ينطلق اليوم النصف الثاني من بطولة كأس العرب، ببداية أدوار خروج المغلوب. ولا يملك الأخضر أي فرص للتعويض، وتفصل اللاعبين ثلاث مباريات فقط لدخول التاريخ وتسميتهم إلى الأبد بـ«جيل العودة»؛ الجيل الذي أعاد الأخضر إلى منصات التتويج بعد غياب 22 سنة.

يدرك اللاعبون جيدًا أن الهدف هو الفوز باللقب. ذُكِر ذلك أيضًا من اللاعبين في تصريحاتهم خلال البطولة، من سالم الدوسري إلى صالح أبو الشامات، وعبدالله الحمدان، وصالح الشهري، وعبدالرحمن العبود، وعلي مجرشي. لكن كل هذه التصريحات بلا أية قيمة.

نريد من اللاعبين أفعالًا داخل أرضية الملعب، لن نقبل الخروج اليوم أمام منتخب فلسطين مهما كان العذر الذي سيحاول البعض إيجاده. يجب أن نفوز، يجب أن نعبر إلى نصف النهائي وعلى اللاعبين إدراك ذلك، واستشعار حجم المسؤولية الكبيرة التي تنتظرهم في استاد لوسيل.

لوسيل الملعب الذي شهدنا فيه أعظم ليالي الأخضر في العهد الحديث، ونريد من خلال لوسيل العودة إلى منصات التتويج ورفع اللقب يوم 18 ديسمبر المقبل. تذكروا الشعب والفرحة الوطنية التي ستحدثونها بهذا الفوز، للشباب وللأطفال وكبار السن. يريد الجميع فرحةً وطنيةً، وكرة القدم السعودية تحتاج إلى هذا اللقب أكثر من أي وقت مضى.

أرجوكم لقد اكتفينا من خيبات الأمل، ولديكم فرصة تاريخية اغتنموها. تبدأ اليوم ثلاثة أشواط نهائية فقط قبل حمل اللقب، وأنتم تستطيعون تحقيق ذلك.

ماذا قال هيرفي رينارد في المؤتمر الصحفي ؟

يصل هيرفي رينارد بكل ثقة إلى قاعة المؤتمرات الصحفية في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، وهو يعلم جيدًا أن لقاء الغد لن يقبل منه إلا بالفوز والتقدم خطوةً أخرى نحو اللقب.

يبدأ المؤتمر: «وصلنا إلى ربع النهائي، إذن بدأت المنافسة الحقيقية. وهناك خيار واحد الآن، وهو خيار واحد من اثنين. نحن نركز على التأهل إلى نصف النهائي، ونعرف أن المباراة لن تكون سهلةً.»

يأخذ صحفي مصري اللاقط ليسأل سؤالًا يتكرر بشكل ممل، عن عدد الأجانب بالدوري السعودي وتأثيرهم على المنتخب، وأخذ في سؤاله أكثر من أربع دقائق، ليجيب رينارد المستاء جدًا من كثرة طرح هذا السؤال، قائلًا: «شكرًا على هذا السؤال، دومًا أُسأَل عن هذا الأمر بصفتي مدربًا للمنتخب حيث يمكنني اختيار لاعبيه؛ وأظن أنه سيكون من المهم التوصل إلى توازن لكي يتمكن اللاعبون من اللعب بشكل أفضل، وهذا رأيي كمدرب للمنتخب الوطني. ونسعى أن يكون الدوري قويًا، ولكن هذا غير صائب للمنتخب حاليًا.»

عن آخر 10 ركلات جزاء نفذها المنتخب التي أهدر اللاعبون خمسةً منها، واحتمالية وصول اللقاء إلى ركلات الترجيح، قال رينارد: «سنبذل ما بوسعنا لكي نتمكن، لكي ننهي المباراة خلال 90 دقيقة مع التأهل، وإلا سنتأقلم مع الواقع. ما تتحدث عنه مشكلة بالنسبة للفريق، وقد واجهنا المشكلة وتمكنّا من الانتقال للمباراة الآتية. والآن نركز في المباراة بكثير من الحزم. نحن نعرف لماذا أتينا هنا، ولا خيار لدينا إلا التقدم بالبطولة.»

وحول الاستعداد النفسي للمباراة قال: «أهنئ الفريق الفلسطيني لأنهم لعبوا مباراةً قبل بداية البطولة، وتمكنوا من التأهل بسبب قوتهم وإيمانهم بقوتهم وبفضل دعمهم ورسالة المدرب. فالجانب المعنوي -بطبيعة الحال- مهم، لكننا اعتدنا خوض مثل هذه المباريات في أي بطولة، وهي مباراة مهمة جدًا لأنها تؤهلنا لنصف النهائي في حال الفوز. علينا الحفاظ على مستوى التحفيز، وعلينا أن نفهم أننا نرتدي زيّ المنتخب الوطني ونفتخر بذلك.»

وعن تغيير التشكيلة المتكرر في البطولة قال: «لم نبدأ أولى المباريات بالتشكيلة نفسها لأننا أردنا أن نُعِدَّ اللاعبين ونتأكد من استعدادهم للمباريات الثلاث الأخيرة، فكان من المهم جدًا الاهتمام ببعض اللاعبين الذين في الدوري والأبطال، فقد وصلوا قبل أيام قليلة من بدء المسابقة، لهذا الأفضل من اللاعبين سيكون بالتشكيلة أمام فلسطين.»

خُتِم المؤتمر بسؤال حول تشكيلة المونديال، فأجاب: «كل المباريات مهمة عندما ترتدي قميص المنتخب، مثل مراد هوساوي الذي بجانبي، فقد لعب للمرة الأولى وأدى أداءً إيجابيًا وأثبت لي استعداده لتمثيل بلاده في كأس العالم. ولكن بقيت أمامنا بعض الأشهر لكي نحضِّر التشكيلة النهائية، البعض منهم غير موجود بالتشكيلة الآن معنا ويمكن لهم إثبات أنفسهم في المباريات القادمة، الباب مفتوح والبطولة مهمة جدًا. نرى اللاعبين أقوياء في أنديتهم، ولكن تصعب اللعبة في المنتخب لأجل ضيق الوقت للتحضير.»

ماذا قال مراد هوساوي في المؤتمر الصحفي ؟

يظهر مراد هوساوي بأول مؤتمر صحفي في مسيرته مع المنتخب. وكظهورٍ أول، يتحدث اللاعب بكل ثقة وهدوء بدون توتر أو تسرع. ومن الطبيعي جدًا أن تأتي إجاباته سريعة ومختصرة لعدم تمرسه على هذا الظهور.

قال حول مواجهة منتخب فلسطين: «ستكون مباراة جيدة لنا إن شاء الله، ومستعدين بكامل الاستعدادات ونطمح للتأهل. خطوةً بخطوة نحقق التأهل.»

عن مشاركته الأولى بقميص الأخضر، قال: «الحمدلله على الفرصة، شعور جميل وليس كل لاعب يمثل منتخب وطني، وسأقدم كل ما أملك لخدمة المنتخب.»

وحول العامل النفسي في اللقاء قال: «بخصوص العامل النفسي لدينا مدرب يحفزنا في كل ثانية وكل دقيقة، ولدينا لاعبون خبرة خاضوا الكثير من التجارب ولعبوا مثل هذه المباريات، وهم لاعبون كبار. ونحن جاهزين بكامل الاستعدادات لتطبيق ما يطلبه المدرب، ونكسب إن شاء الله.»

سؤالان وُجِّها إلى مراد هوساوي وأجاب عنهما، ومن الواضح أن الجيل القادم من اللاعبين يملك قدرةً أفضل في التحدث أمام وسائل الإعلام من الأجيال السابقة، وهذا أمر مهم للغاية لكي نستمع جيدًا إليهم.

مجلس جمهور المنتخب السعودي.. قصة نجاح وطنية

تحوَّل مجلس جمهور المنتخب السعودي في عام 2021 إلى صناعة نموذج عالمي لا يكون في أي اتحاد كرة قدم آخر بالدقة نفسها وبالتمكين نفسه الذي جاء من القيادة السعودية، وهي من تضع المشجع أولًا في كرة القدم السعودية.

في المركز الإعلامي في استاد لوسيل، حدثني مصدر مسؤول في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا): «طريقة توزيع تذاكر المنتخب السعودي هي الأكثر نجاحًا في كأس العرب، حيث كانت تذاكر المنتخب السعودي الأقل تسرُّبًا إلى السوق السوداء.»

مجلس جمهور المنتخب السعودي يضع نظامًا صارمًا جدًا في تسليم التذاكر بهدف تأكيد وصول التذاكر إلى المشجعين وحضورهم بملعب اللقاء من الغد، وهذا بحد ذاته معاناة بالنسبة لاتحادات أخرى لا تستطيع ضمان عدم تسرب التذاكر للسوق السوداء.

إذ يطلب المجلس من كل مشجع سعودي إحضار الهوية الوطنية وتسجيل بياناته عبر رابط متصل بنظام (MySAFF)، وهو نظام خاص لاتحاد كرة القدم السعودية، وذلك لتجنب تكرار تسجيل الأسماء ومطابقة البيانات. ويشترط الحضور بشكل شخصي للمقر من أجل استلام التذاكر، وتتسهل العملية للعائلات عبر التسليم مع إبراز بطاقة العائلة وتسجيل البيانات بالنظام للفرد نفسه. وبالنسبة لمواليد السعودية، يُحضِر المشجع ما يثبت أنه من مواليد السعودية، ثم يتبع إجراءات خاصة لاستلام تذاكره.

هذه التذاكر بالمجان، ولن تجد اتحادًا آخر يتيح هذه التذاكر بهذا الشكل. وقد وزع مجلس الجمهور السعودي أكثر من 18 ألف تذكرة خلال مباريات كأس العرب، وهي الحصة القانونية المتاحة بالنسبة للمنتخب السعودي من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

يستغرق المشجع منذ وصوله إلى المقر حتى استلام التذكرة من 2-3 دقائق، تُنفَّذ العملية فيها بسرعة عالية لا تتسبب في ازدحامات أو مشاكل للجماهير وأعضاء المجلس. وتُحدَّد ساعات التسليم عبر منصة «إكس» في حساب المجلس الرسمي.

ويملك المجلس أيضًا شراكةً مع صنع في السعودية للترويج للمنتجات الوطنية عبر تقديم هدايا للمشجعين تحتوي على صناعات سعودية، فتدعم بذلك الصناعة الوطنية وتبرزها من خلال كرة القدم.

وفي أثناء وجودي في مقر المجلس اليوم، وصل 16 طالبًا من مرحلة المتوسطة عبر الحافلة من مدينة الرياض إلى الدوحة، مع أربعة مشرفين، في رحلة مدرسية لحضور مباراة المنتخب السعودي أمام منتخب فلسطين، ثم العودة إلى مدينة الرياض بعد الغد.

الكثير من شباب هذا الوطن وأطفاله يرتبطون اليوم بالمنتخب السعودي، وربما هذه أيام ذهبية للاهتمام بالمنتخب الوطني. وكل ما تحتاجه كرة القدم السعودية الآن هو العودة إلى البطولات، وإسعاد أكثر من 30 مليون محب لكرة القدم في بلادنا.