فقاعة الذكاء الاصطناعي

ترتفع قيمة شركات الذكاء الاصطناعي مئات المليارات في شهور، وتقدّم تقنيات لا نستطيع الاستغناء عنها. لكن خلف هذا كله ثمة تساؤل كبير: هل نحن أمام فقاعة؟ 🫧

أصبح الذكاء الاصطناعي حاضرًا في كل مكان، من تطبيقات تكتب عنك، إلى صور تُنتَج في ثانية، إلى قرارات تتخذها شركات مليارية في لحظة.. لكن وسط هذا الوهج، بدأت تظهر تساؤلات كبرى: هل ما نراه الآن «ثورة حقيقية»؟ أم مجرد «فقاعة» ستنتهي؟

يقول بعض المحللين إن ما يحصل اليوم يذكّرهم بانفجار فقاعة الدوت كوم، حين كان يركض الجميع خلف الإنترنت، قبل أن تنهار الشركات واحدة تلو الأخرى. فهل يعيش الذكاء الاصطناعي هذا المصير نفسه؟ أم أننا نعيش فعلًا بداية عصر جديد مثلما عاش أجدادنا وقت الكهرباء؟

يناقش محمد آل جابر وهادي فقيهي هذا الموضوع من كل زواياه: التقنية، والاقتصادية، وحتى السيكولوجية... في حلقة بديعة جدًّا.


وردة سببت فقاعة 🌷

في عام 1637 في هولندا، حصلت ظاهرة غريبة عُرفت بـ«Tulip Mania»، لكنها حملت درسًا مهمًّا بخصوص موضوعنا عن الفقاعات والذكاء الاصطناعي.

القصة باختصار: كانت زهور التوليب قد بدأت الدخول إلى أوربا، وبسبب ألوانها الغريبة ونُدرتها أصبحت رمزًا للمكانة الاجتماعية الرفيعة. لكن الأمر انتقل من مجرد اقتناء زهرة إلى تداول عقود مستقبلية لشراء بصيلاتها، حتى إن بعض بصيلات التوليب كانت تُعرض بأثمان تفوق بيتًا أو أرضًا!

لحظة الانهيار: في فبراير 1637، حاول مُزايد في مدينة هارلم أن يعرض «بصلة توليب» للبيع، لكن لم يحضر أي مشترٍ، مع أن السعر كان قد ارتفع ارتفاعًا خياليًّا قبلها. حينها، بدأ الانهيار العنيف.

تبرز هنا فكرة رئيسة: ليس المهم فقط أن توجد تقنية أو فكرة واعدة (كما هو حال الذكاء الاصطناعي اليوم)، بل الأهم أن توجد آليات تمويل وتداولتجعل القيمة ترتفع، حتى قبل أن تتأكد الجدوى. ثم حين يتوقف التدفق -أو يتضح أن الجدوى أقل من التوقع- تنهار القيمة بسرعة.

ربما تشبه الشركات التي تُضخّ فيها أموال هائلة اليوم قبل إثبات الربحية حال من اشتروا أبصال التوليب «بأثمان بيت وسيارة» عام 1637. لن تختفي كل تلك الشركات، ولكن حتى التقنية الحقيقية قد تُرافقها شركات تختفي أو تُبنى بطريقة خاطئة.

ما أريد أن نستخلصه هو أن الابتكار + التمويل + التداول= معادلة الفقاعة في كثير من الأحيان. وهذه القصة القديمة تذكير بأن الجاهزية المالية دائمًا تتقدم على الجاهزية التقنية، وهي حجر أساس في الفقاعات عبر التاريخ وفي المستقبل.


«برق» محفظة تقنيّة ماليّة💸

الخدمات، البطاقات، والمنتجات ما عليها أي رسوم.

والكاش باك، على الحوالات الدولية وتحويل رواتب العمالة، وبطاقة فيزا ومدى!

محفظة .. تعطيك ما تأخذ منك!


أغلى فقاعة في التاريخ

من أحمد الهلالي✍🏼

لو سألت أي اقتصادي عن تعريف «الفقاعة»، سيقول لك: «ارتفاع سريع في قيمة أصل معين، يتجاوز بكثير قيمته الفعلية… ثم ينهار». لكن ليس كل ارتفاع فقاعة، ولا كل انفجار نهاية. لهذا السبب نعاود السؤال: هل ما يحدث اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي فقاعة فعلًا؟

في 2023، بدأت «Open AI» السنة بتقييم عشرين مليار دولار، وأنهتها بثمانين مليارًا، أي أربعة أضعاف في اثني عشر شهرًا. وفي الفترة نفسها، أصبحت إنفيديا الشركة الأعلى قيمة سوقية في العالم، إذ تجاوزت خمسة تريليونات دولار، مدفوعة بالطلب المجنون على شرائح الذكاء الاصطناعي.

والأمر اللافت أن أغلب هذه الشركات لا تبيع منتجًا مباشرًا للمستهلك، ولا تملك أرباحًا تشغيلية تبرر هذه التقييمات. ما يحصل هو أقرب إلى «دائرة مغلقة»: شركات تستثمر في بعضها، ثم تشتري من بعضها، ثم ترفع قيمة بعضها. تستثمر مايكروسوفت في «Open AI» وتشتري منها خدمات، و«Open AI» تحتاج إلى حوسبة من أوركل، وأوركل تحتاج إلى شرائح من إنفيديا… وبذلك ترفع كل شركة منهم تقييم الأخرى.

هذا المشهد ذاته شاهدناه في عام 2000 وقت فقاعة الـ«دوت كوم»، حين كانت شركات الإنترنت توقع عقودًا مع بعضها، وترفع التقييمات، ثم تطرح أسهمها، وتنهار في أقل من سنة.

لكن لو عددنا أن هذا مجرد تكرار للماضي، فإننا نظلم الذكاء الاصطناعي كثيرًا. لأن الفرق الكبير اليوم أن التقنية لم تعد وعودًا، بل واقعًا. فقد وصل «تشات جي بي تي» مثلًا إلى 100 مليون مستخدم أسرع من أي منتج في التاريخ، وكلنا اليوم -من الموظف إلى المدير- نستخدمه فعليًّا في أعمالنا.

وحتى لو لم تكن هناك أرباح كافية لشركة «Open AI» اليوم، فإن ثمة قيمة حقيقية تتشكل على الأرض. هذا بالضبط ما حصل مع النفط أول ظهوره، فقد كانت له استخدامات بسيطة جدًّا (مثل «كيروسين» للإضاءة)، ولم يتخيل أحد أن يصبح حجر الأساس لكل شيء في حياتنا، من النقل إلى البلاستيك.

إذن، هل الذكاء الاصطناعي اليوم في فقاعة؟ ربما. لكن حتى لو انفجرت، لن تقتل القطاع، بل ستنقّيه.

في عام 2000، كانت «سيسكو» أكبر شركة تقنية، أما اليوم فلا يذكرها أحد، في حين أن الشركات التي تضخمت وبقيت كانت أمازون وقوقل. الأمر نفسه سيحصل مع الذكاء الاصطناعي. الفقاعة -إن وجدت- ستُسقط شركات، وترفع أخرى. حينها سيتحدد فعلًا من بنى تقنية حقيقية، ومن كان مجرد فقاعة داخل الفقاعة.

إذا كانت هذه فقاعة فعلًا، فهي أغلى فقاعة في التاريخ.

لكنها ربما تكون أيضًا أكثر فقاعة غيّرت التاريخ!


كيف تتخيّل بيت العمر؟ 💭

مسكن متكامل ومريح، موقعه قريب من كل شي، وفيه كل شي 🏡✨

موقفك الخاص، مصلى، مقهى،بقالة، صالة رياضية، وترفيهية!

هذي هي تجربة السكن في صفا 🔗

التجربة اللي تسبق الحاضر وتنبض بالحياة 🖼️🥁


بودكاست جادي
بودكاست جادي
أسبوعية، الأربعاء منثمانيةثمانية

كلّ أربعاء يقدم محمد آل جابر وهادي فقيهي تحليلات وإجابات مبسطة للأسئلة الاقتصادية المحيرة، ومع كل حلقة تصلك رسالة بريدية بمصادر ومعلومات ووجهات نظر مختلفة لم يتسع لها وقت الحلقة.

+20 متابع في آخر 7 أيام