كيف تبدو مجموعة منتخبنا في كأس العالم؟
تحليل أساليب لعب منتخبات مجموعة السعودية في كأس العالم ونقاط الضعف التي بإمكاننا استغلالها



كيف تبدو مجموعة منتخبنا في كأس العالم؟
محمد البريكي
يجد منتخبنا السعودي نفسه أمام تحدٍ كبير في كأس العالم القادمة 2026 عندما يصطدم بثلاثة منتخبات بمستويات مختلفة تمامًا.
تضم مجموعة السعودية «المجموعة الثامنة» إسبانيا بطلة أوربا الحالية وصاحبة الترتيب الأول عالميًا، والأوروقواي صاحبة الخبرة الكبيرة والتي تحتل المرتبة 16 عالميًا تحت قيادة الخبير مارسيلو بيلسا، وضيف جديد على مسرح كأس العالم وهو منتخب الرأس الأخضر الذي يحتل المرتبة 68 في ترتيب الفيفا لشهر نوفمبر 2025.
في هذا العدد، سنسلط الضوء على الخصائص التكتيكية لكل منتخب في هذه المجموعة، ونستعرض السجلات التاريخية لمواجهاتهم مع المنتخب السعودي، وفرص منتخبنا في الصعود للدور الآتي.
الأوروقواي، الإرث الكبير والكفاءة التكتيكية مع بيلسا
يعتمد منتخب الأوروقواي مع المدرب الأرجنتيني الكبير مارسيلو بيلسا على أفكار الضغط العالي الموجّه رجل لرجل والتحولات السريعة.
يبحث بيلسا في البناء عن التقدم بالكرة، من خلال خلق تفوق عددي متواصل بين الخطوط عبر التمريرات القصيرة. إذ يوسّع الظهيران الملعب، ويبرز محور الارتكاز أمام قلبي الدفاع، وخلال ذلك يحاول لاعبا الوسط الحضور بين الخطوط كخيارات متاحة للتمرير مع بقاء الجناحين أقصى عرض الملعب.
.png)
يحاول منتخب الأوروقواي -غالبًا- تدوير الكرة، ومن ثم محاولة الصعود عبر الأطراف بصورةٍ أكبر.
.png)
في هذه اللقطة من مباراة الأوروقواي أمام تشيلي في كوبا أمريكا، يمكنك مشاهدة بقاء الظهيرين على أطراف الملعب ووجود محور الارتكاز أمام قلبي الدفاع؛ ليمرر المدافع للظهير الأيسر من أجل التقدم بالكرة.
.png)
ومع تقدمهم بالكرة، تبحث الأوروقواي عن خلق حضور جيد بين الخطوط عبر دخول الجناح بجانب لاعب الوسط المهاجم مع تقدم الظهير لتوسيع الملعب. وخلال ذلك يتحرك لاعب الوسط للتغطية على المساحة التي تنشأ مع تقدم الظهير للأمام.
وفي الثلث الأخير من الملعب، تبحث الأوروقواي عادةً عن تحرك أكثر من لاعب خلف دفاع الخصم، خصوصًا في الأطراف وأنصاف المساحات، وانتظار التمريرة المباشرة ومن ثم لعب الكرة العكسية (Cut Backs) نحو منطقة الجزاء.
.png)
تبرز القيمة الكبيرة بدون الكرة للضغط الموجه رجل لرجل، الذي يُعَد السمة الأبرز لمارسيلو بيلسا. حيث يبحث عادةً عن توجيه الضغط نحو منطقة محددة، من خلال بقاء المهاجم بين قلبي الدفاع لإغلاق مسار التمرير نحو جهة وتوجيه الخصم للجهة الأخرى. وفي أثناء ذلك يراقب لاعبو الوسط والجناحان بقية اللاعبين رقابةً فرديةً لصيقةً.
.png)
ومع استعادة الكرة، تبحث الأوروقواي سريعًا عن التحول الهجومي، وهو جانب يُظهِر فريق بيلسا أولوية واضحة فيه للهجوم. إذ يحاول اللاعب الذي يستعيد الكرة التقدم فورًا، إما بالمراوغة المباشرة أو التمرير، وخلال ذلك يستهدف بقية زملائه التحرك السريع في المساحات وفتح مسارات تمرير مباشرة لمهاجمة المرمى.
.png)
وفي هذه اللقطة، ضغط لاعبو الأوروقواي بشكل فردي على لاعبي بوليفيا واستطاعوا استعادة الكرة، مع تقليل خيارات التمرير لحامل الكرة.
.png)
ومع استعادة اللاعب الكرة، مرّرها لزميله في الوسط مباشرةً، الذي مرّر الكرة بدوره سريعًا للمهاجم داروين نونيز الموجود على الطرف. وعند ذلك صعد اللاعبون سريعًا للأمام من أجل مهاجمة منطقة الجزاء.
ما نقاط الضعف التي يعاني منها منتخب الأوروقواي ؟
تظهر ثلاث نقاط ضعف رئيسة لمنتخب الأوروقواي مع مارسيلو بيلسا:
1- صعود الظهير في الحالة الهجومية
يترك صعود الظهير في الحالة الهجومية مساحةً كبيرةً خلفه بإمكان الخصم استغلالها في التحولات السريعة.
.png)
هنا في مواجهة أوزباكستان الودية، يمكنك مشاهدة كيف تأخر الظهير الأيمن في العودة وترك مساحةً كبيرةً للاعب أوزباكستان للتقدم.
انتهت هذه اللقطة بفرصة خطيرة للمنتخب الأوزبكي «شاهد اللقطة كاملة».
2- الكرات الثابتة الدفاعية
واحدة من النقاط السلبية البارزة في منتخب الأوروقواي، ضعف قدرتهم على الدفاع في الكرات الثابتة .واتضحت هذه النقطة كثيرًا في المباراة الودية الأخيرة أمام المنتخب الأمريكي الذي انتصر (5-1)، ثلاثة من هذه الأهداف من كرات ثابتة «شاهد الأهداف».
3- الإرهاق البدني
بطبيعة الحال، فإن الضغط العالي الموجّه يستهلك الكثير من الطاقة، الأمر الذي يتسبب في الإرهاق وفقدان التركيز لدى العديد من اللاعبين.
تتضح هذه المشكلة في منتخب الأوروقواي عندما ننظر إلى توقيت الأهداف التي سُجِّلت في مرماه خلال مسيرته مع بيلسا، حيث نرى أن 56% من الأهداف ضده سُجِّلت في الشوط الثاني، 36% منها أتت بعد الدقيقة 70، الأمر الذي يوضّح تأثير المجهود البدني على تركيز اللاعبين.
.png)
كيف يمكن لمنتخبنا أن يستغل نقاط الضعف ؟
قياسًا على فارق الإمكانيات وكونها المباراة الأولى، سيسعى منتخب الأوروقواي للضغط منذ بداية المباراة لحسم النتيجة، خصوصًا وأن مباراته الثانية ستكون أمام الرأس الأخضر ما يعني أنه قد يتأهل مبكرًا قبل مواجهة إسبانيا. ولكن لو استطاع منتخبنا التركيز على إنهاك لاعبي الأوروقواي، من ثم انتظار الفرصة للاستفادة من الانهيار البدني الذي يحدث لهم في الشوط الثاني أو التركيز على تفعيل الكرات الثابتة التي سنحصل عليها، قد نمتلك الفرصة الجيدة للخروج بنتيجة إيجابية.
ومن المهم أن نمتلك عددًا مناسبًا من اللاعبين الجيدين بالتمرير في خط الدفاع ووسط الملعب، مع وجود مهاجم جيد في الكرات الهوائية ووجود أطراف سريعة. فضغط الأوروقواي العالي والموجّه رجل لرجل لن يمنحك الكثير من الوقت مع الكرة، وسيجبرك على الكرات الطويلة التي يجب أن تحاول الاستفادة منها. كما يجب استغلال المساحات خلف ظهيري الأوروقواي بطريقة مناسبة بوجود أجنحة تمتلك سرعاتٍ عالية.
إسبانيا، بطلة أوربا والمرشحة الأبرز
يعتمد المنتخب الإسباني تحت قيادة لويس دي لا فوينتي على نظام يجمع بين الاستحواذ على الكرة والضغط العالي المنظم.
إسبانيا إحدى أفضل المنتخبات على مستوى العالم في مراحل البناء والتدرج بالكرة. إذ تمتلك معدلات استحواذ عالية جدًا تصل إلى 64.8%، بمتوسط دقة تمرير تصل إلى 91.2%.
تعتمد إسبانيا في البناء على عدّة أنماط تستهدف جذب الخصم للضغط، ثم إيجاد المساحة للتمرير العمودي بين الخطوط أو التوجه للأطراف ومن ثم العمق. فدائمًا ما يستهدف دي لا فوينتي عمق الملعب خلال المرحلة الأولى من البناء، عبر مشاركة حارس المرمى مع قلوب الدفاع وتوسيع الظهيرين للملعب. وخلال ذلك يتحرك محور الارتكاز بشكل عرضي لاستقبال الكرة، أو تحرير أحد لاعبي الوسط بين الخطوط.
.png)
يفضِّل منتخب إسبانيا دائمًا أن يدور بالكرة في مناطقه لتفكيك تكتلات الخصم، ثم يحاول استغلال قدرات لاعبيه الممتازة في التمرير والتحرك بدون الكرة لخلق مساحات مناسبة للتقدم.
.png)
في هذه اللقطة من مباراة إسبانيا أمام تركيا في التصفيات الأوربية، يمكنك مشاهدة رباعي دفاع إسبانيا بعد أن داروا بالكرة فيما بينهم، ثم استلم محور الارتكاز زوبيميندي الكرة ومررها مباشرةً نحو لاعب الوسط ميرينو بين الخطوط.
ومع تقدم الكرة، تبحث إسبانيا عن الإبقاء على عرض الملعب عبر الجناحين والظهيرين معًا، وتستهدف من ذلك ثلاثة أمور:
1- زيادة فرص تغيير اتجاه اللعب وخلق أفضلية عددية على الجهة المقابلة.
.png)
2- يجبر توسيع الملعب بهذا الشكل تنظيم دفاع الخصم على التفكك، ويعني هذا زيادة فرص خلق مساحة بين الخطوط وفي عمق الملعب.
.png)
3- قدرة أكبر على خلق تفوق عددي في الأطراف يسهم في تقدم الفريق بالكرة.
.png)
يمكن مشاهدة تفوق لاعبي إسبانيا العددي على الأطراف 4 ضد 3 في هذه اللقطة.
.png)
سمح هذا التفوق لإسبانيا الحصول على فرصة مناسبة لاختراق دفاع تركيا عبر تمريرة قطرية ممتازة من يامال.
وفي الثلث الأخير من الملعب، تعتمد إسبانيا على قدرات فردية عالية من الجناحين خصوصًا لامين يامال، حيث يبحث دي لا فوينتي دائمًا عن تفريغ الجناحين لمواجهة 1 ضد 1 أمام ظهير الخصم. وفي تلك الأثناء يحاول خلق زيادة عددية داخل منطقة الجزاء، عبر دخول الجناح في الطرف الآخر ولاعب الوسط مع المهاجم.
.png)
في هذه اللقطة، فُرِّغ يامال لمواجهة فردية 1 ضد 1 أمام ظهير تركيا، وراوغه وانطلق مباشرةً في المساحة خلفه.
.png)
ومع تقدمه بالكرة، يمكنك مشاهدة لاعبي الوسط يتحركون نحو منطقة الجزاء مع الجناح في الجهة المقابلة إضافةً لوجود المهاجم.
يعتمد المنتخب الإسباني دفاعيًا على الضغط العالي والتنوّع بين الضغط الموجه رجل لرجل أو الضغط الهجين. والاستهداف الرئيس للفريق هو إغلاق العمق وتوجيه الخصم للأطراف، ومن ثم استغلال خط الملعب كعنصر ضغط إضافي.
.png)
إليك هذه اللقطة التي وجَّه لاعبو إسبانيا الكرة فيها نحو الأطراف، من خلال إغلاق المهاجم ولاعب الوسط الذي تقدم لمساندته للعمق، ومن ثم تحرك الفريق ككتلة واحدة للضغط واستعادة الكرة.
ما نقاط الضعف التي يعاني منها منتخب إسبانيا ؟
منتخبٌ مثل المنتخب الإسباني لا يبدو أنه يعاني العديد من نقاط الضعف، خصوصًا مع تمتعه بتنوّعٍ كبير في الجودة الفردية التي تناسب الكثير من الخيارات التكتيكية. ولكن هنالك ثلاث نقاط ضعف تظهر أبرز من غيرها:
1- صعوبة اختراق الدفاعات المتكتلة والمنظمة
في العديد من المباريات التي تواجه فيها إسبانيا دفاعات متكتلة في مناطقها، يبدو المنتخب غير قادر على خلق عدد من الفرص.
.png)
على سبيل المثال، أمام صربيا في مباراة دوري الأمم التي انتهت بالتعادل السلبي(0-0)، لم تستطع إسبانيا خلق الكثير من الفرص المحققة للتسجيل. ومعظم التسديدات جاءت من خارج المنطقة، وتسديدتان فقط كانتا على المرمى من داخل منطقة الجزاء.
2- الضعف النسبي بالتفوق في الثنائيات الهوائية
مع امتلاك إسبانيا للاعبين بجودة تقنية عالية، إلا أن المنتخب الإسباني لا يمتلك لاعبين بأطوال عالية تجعله قادرًا على التفوق في نسب الحصول على الثنائيات الهوائية.
3- الضغط على حارس المرمى
مع تفضيل إسبانيا جذب الخصم للضغط من خلال تدوير الكرة في الخلف، إلا أنه في كثير من الأحيان يبدو حارس المرمى أوناي سيمون غير مرتاح في لعب الكرات الطويلة بشكل صحيح وبانتظام مناسب.
.png)
يظهر ذلك عند النظر لإحصائيات حارس أتلتيك بلباو، الذي يعتمد عليه دي لا فوينتي بشكلٍ أساسي في معظم المباريات. حيث لا يتمتع بدقة كبيرة من ناحية التمرير بشكلٍ عام، فتصل دقّته في التمرير إلى 81% وتنخفض هذه النسبة إلى 58% في التمريرات الطويلة. وهي نسبة أقل من المتوسط العام في الدوريات الأوربية الكبرى.
كيف يُمكن أن يستغل منتخبنا نقاط الضعف ؟
تبدو حظوظ منتخبنا -منطقيًا- قليلةً جدًا. ولكن لو جاءت نتيجة مباراة الأوروقواي الأولى إيجابية، سيكون بوسعنا اختيار التراجع الكامل والاعتماد على التنظيم الدفاعي الذي تعاني أمامه إسبانيا عادةً.
ينبغي أن يمنع هذا التنظيم الدفاعي جناحي إسبانيا وظهيريها من الحصول على أفضلية عددية على الأطراف، و قد يلجأ رينارد لتغيير الرسم إلى (541).
ربما تحسم قدرة لاعبي المنتخب في الإبقاء على تركيزهم الدفاعي لأطول وقت ممكن في نتيجة المباراة، وإن اتجهت الترشيحات لإسبانيا بالتأكيد.
الرأس الأخضر، الضيف الجديد والمجهول
تأهل منتخب الرأس الأخضر متصدرًا مجموعته التي ضمّت الكاميرون وليبيا وأنقولا وموريشيوس وإسواتيني بـ 23 نقطة (7 انتصارات وخسارة وحيدة وتعادلين) مسجلًا 16 هدفًا ومستقبلًا 8 أهداف في 10 مباريات.
يعتمد مدرب الرأس الأخضر بيدرو بريتو «بوبيستا» -المتوج بجائزة أفضل مدرب في إفريقيا هذا العام- على هوية تكتيكية تمزج بين الانضباط والجودة الفردية، مستندًا على رسم (4231).
يعتمد المنتخب في البناء على محاولة التدرج بالكرة، عبر التمريرات القصيرة وذلك عن طريق بقاء أحد محوري الارتكاز أمام قلبي الدفاع. ويتقدم محور الارتكاز الآخر للأمام خلف خط الضغط مع ميله قليلًا للطرف، ويميل لاعب الوسط الهجومي أمامه قليلًا أيضًا للطرف المقابل؛ ليخلق الثلاثي مسارات تمرير مناسبة تمكّن الفريق من التقدم عبر عمق الملعب. خلال ذلك، يتقدم الظهير الموجود في جهة الكرة ويوسِّع الملعب ويدخل الجناح أمامه أكثر للعمق.
.png)
.png)
في هذه اللقطة من مباراة الرأس الأخضر أمام إسواتيني، يمكنك ملاحظة شكل وسط الملعب مع استعداد الجناح في الطرف الآخر للدخول إلى العمق مع تقدم الظهير بالكرة.
أمّا أمام خصمٍ يضغط بشكلٍ عالٍ، فلا يمانع منتخب الرأس الأخضر من لعب الكرات الطويلة ومحاولة كسب الكرة الثانية في مناطق الخصم.
ومع تقدمهم بالكرة، يبحث منتخب الرأس الأخضر عن التوجه للأطراف عبر ميل أكبر عدد ممكن من اللاعبين في اتجاه الكرة، الأمر الذي يُمكّنهم من خلق مثلثات تمرير فيما بينهم أو تفريغ الجهة المقابلة لتغيير اتجاه اللعب.
.png)
يبدو تركيز منتخب الرأس الأخضر على الأطراف واضحًا حتى في الثلث الأخير من الملعب، حيث دائمًا ما يحاول خلق أفضلية عددية هناك تمكّنهم من ضرب دفاع الخصم عبر التمريرات البينية، أو حتى تمنح حامل الكرة فرصة لعب الكرة العرضية بدون ضغط.
.png)
يُظهر هدف المنتخب الأول أمام ليبيا ذلك، إذ استطاع مونتيرو لعب كرة عرضية مستغلًا تردد مدافع ليبيا في الضغط، مع تحرك لاعب من الرأس الأخضر خلفه «شاهد الهدف».
حدث الأمر ذاته تقريبًا في الهدف الثالث الذي سجله المنتخب أمام ليبيا «شاهد الهدف»، حيث بحث الرأس الأخضر عن الزيادة العددية على الأطراف ومن ثم لعب الكرة العرضية.
نقطة قوة أخرى يمتلكها منتخب الرأس الأخضر، وهي التحولات الهجومية واستغلال سرعة لاعبيه. فهو يبحث دائمًا عن التحول السريع عبر التمريرات المباشرة كما حدث في الهدف ضد أنقولا في التصفيات «شاهد الهدف».
يركز منتخب الرأس الأخضر دفاعيًا على الضغط المتوسط أكثر ومحاولة إغلاق العمق، عبر التقارب بين خطوطه برسم (4411).
.png)
كما يمكن ملاحظة تنظيم لاعبي الرأس الأخضر وعدم البحث عن التقدم للضغط، والتركيز أكثر على إغلاق مسارات التمرير نحو عمق الملعب في هذه اللقطة من مباراة الكاميرون. ولاحظ بقاء المهاجم في مناطق أعلى تحضيرًا للتحولات الممكنة.
ما نقاط الضعف التي يعانيها منتخب الرأس الأخضر ؟
رغم تصدر مجموعته في التصفيات بفارق أربع نقاط عن المنتخب الكاميروني المتمرس، إلا أن هنالك ثلاث نقاط ضعف رئيسة لدى منتخب الرأس الأخضر:
1- سوء التمركز الدفاعي في الكرات الثابتة
يمكن مشاهدة هذه النقطة في مباراة الكاميرون في التصفيات الإفريقية، عندما تمكن المنتخب الكاميروني من تسجيل هدفين عبر الكرات الركنية.
.png)
في الهدف الأول، لعب منتخب الكاميرون كرةً ركنيةً مباشرةً استطاع فيها لاعبه التحرر من الرقابة والتسجيل.
.png)
وفي الهدف الثاني، لعب منتخب الكاميرون كرةً ركنيةً قصيرةً راوغ فيها لاعبه نقاماليو مدافع الرأس الأخضر، ولعبها كرةً عرضيةً سريعةً نحو فينسنت أبو بكر الذي سجل الهدف الثاني.
2- بطء الدخول لأجواء المباريات
يظهر ذلك عندما ننظر إلى نسبة الأهداف المسجلة في مرمى الرأس الأخضر، حيث استقبل 53.3% من أهدافه في الشوط الأول، أتت 33% منها في النصف ساعة الأولى من المباراة.
.png)
يوضّح هذا الأمر بطء دخول لاعبي الرأس الأخضر لأجواء المباريات، وارتكابهم الكثير من الأخطاء في جزء كبير من الشوط الأول، قبل أن يتداركوا الأمر لاحقًا. حيث يمكن مشاهدة قلّة الأهداف التي تدخل مرماهم بعد الدقيقة 75.
3- ضعف الضغط العكسي وبطء التحول الدفاعي
واحدة من النقاط التي يعانيها منتخب الرأس الأخضر، هي ضعف الضغط العكسي حال فقدان الكرة وبطء لاعبيه في عملية التحول الدفاعي. الأمر الذي يخلق مساحات كبيرة للخصم يمكنه استغلالها.
.png)
في الهدف الثالث للكاميرون، استعاد لاعب الكاميرون الكرة؛ ويمكنك مشاهدة 6 لاعبين من منتخب الرأس الأخضر بدون هيكل واضح للضغط العكسي واستعادة الكرة.
.png)
ليتمكن مهاجم الكاميرون من استلام الكرة بعيدًا عن الرقابة ويمررها لزميله الذي انطلق في المساحة خلف دفاع الرأس الأخضر.
كيف يمكن لمنتخبنا الاستفادة من نقاط الضعف ؟
يتمتع منتخب الرأس الأخضر بإمكانيات عالية من الناحية البدنية وكذلك في الانضباط التكتيكي مع مدربٍ يسير في عامه السادس برفقة المنتخب.
وقد تبدو حظوظ المنتخب هنا أعلى قليلًا من المباريات السابقة، ولكن من المهم استغلال نقاط الضعف التي تبرز في منتخب الرأس الأخضر.
وقد يحصل منتخبنا على فرصة جيدة إذا دخل المباراة بكامل قوته وتركيزه الهجومي لاستغلال دقائق تشتت منتخب الرأس الأخضر، ومحاولة رفع خطوط الضغط بشكلٍ أكبر في أول ربع ساعة أو حتى النصف ساعة الأولى، مع إبقاء الحذر من المساحات التي ربما يتركها في الخلف مع امتلاك الرأس الأخضر لاعبين بسرعات عالية.
من المهم أيضًا التركيز على الكرات الثابتة، إذ أن منتخب الرأس الأخضر يعاني كثيرًا في تنظيمه الدفاعي هنا. إضافةً لذلك، تسجيل هدفٍ مبكر سيمنح منتخبنا مساحات كبيرة مع تقدم الخصم لمحاولة التعديل. وهنا يجب استغلال ضعف الضغط العكسي وبطء التحولات الدفاعية لهم بشكلٍ جيد.
الخلاصة
تبدو حظوظ إسبانيا والأوروقواي في التأهل المباشر هي الأكبر، خصوصًا وأنهما لن يتواجها إلا في الجولة الأخيرة، وسيبحثان من خلال مبارياتهما في الجولتين الأولى والثانية عن تعزيز فارق الأهداف من أجل ضمان المركز الأول.
لذلك، ربما تكون حظوظ منتخبنا أكبر لو ركّز على محاولة الحصول على نقطة واحدة على الأقل أمام الأوروقواي أو إسبانيا، ومن ثم الفوز أمام الرأس الأخضر. هنا سيكون المنتخب قادرًا على التأهل بنسبة كبيرة.
ولكن إذا خسر المنتخب أمام منتخبي الأوروقواي وإسبانيا -وهي خسارة منطقية بالتأكيد- ودخل مباراة الرأس الأخضر بتركيز كبير من أجل الفوز، فلا يزال بإمكانه التأهل ضمن أفضل فرق المركز الثالث في المجموعات، ففارق الأهداف سيكون مؤثرًا حينها.
في النهاية، فرص المنتخب السعودي في التأهل المباشر كمركز أول أو ثاني ضعيفة جدًا (أقل من 5%)، لكن فرص التأهل كـأفضل ثالث أقوى وأكثر واقعية (تتراوح بين 30-40% حسب الأداء). وسيعتمد النجاح على الأداء أمام الرأس الأخضر والقدرة على تقليل الخسائر ضد الفرق القوية.

تجربة سكينة أقرب لك ولطبيعتك. في وجهة الفرسان من NHC تلتقي المساحات الخضراء بالبنية التحتية الذكية والمرافق الترفيهية، لنمط حياة حديث وهادئ. «سجّل اهتمامك»
جهاز واحد يوصلك للعالم 🧐 «بيتي 5G» يوفّر لك إنترنت سريع ولا محدود، بتوصيل مجاني وخصم 30% مع اشتراك «ثمانية» مجانًا عند الطلب عبر تطبيق «my stc»
بطاقة تسافر معك 🛫 مع بطاقة D360 البنكية، استمتع بأفضل سعر صرف ومن دون أي رسوم دولية. افتح حسابك خلال دقيقتين عبر «التطبيق»

نشرة أسبوعية تجيب عن الأسئلة الكروية بلغة الأرقام والإحصاءات، وتناقش قضايا تتجاوز أحداث الجولة، وتغوص في تفاصيل الفرق والمدربين. سؤال واحد في كل عدد، وإجابات تكشف الصورة الكاملة.