المنتخب السعودي يخسر قبل كأس العرب

لا عذر لرينارد.. محمد أبو الشامات يجب أن يكون في الدوحة ديسمبر المقبل.


المنتخب السعودي يخسر قبل كأس العرب

نواف العقيّل

بينما شهد شمال مدينة جدة ليالي سعيدة وافرة للمدرب هيرفي رينارد مع المنتخب السعودي، يشهد جنوبها أسوأ الليالي دائمًا، في تناقض جغرافي في المدينة نفسها التي تستضيف مباريات المنتخب السعودي بكثرة في السنوات الأخيرة، وذلك لجاهزية ملعبها التاريخي «الجوهرة».

يظهر في جنوب المدينة ملعب الأمير عبدالله الفيصل، الملعب الذي كان واجهة جدة قبل إنشاء ملعب الجوهرة في الشمال. وعلى هذا الملعب استضاف المنتخب السعودي منتخب الجزائر في ثاني الوديّات خلال فترة التوقف الدولية الحالية.

في المدينة ذاتها التي شهدت نجاحات رينارد، يشكّل ملعب الأمير عبدالله الفيصل الجانب السيئ في المدينة، حيث لم ينجح مدرب المنتخب السعودي رينارد الذي وصل إلى 61 مباراةً بقيادة المنتخب السعودي (معادلًا رقم ناصر الجوهر كأكثر المدربين تدريبًا للمنتخب السعودي عبر التاريخ) في تحقيق أي فوز على هذا الملعب.

تعرَّض رينارد لثلاث خسائر على هذا الملعب وجميعها لقاءات ودية. في عام 2023 وخلال أربعة أيام، تعرَّض المنتخب السعودي بقيادة رينارد لخسارتين متتاليتين أمام منتخب فنزويلا ثم منتخب بوليفيا. وما مرت أيام قليلة بعدها حتى شهدنا رحيل المدرب هيرفي رينارد إلى منتخب فرنسا للسيدات، لتكون خسارة بوليفيا آخر مباريات رينارد مع الأخضر في فترته الأولى.

وفي هذه الليلة تعرَّض هيرفي رينارد مع المنتخب السعودي مرةً أخرى، وعلى الملعب نفسه، إلى خسارة ثالثة ربما تجعل المنتخب السعودي ينخفض من التصنيف الثالث إلى الرابع في قرعة المونديال بعد أيام. لتصبح مباراة الأخضر الأخيرة على هذا الملعب، رغم كونها ودية، تتجاوز مجرد خسارة التسعين دقيقة.

بالعودة إلى اللقاء، لم يظهر الأخضر بصورة مقبولة قبل تقدم الجزائر وحتى بعد التقدم. فقد ظهر الفريق بحدة أخف وسرعة أقل من المباريات الخمس الأخيرة التي جاء فيها الفريق بصورة مختلفة، جعلتنا نتوقع أن الأخضر -أخيرًا- قد وجد طريقة مع رينارد في فترته الثانية.

من الصعب جدًّا أن نحكم بشكل قاطع على الوضع من هذه الليلة. لكن هذه المباراة، والمشاركة المقبلة في كأس العرب بعد أيام، ستكونان في مجهر وسائل الإعلام السعودية التي تعتقد غالبيتها أن استمرارية رينارد في تدريب الأخضر محل إشكال، لأسباب قد يكون بعضها مقنعًا وأخرى ليست كذلك.

ويبقى السؤال الأهم في هذا الجانب حول كيفية إعادة اللاعبين إلى الجاهزية الذهنية التي أظهروها في لقاء إندونيسيا والعراق، والتي يجب أن تكون معيارًا للمنتخب السعودي في كأس العرب المقبل. فهذه الخسارة قد تكون مزعجة الآن خاصةً في جانب التصنيف، وقد تكون مفتاحًا رئيسًا لنجاح الأخضر في كأس العرب المقبل في الدوحة بعد أيام قليلة.

كأس العرب تحتاج أفعالًا

يحتاج المنتخب السعودي إلى حضور نجومه بكامل الجاهزية البدنية والذهنية بعد أيام في الدوحة؛ فهذه البطولات تُكسَب بالروح والرغبة والقتال قبل كل شيء آخر. وهذا الجانب مشكلة المنتخب السعودي في السنوات الأخيرة، وعلينا أن نجهز اللاعبين لذلك.

22 سنة كاملة لم نرفع خلالها أي لقب إقليمي أو قارّي أو عالمي أيضًا. 22 سنةً امتلأت بالليالي الحزينة على المستوى الإقليمي والقارّي، خسائر لا تنسى في نهائيات كأس الخليج، ومشاركات مخجلة بالبطولات العربية، وخسارة نهائي قارّي. ذهبنا كثيرًا إلى بطولات عربية وخليجية بصف ثانٍ ولم نعطها أي اهتمام، وتسببنا جميعًا بهذا الغياب.

حان الوقت لكي نتواضع، حان الوقت لنكون أكثر واقعية. لسنا المرشح الأول للفوز بكأس العرب حتى لو لعبنا بالصف الأول وهذه الحقيقة، ولا يعني هذا أن نقبل برحلة سياحية هناك من اللاعبين والجهاز الفني دون قتال ورغبة في الفوز باللقب.

لا نحتاج إلى أقوال، بعد الخسارة بنتيجة (2-0) أمام منتخب الجزائر لم يتحدث أي لاعب ولم يتحدث المدرب في المؤتمر الصحفي. هذا الأمر أرضاني على الجانب الشخصي، إذ لا نريد أقوالًا، فقد اكتفينا من هذه الأقوال، واكتفينا من الوعود التي تقدم، واكتفينا من الأعذار، واكتفينا من الكبر على كرة القدم. اكتفينا من كل شيء.

ما نريده شيء واحد فقط: الأفعال خلال التسعين دقيقة. الأفعال يصنعها اللاعبون ونحن من يترجمها إلى أقوال. كأس العرب قادمة وبالأفعال فقط سنذهب بعيدًا في هذه البطولة؛ أما الأقوال فهي فارغة، ولا تعني شيئًا نهائيًا.

سالم الدوسري يدخل النادي المئوي مع الأخضر

أصبح سالم الدوسري اليوم اللاعب رقم 18 في تاريخ المنتخب السعودي الذي يصل إلى 100 مباراة بقميص المنتخب السعودي بعمر 34 سنةً. وهو اللاعب الأول بهذا الجيل وصولًا إلى هذا الرقم. 

مئة مباراة خالطها كثير من التضحيات وكثير من الأيام الرائعة وشيء من أيام سيئة كما هو الحال في كرة القدم؛ كأسي عالم، وهدف تاريخي لن ينسى من ذاكرة كرة القدم السعودية في مرمى الأرجنتين، والكثير من الأهداف.

قبل اللقاء بأربع وعشرين ساعة، وفي قاعة ملعب الملك عبدالله الجوهرة المشعة، طرحت سؤالي للمدرب هيرفي رينارد حول وصول سالم الدوسري إلى مئة مباراة وقال: «إنه لاعب رائع، إنه إنجاز رائع بالنسبة له، ويستطيع اللعب على أعلى مستوى مع المنتخب السعودي وناديه الهلال. لقد فاز مؤخرًا بجائزة أفضل لاعب في آسيا، لذا لا يزال بإمكانه تقديم الكثير لبلاده، وسيحقق سجلًا رائعًا.»

يكمل: «إنه لاعب يسعى لتحقيق العديد من الأرقام القياسية ليثبت أنه الأفضل، لذلك نحن بحاجة إلى موهبته، ونحتاج إلى قيادته.»

طرحت سؤالي الثاني حول الدروس التي يجب على اللاعبين الشباب تعلمها من سالم الدوسري، وقال رينارد: «يجب على اللاعبين الشباب أن يتعلموا منه شيئًا واحدًا، وهو الاحتراف خارج الملعب، كما يفعل في التحضير لجميع المباريات.»

يكمل: «إنه لاعب جيد جدًا وهو موهوب بالفطرة أيضًا، أرى مع سالم شغفًا كبيرًا بكرة القدم. كما ذكرت سابقًا، أدرب المنتخب السعودي منذ 6 سنوات، وأهم درس يجب أن يتعلمه الشباب هو مهارات سالم خارج الملعب وليس داخله فقط.»

لا شك أن سالم الدوسري هو لاعب هذا الجيل، هو اللاعب الذي سنتذكره إلى الأبد من هذا الجيل خاصةً مع تأثيره الفردي الدائم في الهلال أو المنتخب السعودي. ولكن الآن وبعد المئة ستكون القصة مختلفة. أصبح الماضي ماضيًا، أصبح تاريخًا ولن نستطيع تغييره، ولكن المستقبل القادم هو الأهم بالنسبة لسالم الدوسري الذي يستعد لبداية سنة وشهر تتطلع كرة القدم السعودية بقوة لما سيقدمه فيه.

كأس العرب بعد أيام، ثم كأس العالم الصيف المقبل، ثم كأس الخليج في السعودية، ثم كأس أمم آسيا 2027 في السعودية. أربع بطولات ستلعب خلال سنة وشهر من الآن، وهي فرصة تاريخية لسالم الدوسري لإعادة المنتخب السعودي إلى منصات التتويج وتحقيق الحلم الكبير بالعودة للفوز بكأس أمم آسيا.

ستكون الضغوطات كبيرةً على سالم وزملائه وهذا أمر عليهم تقبله. تريد كرة القدم السعودية أن تعود إلى الألقاب، علينا أن ننهي غياب 22 سنةً سريعًا، فهذا الغياب قاسٍ على المنتخب السعودي.

أرجوك يا سالم.. نريد أن نكرر فرحة لوسيل، وأنت قادر على تحقيق ذلك، بإذن الله.

محمد أبو الشامات لديه مكان في قائمة الأخضر

حان الوقت لكي يستخدم المنتخب السعودي أحد أهم لاعبي كرة القدم السعودية في الموسمين الماضيين، محمد أبو الشامات. فهذا اللاعب لم يحصل على استدعاء حتى الآن مع نخبة لاعبي السعودية على الرغم أنه من نخبة اللاعبين في دوري روشن في مركزه، ومبارياته مع القادسية منذ الموسم الماضي تتحدث عنه.

قال رينارد عندما سألته قبل مواجهة ساحل العاج عن سبب عدم استدعاء محمد أبو الشامات: «لدي في هذا المركز عدد كبير من اللاعبين، بهذا المركز علي مجرشي وسعود عبدالحميد ونواف بوشل ومهند الشنقيطي، وهناك تنافس كبير على هذا المركز. تقديم أداء عالٍ ربما يجعل اللاعبين يدخلون في المنتخب.»

ثم قبل مواجهة منتخب الجزائر عندما سُئل عن الانطباع السائد عن اختياراته للقائمة من الأندية الجماهيرية قال: «لا يهم أين يوجد اللاعبون، هناك بعض اللاعبين السعوديين الجيدين في أندية أقل وعليهم أن يكونوا ثابتين هذا هو الأهم. ليس لأنك تلعب لمدة شهر من المفترض أن تكون في المنتخب الوطني.»

يكمل: «من المفترض أن تكون ثابتًا دائمًا، بالنسبة لي بغض النظر عن النادي الذي يلعب فيه اللاعب عليه أن يكون ثابتًا، والمفتاح هو الاستمرارية. الاستمرارية هي المفتاح دائمًا.»

إذن قال رينارد أن هناك سببين لعدم استدعاء محمد: الأول وجود لاعبين بجودة أعلى، والثاني الاستمرارية.

الشرط الثاني لازم محمد أبو الشامات ولا يمكن أن نتناقش في هذا الأمر. فقد أظهر اللاعب الاستمرارية بالمشاركة في 87 مباراة بقميص القادسية في المواسم الثلاث الأخيرة، وأظهر قدراته فيها والتطور المستمر في مستواه.

أما بشأن وجود لاعبين أفضل، سنناقش هذا الأمر في وقت لاحق. ولكن مع عدم استدعاء سعود عبدالحميد إلى كأس العرب، سيفتح هذا المجال لمحمد أبو الشامات. ومع كل الاحترام لعلي مجرشي ونواف بوشل، لن تجد ظهيرًا يقدم حلولًا هجوميةً بعد سعود عبدالحميد في هذا المركز إلا محمد أبو الشامات.

إذا كنا نريد أن نبادر ونهاجم ونرغب بحضور لاعبين يعبرون عن أنفسهم بكل قوة ولديهم الشجاعة والجرأة، علينا أن نستدعي محمد أبو الشامات. يجب أن يحصل اللاعب على فرصته في كأس العرب. فلا يوجد أي مبرر لعدم استدعائه بالنسبة لنا.

بالإضافة لكل ذلك، يوفر اللاعب عمقًا أكبر للمنتخب السعودي، يستطيع اللعب بوجود قلبي دفاع أو ثلاثة قلوب دفاع، يلعب بالطرف الأيمن ويجيد الطرف الأيسر، خيار في مركز الظهير المتقدم والجناح المتأخر في الحالات الدفاعية. والأهم من كل ذلك أن محمد أبو الشامات أظهر جاهزيةً بدنيةً دائمةً مع القادسية، وهذا سيساعدنا كثيرًا مع الوقت الضيّق بين مباريات كأس العرب.

لا يوجد عذر لرينارد.. يجب أن يكون محمد أبو الشامات في الدوحة خلال ديسمبر المقبل.


البيت الذي تظنّه بعيد المنال صار بين يديك، وبخيارات متنوعة.
لأن «سكني» حوّلت مخطط البيت الذي يشغل ذهنك كل يوم إلى واقع،
وجمعت جميع المشاريع في منصة واحدة، وسهّلت عليك البحث، والمقارنة، والاختيار.
تصفّح الوحدات السكنية الآن ولا تضيّع فرصة العمر


  • ⚽️حلقة جديدة من بودكاست «درجة أولى» بعنوان «عودة الحياة في نادي الوحدة»: أسبوع جديد يحمل مزيدًا من الأسئلة والإثارة في دوري يلو، مع توقف دولي ترك وراءه الكثير من العلامات والاستفهامات، من ضمنها: لماذا غاب لاعبو دوري يلو عن قوائم الأخضر رغم لمعانهم هذا الموسم؟ كما نناقش التحولات داخل نادي الوحدة، وانتصار الدرعية المهم، وفوز العلا، واستمرار الأداء الممتع والثابت لفريق أبها. وفي الختام، نفتح الباب لأسئلة المتابعين ونجيب عن أبرز استفساراتهم حول ما حدث وما ينتظرنا في الجولات المقبلة.

  • 🎙️ حلقة مميزة من بودكاست سقراط عن «تأخر اكتشاف المواهب الرياضية في السعودية»: نستضيف في هذه الحلقة عبدالله حماد، الرئيس التنفيذي لأكاديمية مهد الرياضية، للحديث عن أسباب ضعف آليات اكتشاف المواهب محليًّا، وكيف تعمل الأكاديمية على مشروع «صناعة الأبطال» عبر رحلة لاعب النخبة بمرحلتيها: الاكتشاف والتطوير. كما نسلّط الضوء على مصادر استقطاب اللاعبين، وأغرب قصص اكتشاف المواهب، ودور الأكاديمية في صناعة البطل الأولمبي، إضافةً إلى منافستها للأكاديميات الأخرى. 


مصدر مطّلع
مصدر مطّلع
يومية منثمانيةثمانية

نشرة صباحية تقدِّم أهم خبر في الكرة السعودية وتحلّله من جميع الزوايا. مع قصص حصرية من شخصيات مُطّلعة تبقيك على اطلاع دائم بعالم الكرة أولًا بأول.

+120 متابع في آخر 7 أيام