توضح كأس العرب 2021 وكأس العرب 2025 الحالية حقيقة كرة القدم التي يجب أن تحدث: شعوب بروابط تاريخية، ومجتمعات متقاربة العادات والتقاليد والمسافة قريبة من أقصى نقطتين، والأهم من ذلك، اللغة المشتركة بين الجميع.

لقد أهدرت كرة القدم العربية سنوات طويلة بوجودها في الاتحادين الآسيوي والإفريقي لكرة القدم. ولا أزال متشبثًا برأيي إلى أننا بحاجة لاتحاد قارِّي عربي يجعل كرة القدم حقيقيةً بالتنافس بين دولنا؛ بالمنتخبات على مستوى التصفيات والبطولة القارية الأكبر، والأندية على مستوى دوري أبطال العرب والبطولات الأقل.

استفاد الاتحادان الآسيوي والإفريقي لسنوات من مواردنا المالية وقدراتنا البشرية، وحتى هذه اللحظة لا نستطيع أن نشعر بحقيقة كرة القدم. إذ لا يوجد رابط ثقافي، أو عرقي، أو ديني، أو مجتمعي، أو لغوي، بين السعودي والياباني أو المصري والنيجيري.

علينا إدراك ذلك، واستغلال هذه البطولة العربية لتوحيد كلمة العرب، لتوحيد الموقف الرياضي العربي. نحن معًا أفضل بكثير من انقسامنا على قارتين لا يشبهنا من يشاركنا إياهما.

يستند نموذج الاتحاد الأوربي على ذلك، العرق واللغة والمجتمعات المتشابهة والدول الغنية والمتوسطة. نحن هنا نملك هذه العوامل كلها؛ لكننا أهدرنا فرصًا عديدةً ووقتًا طويلًا ويجب أن ننهي ذلك.

تعيش كرة القدم العربية اليوم في موقف قوة داخل مكاتب صناع القرار، ونحن الآن في موقف قوة وليس ضعف، موقف يجب أن نستغله ولا نهدر سنوات أخرى تحت الاتحادات القارية هذه.

يا له من مشهد مهيب في ملعب استاد أحمد بن علي بمواجهة منتخب الجزائر ومنتخب السودان أمام 37 ألف مشجع؛ إثارة وحماس وجوهر حقيقي لكرة القدم. ماذا لو حدث ذلك بشكل دائم؟ قصص كبرى ستُصنع ودراما لن تتوقف بين هذه الدول.

أما مواجهة منتخب الصين أو منتخب كوريا الجنوبية أو منتخب تايوان لن يصنع شيئًا، إلا من جانبنا نحن إذا وجدنا شيئًا يصنع. لذلك علينا وضع خارطة طريق لتأسيس الاتحاد العربي لكرة القدم -بصفته القارية- التابع للاتحاد الدولي لكرة القدم والذي يملك حقوق الاتحادات القارية كلها. ويذهب الآسيويّون والإفريقيون باتحادهم بطريقهم الخاص.

اهتمام ونجاح كبير للبطولة الثانية تحت مظلة الفيفا

تشكل البطولة العربية محور اهتمام وسائل الإعلام العربية الآن، لا شيء أهم من البطولة. والعالم العربي على اطلاع دائم بكل جديد. في المركز الإعلامي داخل مركز قطر الوطني للمؤتمرات في الدوحة، ستجد حضورًا قويًا من وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة أيضًا لتغطية البطولة، وأعداد ضخمة للمصورين الذين يتنافسون للحصول على تصاريح تغطية المباريات بسبب الطلب العالي.

ودائمًا وأبدًا الاهتمام الإعلامي لأي حدث انعكاس حقيقي للاهتمام الشعبوي بالحدث. أتذكر جيدًا كيف كانت ملاعب كأس الكونكاكاف الصيف الماضي، حيث كنت حاضرًا لتغطية مباريات المنتخب السعودي: مراكز إعلامية خالية واهتمام إعلامي ضعيف، وهذا انعكاس حقيقي للمجتمعات هناك في أمريكا الشمالية.

قبل انطلاق دور نصف نهائي كأس العرب، تجاوز عدد المشجعين في الملاعب مليون مشجع خلال 28 مباراةً لُعِبت حتى الآن، بمعدل 35 ألف مشجع للمباراة الواحدة، وفي وقت لا يُعَد موسمًا للعطلات في العالم العربي.

الأكيد أن كأس العرب حصلت على اهتمام إعلامي وجماهيري يساوي أو يتجاوز الاهتمام في كأسي آسيا وأمم إفريقيا بالنسبة لمجتمعاتنا.

قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يثبت نجاحه

أعطى القانون الجديد الذي يطبقه الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في مباريات كأس العرب سرعةً أكبر لمباريات البطولة، والذي ينص على: خروج اللاعب خارج الملعب لمدة دقيقتين تلافيًا لإضاعة الوقت بعد تلقيه العلاج من إصابة بدخول الطاقم الطبي.

أصبحت المباريات تجري بسرعة أكبر، وزخمها مستمر بدون انقطاع، وصارت الدقائق الأخيرة أكثر سرعةً وإثارةً، واللعب الفعلي أعلى من السابق.

أصبحت الطواقم الطبية أيضًا لا تدخل بسرعة في حالات السقوط بل تنتظر. ساعد هذا القانون في الحفاظ على سرعة اللعبة والقضاء على السقوط المقصود والمتعمد لدقائق عديدة لكسر رتم المباريات من اللاعبين بتوجيهات فنية من مدربيهم.
كما سيساعد هذا القانون اللعبة أكثر، وليس كما يتوقع الناس. فقد وضع القانون إمكانيةً لاستمرار اللاعب حتى مع دخول الطاقم الطبي بتقدير الحكم، إن كان اللاعب مصابًا فعلًا سيساعدهم القانون أكثر في هذا الجانب ولن يتحامل اللاعبون على إصاباتهم كما يتوقع البعض.

ولكن لا نزال بحاجة إلى حل مع الحراس وهم أكبر المهدرين للوقت في اللعبة، وهم العنصر الوحيد -الآن- القادر على كسر رتم المباريات وإهدار الوقت من خلال التظاهر بالإصابة أو ما شابه ذلك.

بالمجمل، إضافة القانون للبطولة تجربة إيجابية، وتشير التوقعات إلى اعتمادها للأبد في قوانين اللعبة انطلاقًا من الموسم المقبل، وفي البطولات جميعها. وداعًا للممثلين البارعين، فالملعب ليس المكان المثالي بل المسرح. أهلًا بكرة القدم السريعة التي تجذب الجميع.

دراسة حول المشجعين المقيمين لجذبهم إلى ملاعبنا

يشكل الحضور الجماهيري أكبر التحديات التي تواجهها الكرة السعودية، ويعود ذلك إلى أسباب كثيرة لا وقت لدينا للتفصيل فيها والحديث عنها. ولكن كأس العرب المقامة في دولة قطر تعطي مؤشرًا قويًّا لأهمية تحريك شريحة المقيمين في دورينا.

يقطن الكثير من الإخوان الأشقاء المقيمين في بلادنا في مختلف المدن والمناطق التي تستضيف مباريات دوري روشن. وتحريك هذه الشريحة للتوجه إلى الملاعب قد يساعد بعض الأندية على بناء قاعدة جماهيرية جديدة، وأعتقد أننا سنشاهد هذا الأمر قريبًا بسبب دخول القطاع الخاص المجال.

يهتم هؤلاء وأبناؤهم بالأندية العالمية، ونحن نريد الوصول إلى العالمية. فمن الأولى ارتباط هذا الجمهور بالأندية القريبة منه.

وأحد الأسباب الرئيسة لجلبهم أن نلعب في يوم إجازتهم الأسبوعي وهو يوم الجمعة. ولكن لكي نوجّه رسائل صحيحة لهم ونسوِّق لهذه الشريحة، علينا دراسة الجمهور بشكل جدي والتعرف على المحركات والمحفزات التي ستحركهم إلى الملاعب وتشجيع أنديتنا، بدلًا من برشلونة أو ريال مدريد البعيدين عنهم جغرافيًا.

دراسة، تخطيط، تنفيذ: هذا ما نحتاجه لهذا الملف.

أسعار المشروبات والمأكولات في الملاعب

يوحِّد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الأسعار في ملاعب البطولة جميعها، ويطبق المعايير الخاصة بالفيفا في التسعير. مقارنةً مع أسعار كأس العالم للأندية في أمريكا الصيف الماضي فإن الفوارق ضخمة جدًا. على سبيل المثال، تباع شاورما الدجاج في ملاعب كأس العالم بـ 98 ريالًا قطريًا، بينما تباع هنا في هذه البطولة بـ 20 ريالًا قطريًا.

ستكون الأسعار جنونية على المشجعين في كأس العالم المقبلة 2026، ولا يسمح بدخول أية مأكولات أو مشروبات للملاعب هنا وهناك.

إليكم أسعار كأس العرب 2025: المشروبات الغازية 10 ريالات قطرية، الماء 7 ريالات قطرية، شاي كرك 8 ريالات قطرية، قهوة سوداء 11 ريالًا قطريًا، الشاي 7 ريالات قطرية، فطيرة لحم أو دجاج 18 ريالًا قطريًا، فطيرة زعتر 10 ريالات قطرية، بيتزا 18 ريالًا قطريًا، شطيرة ديك رومي أو جبنة 20 ريالًا قطريًا، كعكة صغيرة 11 ريالًا قطريًا.

كرواسون 12 ريالًا قطريًا، كوكيز 11 ريالًا قطريًا، فشار 10 ريالات قطرية، رقائق البطاطس 7 ريالات قطرية، مكسرات مشكلة 10 ريالات قطرية، حب دوار الشمس 7 ريالات قطرية، برقر لحم واقيو 30 ريالًا قطريًا، هوت دوق لحم 22 ريالًا قطريًا، ناتشوز 25 ريالًا قطريًا، فشار طازج 20 ريالًا قطريًا.

لننهي الأمر هنا لأنني لا أجيد تقييم الأكل بشكل دقيق، ولا نريد الخروج عن سياق النشرة.