي لحظة تدريب أي نادٍ في الدوري الإنقليزي. وهو بالتأكيد المرشح الأول لأي نادٍ يقرر إقالة مدربه.

رودجرز مدرب صاحب هوية واضحة، وطوال تاريخه التدريبي نجح بصناعة نجوم من لا شيء وهذا ما يحتاج إليه القادسية. والأهم من ذلك كله، أن الحصص التدريبية للمدرب عالية المستوى، وهو ما تبحث عنه أنديتنا الآن.

سيرفع رودجرز بدون أدنى شك مستوى الفريق خاصةً بالجانب الهجومي. وسيأتي الحكم الكامل عليه بشكل أكثر عدلًا بعد السوق الصيفية المقبلة عندما يصبح أكثر معرفةً بالفريق والدوري، ويتحرك لجلب أدواته بالسوق الصيفية وليس السوق الشتوية الصعبة.

إن العمل في الدوري ليس سهلًا ولن أتوقع نجاحًا كبيرًا منذ البداية للمدرب. ولكن جلب رودجرز بعد إنزاقي وكونسيساو والعديد من المدربين المميزين الموجودين بالدوري، سيرفع مستوى الدوري بشكل تلقائي، وهو ما نبحث عنه. ونتمنى أن ينعكس ذلك على مستوى لاعبينا السعوديين أيضًا.

يملك رودجرز في فريقه عناصر تمثل مستقبل المنتخب السعودي، وأهم هذه العناصر مصعب الجوير وجهاد ذكري ومحمد أبو الشامات، ونتطلع كثيرًا للتأثير الذي سيتركه المدرب فيهم، على وجه الخصوص في مصعب الجوير الأمل الكبير لخط وسط المنتخب السعودي.

يُعَد الصدام المباشر مع الإدارات الرياضية في السوق أكبر مشاكل بريندان رودجرز في مسيرته التدريبية. فقد استقال من تدريب سيلتيك قبل شهرين لهذا السبب، وأُقِيل من ليفربول للسبب نفسه، ولم يجدد عقده مع ليستر سيتي للسبب ذاته أيضًا. والآن في نادي القادسية من المهم جدًا أن تتضح الخطوط في هذا الأمر، وأعتقد أن هناك اتفاقًا حول الرؤية والاستراتيجية بين الأطراف.

ستكون الرحلة مثيرةً بلا شك، وأترقب بكل شغف رحلة بريندان رودجرز في الساحل الشرقي.