روي بيدرو: أريد ترك إرث هنا في النادي

«أعتقد أن الجماهير تستحق أن تعرف ما نسعى إليه، والجماهير تستحق أن تعرف ما نخطط له. وبالطبع أنتم أيضًا في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وكلّ من هو حاضر هنا مرحبٌ بكم لطرح أي سؤال في أي مجال للنقاش في أي موضوع أو مسألة. لا تترددوا في سؤالي ما شئتم، وسأجيب بحسب معرفتي».

هكذا افتتح المدير الرياضي الجديد لشركة نادي الأهلي روي بيدرو المؤتمر الصحفي المعقود في مقر النادي بمدينة جدة بحي الرحاب.

في قاعة مؤتمرات ممتلئة بالصحفيين والمراسلين المتخصصين بنادي الأهلي، أجلس في الصف الثاني للاستماع إلى مدير رياضي جديد يأتي إلى كرة القدم السعودية التي ترغب بالاستثمار وصناعة دوري وأندية تحاكي أكبر أندية العالم. يجلس روي بيدرو على مقعد ساخن منذ استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على النادي، وبلا شك سيكون تحت تدقيق كبير جدًّا في الأشهر المقبلة.

يأتي روي بيدرو أيضًا من نادٍ ليس بالسهل: نادي بنفيكا، أحد عمالقة كرة القدم الأوربية والبرتغالية. وقد تعرَّض إلى تدقيق كبير أثناء فترة وجوده هناك، لذا هو معتاد على هذه الأجواء. إذ أنَّ منصب المدير الرياضي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بنتائج الفريق الأول بكرة القدم اليوم، لكن قد لا يكون الصبر طويلًا كما في السابق.

قال روي بيدرو في إجابة عن الإرث الذي يرغب في تركه بالنادي بعد رحيله: 

«أريد ترك إرث في هذا النادي، لا أريد أن أحضر معي 30 شخصًا من البرتغال و20 من إنقلترا و10 من فرنسا و13 من البرازيل، وبعد ذلك عندما أغادر، يغادر الجميع معي إلى المشروع التالي. ليس هذا ما أريده. أريد أن أهيئ أرضيةً صلبةً للنادي ليتطور بعد رحيلي. أريد ترك إرث في العالم. أريد ترك إرث في كرة القدم السعودية. ولن أتمكن من تحقيق ذلك إلا إذا سمحتُ للجميع من حولي بالتطور والنمو حتى يتمكنوا من مواصلة المسيرة بعد رحيلي. سيكون هناك منهجية، وإذا ذهبت سيسير التطور والأسلوب على نفس هذه الطريقة.»

يأتي روي بيدرو بفهم عميق لثقافة النادي وكرة القدم السعودية. وواجه في أول مؤتمر صحفي له أسئلةً صعبةً أجاب عنها بكل وضوح وصدق، موضحًا في إجاباته ما حدث أو ما سيحدث مستقبلًا. ولكن يبقى السؤال الأهم: هل روي بيدرو مجرد مدير رياضي آخر سيستمر لأشهر بسيطة ثم سيذهب كما ذهب غيره الكثير؟ أم سيستمر مديرًا رياضيًا كما استمر بعض القلة في دورينا؟ 

التحديات صعبة في كرة القدم السعودية، وسيواجه روي بيدرو اختبارًا لا أبالغ إن قلت إنه أصعب بكثير من مهمته السابقة في نادي بنفيكا.

كيف يقيِّم بيدرو عمل الإدارة الرياضية السابقة والمشاكل التي وجدها؟

يستقبل روي أول الأسئلة، وربما كان هذا السؤال متوقعًا بنسبة عالية بسبب الأحاديث الكثيرة التي دارت حول الإدارة الرياضية السابقة. وأجاب روي بيدرو بكل هدوء: «لا أحب التطرق إلى عمل سلفي، ليس من شأني فعل ذلك، لطالما آمنتُ أنه عندما يتبنى شخص ما مشروعًا طموحًا مثل مشروع نادي الأهلي، فإنه سيسعى دائمًا إلى بذل قصارى جهده، وسيسعى دائمًا إلى تطوير أفضل ما يمكنه تقديمه للنادي.»

يكمل: «في هذه الحالة أنا متأكد أنه لم يكن استثناءً. فتحقيق لقب دوري أبطال آسيا العام الماضي وكأس السوبر هذا العام لم يأتيا صدفةً، وهذا دليل على أن العديد من الأمور كانت تُدار بطريقة سليمة؛ لأنه لا يمكنك الفوز إن لم تعمل باحترافية.»

يستكمل: «لذا، فيما يتعلق بالمسؤول السابق كمدير رياضي، أود أن أؤكد لكم أن هذا ليس من اختصاصي. مهما قلت، قد يكون غير عادل، ودون معرفة كاملة بما حدث.»

يختم: «ما يمكنني قوله هو أننا الآن في وفاق تام بين اللجنة التنفيذية والمدير الرياضي، أنا وأسامة هوساوي مساعد المدير الرياضي، وماتياس يايسله مدرب الفريق. أنا أتحدث عدة مرات يوميًّا مع مدربنا الرئيس وجهازنا الفني بشأن الاحتياجات جميعها، والقضايا التي يجب معالجتها داخل مرافق العمل وما يتعلًّق بالعمليات والموظفين والجهاز الفني والفريق. لا توجد مشكلة لا نناقشها يوميًا. وكذلك الأمر مع أعضاء اللجنة التنفيذية، فقد دعمونا جميعهم للغاية في الشهر الأول، ولا يسعني إلا أن أشكرهم على دعمهم، وتوافقهم معي، وثقتهم بي في هذه العملية، وثقتهم بالمشروع الذي أسعى إلى تطويره هنا في نادي الأهلي.»

وكأن هذا السؤال الذي انتظره روي بيدرو اليوم، واستعدَّ له بشكل رائع.

هوية النادي التي يريد تطبيقها في كل المراحل: كرة قدم هجومية

قال بشرح عميق لما يريده: «يتعلق الأمر بفلسفة اللعب التي نريدها للأهلي، تاريخ النادي، وتقاليده، وألقابه، وطموحه، وحجمه، وقاعدته الجماهيرية، كلها عوامل تدفعنا للعب بطريقة تجعلنا دائمًا فخورين، وتجعل جماهيرنا تشعر بالفخر بما نقدمه داخل الملعب. لا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا تبنينا فلسفةً قويةً جدًا حول كيفية لعبنا، وأن نعرف الآن كيف نريد اللعب.»

يكمل: «نريد أن نلعب بأسلوب مسيطر، ونريد أن نلعب كرة قدم هجومية مكثفة. نحتاج إلى لاعبين يتمتعون بخصائص تسمح لنا باللعب بهذه الطريقة، ونريد أن ندخل الملعب سواءً أكانت مباراةً خارج أرضنا أو على أرضنا ضد فريق أكبر أو أصغر، سواءً في مسابقة محلية أو دولية مثل دوري أبطال آسيا، بهدف واحد وهو الفوز بالمباراة، وتقديم كرة قدم إيجابية للجمهور. هذا ما نريده.»

يستكمل: «الآن، إذا لعبنا بخطط (4-3-3) أو (4-2-3-1) أو (4-4-2) فلن يكون ذلك ذا صلة. ما نريده هو لعب كرة قدم هجومية بقوة. نحن متوافقون تمامًا على ذلك، ونريد أن نغرس هذه الفلسفة في جميع فرق الأهلي، بدءًا من الأكاديمية والفئات السنية وصولًا إلى الفريق الأول، وفريق كرة القدم للسيدات أيضًا. هذا ما نريده.»

يختم: «ما نريده أن تكون الرسالة التي نرسلها، والصورة التي نعكسها للعالم، صورة كرة قدم جذابة كرة قدم هجومية. لذا علينا العمل على تحقيق هذا الطموح، ولن نتمكن من تحقيقه إلا بالتوافق التام بين جميع الأجهزة الفنية، بدءًا من اللاعبين الصغار وحتى الفريق الأول. وهذا ما نطمح إلى تحقيقه، وسنبذل قصارى جهدنا لنصبح مصدر فخر لجماهيرنا.»

قسم جديد في النادي لتحليل المواهب الكروية

يطرح أحد الصحفيين سؤالًا حول طريقة عمل الكشافة بقيادة روي بيدرو، وما إذا كان سيعتمد على رأي الكشافة فقط أو سيدمج البيانات مع الكشافة، ليشرح روي فلسفته في هذا الأمر ويعلن إنشاء قسم لتحليل المواهب الكروية.

قال: «لا يوجد استكشاف اليوم في عام 2025 بدون بيانات، ولا بيانات بدون استكشاف، لا أرى أحدهما منفصلًا عن الآخر. ما نحتاج إليه هو العمل بطريقة متكاملة، يجب أن يعرف كشافونا استخدام البيانات وقراءتها لتقييم اللاعبين بشكل أفضل، وكيفية تلبيتهم لاحتياجاتنا داخل الفريق.»

يكمل: «ويجب تطوير بياناتنا بطريقة تُظهِر لنا خصائص اللاعبين الذين نريد أن نستخدمهم تمامًا كما ذكرتُ للتو عن هوية النادي، كثافة كرة القدم الهجومية بجميع الخصائص التي شاركتها معكم. لذا ما نسعى إلى إنشائه هو قسمٌ متكاملٌ لتحليل المواهب الكروية، يجمع بين الاستكشاف والبيانات، ويعمل فيه نخبةٌ من المحترفين ليس فقط من السعوديين بل من الخارج أيضًا. سيُمكّننا هذا من اكتشاف المواهب بشكل أفضل والسعي لاكتشافها قبل أي شخص آخر، لأن هذا أحد أسرار النجاح في كرة القدم؛ ليس فقط الوصول إلى المكان المناسب، إلى اللاعب المناسب، بل الوصول قبل أي شخص آخر.»

يختم: «وهذا من أصعب الأمور التي يمكن تحقيقها في كرة القدم؛ لأن المنافسة كما تعلمون شرسةٌ للغاية على أفضل اللاعبين. علينا أن نكون أول من يحدد اللاعبين، وأن نتمكن من التقييم بشكل أفضل، وأن ندمج الاستكشاف والبيانات، كما ذكرت، في قسم تحليل المواهب الكروية الذي ننشئه حاليًا في النادي.»

كيف هي علاقتك بمدرب الفريق ماتياس يايسله ؟

قدَّم روي بيدرو فكرةً رائعةً وإشارةً مميزةً عن عمله السابق مع مدرب بنفس فلسفة المدرب الحالي للفريق ماتياس يايسله وأفكاره. بل قال إن التدريبات لا تختلف نهائيًا، والجداول الأسبوعية شبيهة بالمدرب السابق الذي عمل معه في بنفيكا.

«لم أكن قد تحدثت مع يايسله من قبل، لكنني لا أتسرع في الحكم على شخصٍ ما دون أن أقابله، وعلاقتي به هي علاقة مهنية في المقام الأول. تربطنا علاقة جيدة جدًا فيما يتعلق بأفكارنا للنادي والفريق وطريقة لعبنا وطموحنا لهذا الفريق ولهؤلاء اللاعبين.»

يكمل: «بالطبع كان عليه أن يفهم طريقة عملي، وربما لا يزال يفهمها، لكن حتى الآن واجهنا تحديات، وكل نادٍ وكل فريق يواجه عقبات يوميًا. وتمكَّنا الآن من التناغم حول الطريقة التي نرغب من خلالها مواجهة تلك التحديات.»

يستكمل: «في الحقيقة عملت لمدة عامين ونصف مع مدرب ألماني في بنفيكا، المدرب المتميز السيد روجر شميدت. كنا أبطالًا معًا، وفزنا بالكؤوس معًا، وقدمنا ​​أداءً رائعًا في دوري أبطال أوربا معًا. هو وماتياس يايسله من النادي نفسه، من ريد بول سالزبورق في النمسا؛ يتبعان الفلسفة نفسها وأسلوب اللعب نفسه، وهذا يشمل رد فعلنا عند فقدان الكرة، ومهاجمة الهجمات المرتدة.»

يختم: «لديهما نهجٌ متشابهٌ جدًا تجاه اللعبة وجداول العمل وجلسات التدريب، ويريان اللعبة بطريقة متشابهة جدًا. بالطبع ماتياس أصغر مني بعشر سنوات تقريبًا، لذا بالطبع لديه أفكارٌ مختلفة، وفيما يتعلق بالشخصية وأسلوب اللعب وطريقة العمل في ألمانيا، فإن كل شخصٍ يختلف عن الآخر، لكنني أرى الكثير من القواسم المشتركة بينهما. فعلاقتي بالسيد روجر شميدت علاقة شخصية رائعة ومهنية ممتازة، وأنا الآن أبني علاقة مماثلة أيضا مع ماتياس يايسله. وأعتقد بصدق أن من هنا إلى المستقبل، لا بد أن تتحسن الأمور أكثر.»

القرارات في النادي جماعية

يطرح أحد الصحفيين سؤالًا حول تصريح ماتياس يايسله بعد مباراة الرياض التي تعادل بها الفريق وقال إنه بحاجة إلى عناصر هجومية. يدور السؤال حول التوافق بين روي بيدرو ومدرب الفريق ماتياس يايسله حول تدعيم الفريق، ليجيب روي بكل هدوء. 

وهذه ملاحظتي المستمرة عنه طيلة المؤتمر، أنه أجاب في كل المرات بهدوء عميق وارتياح أعمق. وعن السؤال أعلاه أجاب: «قد تضيع بعض الأشياء أحيانًا في الترجمة وهذا أمر طبيعي؛ الإنقليزية ليست لغة ماتياس الأولى، وليست لغتي الأولى، والعربية بالطبع لغة لا نفهمها كلانا. في بعض الأحيان قد تضيع بعض الأشياء في الترجمة وليس في الكلمات نفسها؛ لأن مترجمنا صلاح من أفضل المترجمين الفوريين الذين قابلتهم في حياتي ويتحدث عدة لغات، إنه محترف من الطراز الأول.»

يكمل: «لذا لا أقول هذا وكأن الكلمات قد تكون خاطئة، ولكن أحيانًا ما نريد قوله، وما نريد إيصاله، قد يصبح من الصعب إيصاله، لذا أعلم أننا متوافقون تمامًا فيما يتعلق باحتياجات الرياضة، واحتياجات النادي، واحتياجات الجهاز الفني.»

يستكمل: «نحن متوافقون تمامًا. لم يطلب ماتياس مني أي شيء قط. هذه ليست الطريقة التي تسير بها الأمور، وهو يعلم أن هذه ليست الطريقة التي تسير بها الأمور. لم يطلب مني أي شيء يتعلق باللاعبين، أو أي احتياجات هيكلية أو بنية تحتية أخرى. ما نفعله هو أننا نقيّم احتياجات النادي، واحتياجات الفريق، واحتياجات مرافق النادي، ونعالج المشكلات معًا في محاولة لإيجاد أفضل الحلول لكل عقبة نواجهها. وأكرر: لم يطلب مني ماتياس أي شيء، ولن أفرض عليه أي شيء أبدًا.»

يختم: «كل قرار يُتخَذ في هذا النادي هو قرارٌ جماعي، بين الإدارة الرياضية -أنا في هذه الحالة- ومساعد المدير الرياضي أسامة هوساوي، ومجلس الإدارة، والمدرب السيد ماتياس يايسله. إن السبيل الوحيد لتحقيق النجاح هو توافق الجميع في كل قرار هيكلي وحاسم يتعلق بالنادي ومستقبله القريب.»

القسم الطبي بالنادي وتعيين أخصائي أغذية جديد

يسأل أحد الصحفيين عن مشاكل الإصابات في النادي وتقييم القسم الطبي، وهل سيشهد النادي تغييرًا قريبًا بالطاقم الطبي. وأجاب روي بيدرو بتفصيل، معلنًا خبر انضمام مدير تغذية جديد للنادي.

قال: «فيما يتعلق بالأمور الطبية، فهي بالطبع من أهم الأقسام داخل هيكل كرة القدم الاحترافية، أطباء الفريق والمدير السريري والمعالجون الفيزيائيون والمدلكون جميعهم مهمون للغاية فيما يتعلق برفاهية اللاعبين وفيما يتعلق بجاهزيتهم البدنية والسريرية لكل مباراة.»

يكمل: «لاعب كرة القدم المحترف أشبه بسيارة فورمولا 1 يجب أن يُعدَّل لأدق التفاصيل، وإلا فلن يتمكن من الأداء بالمستوى المتوقع منه. لقد مضى شهر على وجودي هنا ولا يوجد شيء في قسمنا الطبي يجعلني أعتقد أننا لسنا في أيدٍ أمينة، وأننا لسنا مجهزين تجهيزًا كاملًا من حيث الأدوات والمعدات والبنية التحتية والكوادر المهنية.»

يستكمل: «لدينا فريقٌ من الطراز الأول لتلبية جميع احتياجات اللاعبين. لا أستطيع التأكيد بما فيه الكفاية، فلم أرَ حتى الآن أي شيء يثبت لي أنني لا أستطيع الوثوق بأي شخص داخل القسم الطبي، من مدلكي الفريق إلى أخصائيي العلاج الطبيعي إلى رئيس أخصائي العلاج الطبيعي إلى طبيب الفريق الأول إلى المدير الطبي.»

«لا شك أن هناك إصابات ومشاكل. من المستحيل لعب أكثر من 50 مباراة كل موسم على هذا المستوى دون التعرض للإصابات، خاصةً عندما يكون لديك فريق يضم 12 لاعبًا دوليًا. إذ بالإضافة إلى هذه المباريات الخمسين مع الأهلي، سيخوضون أيضًا 10 و12 و14 مباراةً دوليةً مع منتخباتهم الوطنية، مع وجود مباريات في منتصف الأسبوع مع كل متطلبات المكاسب التنافسية. ستحدث إصابات ومشاكل بدنية، لكن لدينا الأشخاص المناسبين، والموظفين المناسبين، والمرافق المناسبة، والأدوات والمعدات المناسبة لمعالجة هذه المشاكل عند ظهورها.»

يكمل: «هذا لا يعني أننا لا ندرك أننا قادرون دائمًا على التحسن، بل يمكننا دائمًا تقديم أداء أفضل، ونولي اهتمامًا بالغًا بالتفاصيل جميعها، ونستمع إلى الأشخاص الذين يعملون يوميًا مع اللاعبين، ونسعى جاهدين للارتقاء بالقسم الطبي كل يوم. لا يقتصر الأمر على القسم الطبي فحسب، بل يشمل أقسام النادي بالكامل.»

يختم: «يمكنني أن أخبركم الآن أننا بدأنا بالأمس العمل مع أخصائي تغذية جديد، نسيم كوستيلو الذي وصل للتو من إنقلترا. إنه محترف من الطراز الأول. بدأ العمل معي مباشرة بالأمس ومع مدربي الأداء ومع رئيس الطهاة ومع المدير الطبي لتقييم احتياجات الفريق والسعي للوصول بلاعبينا إلى أفضل مستوياتهم، في أسرع وقت ممكن. لذا، كما ذكرت، نعلم أننا في أيدٍ أمينة مع قسمنا الطبي، وسنبذل قصارى جهدنا لنصبح أفضل، لأننا نتعلم كل يوم، ونتطور كل يوم.»

رحيل إيفان توني غير صحيح.. مجرد شائعات

يُطرَح سؤال على المدير الرياضي روي بيدرو حول مستقبل إيفان توني، وسط أخبار تشير إلى عودته للدوري الإنقليزي الممتاز في السوق الشتوي القادم، واستبعاد اللاعب في لقاء السد والاتحاد أول دليل على رحيله، لينفي روي كل ذلك.

قال: «إيفان توني مهاجم من الطراز الرفيع، إنه لاعب دولي رائع في الفريق الأول لمنتخب إنقلترا، لاعب في الدوري الإنقليزي الممتاز، يبلغ من العمر 29 عامًا فقط وهذا يعني أنه في قمة مستواه ونضجه. صحّحوني إن كنت مخطئًا، لكنه سجل بالفعل 11 هدفًا هذا الموسم، منها ما يقرب من 40 هدفًا بقميص الأهلي، لديه أكثر من 200 هدف رسمي في مسيرته في نحو 500 مباراة احترافية.»

يكمل: «إذن نحن نتحدث عن لاعب من الطراز الرفيع، نتحدث عن مهاجم من الطراز الرفيع، غيابه عن مباراتي السد والاتحاد الأخيرتين لا يعني أننا لا نعتمد على إيفان توني، بل يعني أن الجهاز الفني قرر في هاتين المباراتين أن الخيار الأمثل هو البدء بفراس البريكان وهو مهاجم بارز آخر في تشكيلتنا.»

يستكمل: «لذا هذه هي المشاكل التي نرغب في مواجهتها. لدينا الكثير من اللاعبين المميزين، وعلينا اختيار أحدهم دون الآخر. عندما يستبعد لاعب بارز مثل إيفان توني من التشكيلة، ستبدأ شائعات حول رحيله بالطبع، لكن ليس بالضرورة أن تكون صحيحة، هذا يعني فقط أنه في هاتين المباراتين كان اختيارنا ألا يلعب.»

يكمل: «إيفان لاعب محترف من الطراز الرفيع، ليس فقط في المباريات، بل في التدريبات أيضًا، فهو منضبطٌ ومحترم. ليس لديّ ما أقوله عن إيفان توني، لذا أي شائعات قد تظهر الآن حول رحيله فورًا أو إعارته لا تتوافق مع الحقيقة، نحن نعتمد على إيفان كما نعتمد على أي لاعبٍ آخر.»

يختم: «كما تعلمون، تسمح لنا القواعد بوجود ثمانية لاعبين أجانب فقط في الدوري السعودي، يستبعد أحيانًا أتانقانا وأحيانًا ماتيوس وربما دامس، هذه المرة إيفان توني وغدًا ربما رياض محرز أو روجر إيبانيز أو دميرال وهكذا. لكل مباراة قصتها الخاصة، ودائمًا ما يواجه المدرب قرارات صعبة للغاية؛ ونحن هنا لدعمه ومساعدته على اتخاذ القرارات الصائبة.»

استراتيجية سوق الانتقالات تحت قيادته

من المعروف أن نادي بنفيكا من الأندية التي تستثمر في اللاعبين الشباب مبكرًا قبل طرحهم بالسوق وتحقيق المكاسب المالية من عمليات البيع، وهو النادي القادم منه روي بيدرو. ومن هذا المنطلق طرح صحفي سؤالًا حول الاستراتيجية التي سيعمل بها بالسوق، وعلى ماذا سيركز في اللاعبين الشباب أو اللاعبين الجاهزين. وأجاب روي بشرح كامل حول استراتيجيته.

قال: «فيما يتعلق باللاعبين، لا أنظر إلى اللاعبين حسب أعمارهم أو جنسياتهم أو خلفياتهم، بل أنظر إلى جودتهم. عندما أنظر إلى اللاعب، أرى كيف يمكنه التأقلم مع نظام لعبنا، وكيف يمكنه مساعدتنا على أن نصبح فريقًا أفضل، وكيف يمكننا مساعدته على التطور ليصبح لاعبًا أفضل، لذا لا أستطيع الفصل بين اللاعبين ذوي الخبرة والمواهب الناشئة.»

يكمل: «ما أريده في الأهلي هو ما يريده الجميع: لاعبين جيدين قادرين على مساعدة الفريق. ذكرتَ أن الاستراتيجية في بنفيكا هي التعاقد مع المواهب الشابة وهذا ليس الأمر دائمًا. من المنطقي أحيانًا التعاقد مع لاعب قبل أن يصبح سعره مرتفعًا للغاية، ولكن في بعض الأحيان قد تلجأ إلى التعاقد مع لاعبين ذوي خبرة لمساعدتك، لذا لا توجد صيغة محددة للتعاقد مع لاعب، بل تُقيَّم احتياجات الفريق وخصائص اللاعبين الذين ترغب في التعاقد معهم.»

يستكمل: «ثم تدير سوق الانتقالات لفهم ما هو ممكن وما هو غير ممكن. ولكن أود أن أقول إن الفلسفة في التعاقد مع لاعب ليست فلسفتي، وليست فلسفة المدير الرياضي، هي فلسفة الأهلي. فمنذ لحظة توقيع الأهلي مع اللاعب، لا يأتي اللاعب من المدير الرياضي أو المدرب أو اللجنة التنفيذية أو الكشافين أو البيانات، بل سينتمي اللاعب إلى الأهلي وسيعمل الجميع على توفير أفضل الظروف الممكنة له ليقدم كل ما نتوقعه منه، وليتجاوز توقعاتنا.»

يختم: «لاعبون جيدون، لاعبون من الطراز الرفيع، يناسبون أسلوب لعبنا ويساعدون الفريق على التطور. دعوني أقول شيئًا أخيرًا: قبل النظر إلى اللاعبين من خارج النادي سأركز دائمًا على اللاعبين الموجودين داخل النادي، وسنساعدهم دائمًا على التطور إلى أفضل نسخة ممكنة. لأنني أنظر إلى السوق ولا أرى لاعبين أفضل من لاعبينا، لذا نطور اللاعبين الموجودين لدينا أولًا، ونرفعهم إلى أعلى المعايير التي نتوقعها منهم، ثم يمكننا تقييم السوق.»

يحتاج الحكام إلى التحسن في الدوري السعودي

يطرح أحد الصحفيين آخر الأسئلة حول اعتراض الأهلي على حكم مباراة الرياض والتي انتهت بنتيجة (1-1) في دوري روشن، وحول رأي المدير الرياضي بشكل التحكيم في الدوري السعودي.

قال: «التحكيم موضوع حساس في جميع أنحاء العالم، ليس فقط في الدوري السعودي للمحترفين، وليس فقط في السعودية. عادةً ما يُشار إلى الحكام على أنهم مسؤولون عن هذه النجاحات، ويشتكي الكثيرون من أدائهم. بالطبع كرة القدم لعبة حماسية، وعاطفية في كثيرٍ من الأحيان، لذا يحتاج الناس إلى إيجاد أسبابٍ لما يحدث.»

يكمل: «أعني، رأى الجميع ما حدث في مباراة الرياض. أنا شخصيًا لا أحبّذ الشكوى من الحكام، لكن الجميع رأى ما حدث. لم تكن مباراةً عادية. بالطبع، يمكنك دائمًا إخبارهم أنه إذا أراد حكمٌ ما إيذاء الأهلي فلن يحتسب ركلة جزاء لصالحنا في الدقيقة 91، وبالطبع أتفق مع ذلك. لا أحد يشير إلى أن الحكم الدولي حاول إيذاء الأهلي عمدًا، لكن الجميع رأى أنها لم تكن مباراةً سهلةً بل مباراة صعبة، وأمسية مؤسفة لهذا الحكم. لكن هذا ما حدث في هذه المباراة.»

يستكمل: «ربما لم يكن لدينا الحكم الذي نستحقه، وربما في مباريات أخرى سيكون الأمر عكس ذلك. هذا قانون هذه اللعبة، تفوز أحيانًا وتخسر ​​أحيانًا. لا أعتقد أن المشكلة تتعلق بالحكام الدوليين أو الحكام السعوديين. أعتقد أننا جميعًا بحاجة إلى التحسن، الحكام واللاعبون والمدربون والمديرون الرياضيون والإعلام والجماهير. لا نزال نتطور وننمو في هذا الواقع الجديد لكرة القدم السعودية.»

يختم: «هذا المشروع الجديد المذهل يتطور منذ عام 2023، وأقول إنه يتطور بسرعة مذهلة منذ عام 2023 والجميع يتحسن. الجميع يتعلم. وأعتقد أن الحكام يتحسنون أيضًا ولا أعتقد أن هذه مشكلة في كرة القدم السعودية حاليًا. الجميع بحاجة إلى التعلم، والجميع بحاجة إلى التحسن، والحكام بحاجة إلى مساعدتنا ليتحسنوا أيضًا.»

إجابات واضحة وتطلعات كبيرة. وستحكم الأيام بيننا يا روي بيدرو.