على استاد المدينة التعليمية، الملعب الذي يأخذ من اللون الأخضر والأبيض هوية للمقاعد، ظهر الأخضر الأشهر عربيًا ليبدأ مسيرته في البطولة بتحقيق فوز صعب أمام منتخب عمان بنتيجة (2-1).

جاء عنوان هذا الفوز «جرأة اللاعبين». شاهدنا هذه الجرأة بوضوح في الهدف الأول للمنتخب السعودي عندما قرر ناصر الدوسري تمرير الكرة في عمق الملعب، وفي الهدف الثاني أيضًا كانت جرأة مصعب الجوير سببًا في تسجيل هدف التقدم.

يحتاج المنتخب السعودي إلى اللاعبين الأكثر جرأةً في مثل هذه المباريات الصعبة بالبطولة، خاصةً في الأدوار الإقصائية؛ فالحسم يبدأ بقرار من اللاعب لا يتوقعه الخصم خلال مجريات اللقاء. وهذا الفوز كان فوزًا صعبًا مهمًا مع بداية البطولة، وقد يكون السبب في ظهور الأخضر بشكل أفضل في الجولتين القادمتين تحت ضغط أقل على لاعبي المنتخب.

والأهم أن نستمر على هذه الجرأة في المباريات المقبلة، إذ نريد الآن عرضًا تهديفيًّا وإمتاعًا للجماهير بمواجهة جزر القمر أحد أضعف المنتخبات في البطولة.

ماذا قال هيرفي رينارد في المؤتمر الصحفي ؟

قال في البداية: «كنا نعلم، وكما ذكرت يوم الأمس، إنها لن تكون مباراةً سهلةً لأن المنتخب العماني حاول أن يبذل قصارى جهده، ونحن حققنا هدفين رائعين وسنستمر في تسجيل الأهداف. والأهم انتصارنا اليوم.»

وعن سبب صعوبة اللقاء قال: «نحاول تحسين مستوانا دائمًا، وقد استبدلنا عدة لاعبين، لكنّنا لسنا منزهين عن الخطأ. كانت لسالم اليوم مساهمتان مثاليتان، ووصلنا عدة مرات وكان من السهل التحكم في المباراة.»

يكمل: «ليست المباراة بالسهلة لأنني أعتقد أن المنتخب العماني يغلق الثغرات، وفي الشوط الأول لم يكن الأداء هجوميًّا مثاليًّا، ولكن قدمنا أداءً جيدًا في الشوط الثاني ووسط الميدان، وعلينا التحسن في المباريات المقبلة.»

وحول مستوى المنتخبات في البطولة قال: «المنتخبات الإفريقية بعضها لا يلعب بالصف الأول لاقتراب البطولة الإفريقية، لكنها منتخبات ممتعة ومثيرة للاهتمام. وفرق مثل سوريا والأردن أيضًا تقدم أداءً مميزًا. لا يعتقد أحد أن البطولة سهلة.»

وقال: «دافع المنتخب العماني بقوة في الشوط الأول، أما نحن فقدمنا شوطًا ثانيًا أفضل. النتيجة في المجمل جيدة وكان كل شيء على المحك. نحن نستحق هذا الانتصار، وهذا هو  الأهم.»

يكمل: «تابعت المباراة اليوم بين المغرب وجزر القمر، والمغرب انتصرت بثلاثية لكن جزر القمر عادت بقوة في الشوط الثاني. نحتاج بعض الوقت لنتعافى، والمباريات صعبة على الجميع، ونعرف أنه علينا التعافي سريعًا.»

مدرب الأخضر هيرفي رينارد يطير إلى واشنطن

سيسافر مدرب المنتخب السعودي هيرفي رينارد ضمن بعثة المنتخب السعودي إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لحضور قرعة كأس العالم 2026 والتي ستلعب يوم الجمعة المقبل 5 ديسمبر. وسيشرف مساعد المدرب على مواجهة المنتخب السعودي وجزر القمر، التي تتزامن مع مجريات القرعة يوم الجمعة المقبل ضمن مباريات الجولة الثانية من كأس العرب.

ووفقًا لما أمتلك من معلومات فإن سفر المدرب إلى القرعة متفق عليه منذ مدة طويلة بسبب الرغبة في تمثيل المنتخب السعودي بشكل رسمي في مراسم القرعة، مع توقعات بوجود مدربي المنتخبات المشاركة، خاصةً الكبرى؛ بالإضافة إلى حضور دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في القرعة، والتي ستجعل للحدث تغطيةً استثنائيةً.

سيعود هيرفي رينارد مباشرةً بعد القرعة للإشراف على استعدادات الأخضر لمواجهة منتخب المغرب في الجولة الثالثة قبل انطلاق الأدوار المتقدمة في البطولة. ووفقًا لمعلوماتي، فقد أوضح هيرفي رينارد للاعبين هذا الأمر وشرح لهم أهمية سفره، فلاقى قرار سفر المدرب وترْك اللاعبين مع المساعد قبولًا كبيرًا داخل صفوف الأخضر.

السبعة المستمرون منذ عام 2021

هل تعلم أن هناك سبعة لاعبين في التشكيلة الحالية للمنتخب السعودي في كأس العرب 2025 كانوا ضمن الموجودين في كأس العرب 2021، وشارك ستة منهم في مواجهة عمان؟ هم نواف العقيدي، وعلي مجرشي، ونواف بوشل، وفراس البريكان، وعبدالله الحمدان، ووليد الأحمد، وأيمن يحيى.

جاءت فكرة مشاركتهم من هيرفي رينارد الذي فكر في إشراك ذاك الجيل في كأس العرب؛ ليستعد اللاعبون الشباب للمنتخب الأول. نعم، ربما لم نستطع قياس نجاح الأمر ذلك الوقت، ولكن ماذا عن الآن؟ هل منحنا السبعة لاعبين من فريق 2021 فرصتهم لإبراز قدراتهم، من قد يشارك منهم خمسة هم الأساس في تشكيلة 2027 بكأس آسيا، وقد يصبح أحدهم سببًا في عودتنا لمنصات التتويج؟

مشكلة العمل على صناعة الأجيال الجديدة والتجديد في الدماء أن نتائجه تتأخر، وربما لا تظهر على السطح كثيرًا. ولكن الأكيد أن التجديد الذي حصل منذ الخسارة أمام منتخب عمان في نصف نهائي البطولة الخليجية حتى افتتاح البطولة العربية أمام منتخب عمان ناجح. فقد أصبح لدينا الآن أساس قوي للمنتخب، ونحتاج فقط للتخلص من الخوف وترك اللاعبين يعبّرون عن ذواتهم داخل أرضية الملعب.

ربما نتذكر مشاركة كأس العرب 2021 كثيرًا، وربما تصبح تلك المشاركة التي حُكِم عليها بالفشل حينذاك مشاركةً ناجحةً على المدى الطويل، بمنح لاعبين شباب فرصةً شقّوا بعدها طريقهم حتى عادوا إلى الأخضر لاعبين أساسيين وليسوا بدلاء.