في ليلة حضرها 32219 ألف مشجع في استاد البيت، أحد أصعب الملاعب في الوصول للجماهير، غادرت الجماهير السعودية للمرة الأولى منذ زمن بعيد وهي سعيدة بالنتيجة والأداء من لاعبي المنتخب السعودي أمام منتخب جزر القمر. المواجهة التي انتهت بالفوز بنتيجة (3-1) للأخضر.

لم يواجه المنتخب السعودي صعوبات عالية جدًا أو خطورة على مرماه خلال اللقاء. وكان بمقدور المنتخب السعودي تسجيل أكثر من ثلاثة أهداف لو ركَّز في استغلال الفرص التي صنعها الفريق. نعم تأخر الهدف الأول الذي وصل في نهاية الشوط، ولكن حتى قبل تسجيل الهدف لعب الأخضر بشكل جيد، واستطاع تهديد المرمى في أكثر من مناسبة.

كانت مشاهد تحمُّل المسؤولية من اللاعبين وبعض الشخصيات الموجودة في المنتخب السعودي هي الأهم هذه الليلة. وقد شاهدنا التزامًا جماعيًّا وقتاليةً عاليةً من اللاعبين في استاد البيت، وعدم التوقف عن التوجيه من الطاقم المساعد. لا شك أن غياب هيرفي رينارد مؤثر ووجوده مهم، ولكن هذا الغياب أشبه بغياب المدرب المطلوب من اللقاء. وللأسف ضخَّمنا قضية سفره بلا أي معنى في ذلك.

تمنيت اليوم مشاهدة حصول مراد هوساوي على مشاركته الأولى بقميص الأخضر ودخوله مع الفريق بشكل تدريبي. وذلك بسبب الحاجة الواضحة للاعب بخصائص مراد هوساوي، وهي الخصائص المفضلة للمدرب رينارد لتقاربها مع خصائص سلمان الفرج الذي يلعب مع رينارد أساسيًّا كلما توفر من الناحية البدنية.

ربما تكون مباراة منتخب المغرب هي انطلاقة مراد.

 أخيرًا!.. سجل سالم الدوسري هدفًا

يجب أن تسعد كرة القدم السعودية بالهدف الثالث. فقد سجل سالم الدوسري النجم الأول في هذا الجيل هدفًا بعد مرحلة صعبة مر بها اللاعب، بسبب السقف العالي المطلوب منه. المباراة الثانية في البطولة، مع 5 أهداف أسهم بها سالم (4 صناعات وهدف وحيد)، جعلته رجل المباراة في لقائين.

لقد استعاد المنتخب السعودي نجمه الأول، وهو أمر مفرح للجميع. ولكن لا يزال سالم بحاجة إلى تقديم المزيد، وإلى قيادة الأخضر نحو منصات التتويج بعد هذا الغياب الطويل. وقد فرح اللاعبون جميعهم بشكل كبير بعد هدف سالم الدوسري، وهذا مفهوم بسبب إيمان اللاعبين به ومعرفتهم له بشكل جيد. وعودة سالم ستساعد المنتخب السعودي بالمتبقي من البطولة، ومحاولة الفوز بها.

كان مشهد استلام الكرة والعبور من الطرف إلى عمق الملعب وتسديد الكرة بالمرمى أشبه بعودة الذاكرة لشخص افتقدها، الأهم الآن أن يستمر سالم على هذا الشكل ويستمر الأخضر بالتقدم مباراةً بعد أخرى في البطولة.

ماذا قال مساعد المدرب فرانسوا رودريقيز في المؤتمر الصحفي ؟

يصل فرانسوا رودريقيز إلى قاعة المؤتمرات بعد أن قاد الأخضر بشكل مؤقت لغياب هيرفي رينارد. ارتسمت السعادة على محيّا رودريقيز على عكس يوم أمس، الذي سيطر فيه عدم الارتياح من أجل المهمة التي أوكِلت إليه.

يستهل حديثه: «أنا سعيد جدًا بهذا الفوز خاصةً مع غياب المدرب لسبب وجيه. وقد قدمنا المطلوب في أثناء غيابه، وهذا دليل على تكامل الدعم من الطاقم الفني للفريق وأن الفريق قد كفَّى ووفَّى. ووضِعت الخطة بدقة أمام خصم لعب مباراةً جيدةً.»

يكمل: «تهانيّ من القلب للاعبين الذين استحقوا الفوز، قد رفعوا رأس القائد عاليًا والذي مرَّ بصعوبات خلال الوقت الماضي لكن عاد بخير.»

قال أيضًا: «أهنئ من القلب اللاعبين الذين نفَّذوا التعليمات والتوصيات ويصغون إلينا بشكل دقيق ويعملون بلا كلل ولا ملل خلال أيام التدريب. الأمر ليس بسيطًا، فقد برزوا حتى مع غياب المدرب، وأرونا أنهم يستطيعون تحمل المسؤولية.»

وفي حديثه عن الصعوبات التي ذكرها بخصوص سالم الدوسري قال: «عندما تحدثت عن الصعوبات حول سالم قصدت أنه بذل جهدًا كبيرًا لتسجيل الأهداف، فهو من أهم المصادر التهديفية التي نعتمد عليها لنجاح الفريق، وقد ساعد في تسجيل الهدفين.»

يكمل: «كانت هناك بعض الأشياء والأخطاء التي حدثت على صعيد الفريق، لكن سالم اليوم بذل جهده وقاد الفريق بأداءٍ فنيٍّ عالٍ، وساعد بتسجيل الأهداف.»

ماذا قال سالم الدوسري في المؤتمر الصحفي ؟

للمرة الثانية، يحضر سالم الدوسري إلى قاعة المؤتمرات بعد فوزه بجائزة الأفضل. واجه سالم الدوسري اليوم عددًا أكبر من الأسئلة على غير العادة بسبب غياب المدرب الرئيس هيرفي رينارد.

بدأ حديثه: «الحمدلله على الانتصار وثلاث نقاط مهمة، وعرفنا اليوم كيف ندير المباراة وخطفنا هدفًا في آخر الشوط. الوصول إلى النهائي هو الهدف؛ هدفنا جميعًا أن نصل إلى نهائي البطولة.»

قال: «ما حدث في الماضي نسيته والحمدلله، قلت الله يعوضني وعوضني الله، والحمدلله دائمًا.»

حول تأثير غياب هيرفي رينارد على المنتخب السعودي، يقول: «بالعكس كلنا مكمِّل لبعضنا وكلنا ثقة بمدربنا وكلنا نجتمع لهدف واحد. أولًا وأخيرًا هذا منتخبنا، ويجب أن ندافع عن شعاره، وهدفنا الفوز بالبطولة.»

وعن فوزه بجائزة الأفضل مرتين وقدومه للمؤتمر الصحفي للمرة الثانية قال: «إن شاء الله أكون معكم دائمًا وأبدًا وليست الأخيرة إن شاء الله، والمؤتمرات كلها معكم.»

وحول قرعة كأس العالم 2026 قال: «نحن في بطولة الآن، ولن نفكر في كأس العالم. لكل حادث حديث بعد البطولة.»

وحول مواجهة منتخب المغرب في الجولة المقبلة قال: «كل المباريات مهمة، والمباراة القادمة يريد المغرب الفوز فيها ونحن لا نرضى بالخسارة، وإن شاء الله يحالفنا الانتصار.»

الأخضر يقع في مجموعة مقبولة بعد سحب قرعة المونديال

في مشهد غريب في استاد البيت، يتابع الجميع الحدث القائم غرب القارة في قاعة كينيدي بالعاصمة الأمريكية واشنطن، حيث سُحِبت قرعة كأس العالم التي انطلقت قبل وصول اللاعبين إلى ملعب اللقاء، وانتهت عند الدقيقة 25 من مجريات الشوط الأول.

وقع المنتخب السعودي في (المجموعة H)، وتضم: منتخب إسبانيا ومنتخب الأوروقواي ومنتخب الرأس الأخضر. ولا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي سلطت الضوء على مواجهة المنتخب الإسباني، فهي حدث كبير لكرة القدم السعودية أمام منتخب هو المرشح للفوز باللقب.

لقد لعبنا 11 مباراةً أمام المنتخبات الأوربية في مشاركاتنا السابقة في المونديال، وتعرضنا للخسارة في 10 مباريات وحققنا فوزًا وحيدًا. وقد يكون الفوز الأشهر بالنسبة لنا -وللمصادفة جاء هذا الفوز في الولايات المتحدة الأمريكية- عندما انطلق سعيد العويران بهدفه الشهير أمام منتخب بلجيكا الذي عبرَّنا عنه بالإنجاز الأفضل في مشاركاتنا في المونديال، ولم نحققه بعد ذلك في خمس مشاركات مختلفة.

مواجهة منتخب إسبانيا ليست بالجديدة، فقد واجهنا الإسبان في مونديال 2006 وتعرضنا لخسارة بنتيجة (1-0). ولكن ذلك المنتخب الإسباني ليس كما هو الآن، لم يكن بطلًا للعالم أو صاحب أسلوب لعب شهير أو بطلًا لليورو، كان أقل من ذلك بكثير.

سنواجه اليوم منتخبًا لديه أسلوب لعب وسيستحوذ على الكرة بالكامل، وعلينا مواجهة هذا التحدي والظهور بالشكل المناسب لمكانتنا الرياضية ولطموحاتنا العالية أيضًا، والتي يجب أن تسيطر عليها عقلية الفوز مهما اختلف الخصم الذي يلعب أمامنا.

الخصم الثاني بالمجموعة هو منتخب الأوروقواي، وهو ليس بغريب علينا كذلك، وقد يكون منافسنا في حجز البطاقة الثانية من المجموعة. فقد واجهناهم في مونديال 2018 وتعرضنا للخسارة أيضًا بنتيجة (1-0). وجاء ذلك في نهاية جيل منتخب تاريخي للكرة الأوروقوانية، وهم الآن في مرحلة بناء جيل جديد تحت قيادة المدرب الشهير بيلسا، الذي يترقب العالم ظهوره المونديالي الأول مع منتخب الأوروقواي.

أما عن الخصم الثالث فهو الرأس الأخضر، وهو المنتخب الأقل بالمجموعة والذي سيشارك لأول مرة بتاريخه في المونديال. ومع عبور أفضل ثماني ثوالث إلى دور الـ32، ربما يكون الفوز على الرأس الأخضر طريقنا للعبور إلى الدور الآتي. سنواجههم في الجولة الثالثة، مما يجعلنا في وضع أفضل لفرصة العبور إلى الدور الذي يليه من خلال المركز الثالث أيضًا.

بالمجمل، المجموعة ليست سيئة بل مقبولة نوعًا ما، كما أن فرصنا في المجموعة ليست بالسيئة. المهم الآن هو الظهور الذي سنظهر به خلال البطولة، وتحقيق إنجاز وطني بالوصول إلى أدوار خروج المغلوب.

أمريكا أنا قادم إليكِ!